وهلت بشاير رمضان.. مارثون الخير يصل للمطاعم

مع اقتراب شهر رمضان، تطل علينا بشائر الخير، حيث تتفتح القلوب العامرة به، ليشاركوا فى مارثون الشهر الكريم، ولكل منهم ضالته المنشودة طمعا فى الجنة وثواب الإحسان ، فبالتوازى مع الأزمة الاقتصادية، كتب صاحب أحد المطاعم الشهيرة " للكشري" أحد الأكلات الشعبية الشهيرة في مصر بمنطقة الهضبة الوسطى بالمقطم ، عبارة " من لا يملك ثمن الطعام فيطلبه مجانا فهذا رزق من الله"، ونشرها على جدارن المطعم .

 لفتت أنظارنا العبارة وقررت "صوت الأمة "أن نجرب بأنفسنا، طلبنا عدة أطباق ثم طلبنا الحلو بعد الأكلة المتينة ، وعند مطالبتنا بالحساب ادعينا أن" أموالنا سرقت ومش لاقييينها"، وانتظرنا رد الفعل أن يمسكونا يسلمونا للشرطة مثلما نرى في الأفلام والمسلسلات، أو أن يتشاجروا معنا خاصة أن هيئتنا لا تشير أننا لا نملك ثمن طعامنا، إلا أننا وجدنا سماحة في الكلام ومعاملة حسنه، تؤكد أنه مازال الخير يجري في عروق المصريين ، وأن المقولة التي قررها صاحب المطعم لم تكتب لتزين جدران المطعم.

 سألنا القائمين على المطعم هل في ناس أكلت فعلا، ولم تدفع تمن الأكل؟،  فقالوا:" كتير وصاحب المطعم بيسامح، ولا يتخذ اجراء معهم حتى لو لم يظهرعليهم علامات الاحتياج، دا غيرالعمال بييجوا بصفه يومية وياخذون ما يحتاجوه من طعام وخاصه العمال اللي بيشتغلوا في طائفة المعمار، وصاحب المكان هو اللي طلب انه يتكتب على جران المحل هذه المقولة، وبيقول مسامح حتى لو حد مش محتاج وأكل مسامح بس هو يتحمل جزاء انه أكل أكل حد ممكن يكون محتاج .

وأكد العاملون بالمطعم أن  صاحب المطعم  لم يكتفى بذلك ، وأنما يخرج يوميا وجبات لدار أيتام بجوار المطعم، والعجيب أن ما يفعله صاحب المطعم لاينقصه مال ولا يخسر، برغم إطعامه لكل جائع يطلب أكل وما يدفعش وبيقول دا رزق من الله كنا بنستغرب لأنه بالطريقه دي ممكن يخسر، خاصة أن كل حاجه غاليه دلوقتي لكننا نفاجئ ماشاء الله ان المحل بيكسب .

وأضاف العمال قائلين :"في ناس تأثروا بموقف صاحب المطعم وعرضوا عليه التبرع بأموال مقابل إطعام هؤلاء الناس وصاحب المطعم يرفض ويقول لهم هذا رزق من الله.

ولم يكن هذا المطعم هو النموذج الوحيد لفعل الخير طوال أيام العام، فهناك  نماذج أخرى من المطاعم التي لا يخشى أصحابها من الخسارة ويفضلون الادخار مع الله ، كمطعم للكبدة والشاورما بميدان المساحة بمنطقة الدقي بالجيزة، والذي أعلن منذ فترة تقديمه ساندوتشات الكبدة والشاور مجانا لمدة ساعتين يوميا، وقد أعلن صاحب المطعم استمراره لتقديم هذه الساندوتشات للمحتاجين ومعظمهم من أصحاب المهن المتواضعة كالعمال وماسحي الأحذية وبائعي المناديل ، ويقوم عمال المطعم بالتجوال بعربات ممتلئة بالسندوتشات تجول في الشوارع المجاورة للمطعم لإطعام المحتاجين .

أيضا مطعم آخر بمدينة نصر بالقاهرة، يقدم وجبة غذاء وعشاء يوميا من السمك والجمبري يتردد عليه أصحاب العمل باليوميه كتب داخل مطعمه "كل وما تتكسفش".

وآخر بمنطقة الخليفة بالقاهرة وضع لافته كتب عليها" وجبة غذاء لوجه الله من الساعه 2 إلى 3 عصرا ووجبة عشاء من 7 إلى 8 مساءا" ويسمح المطعم لمن يحتاج الوجبة بأخذها لمنزله، ويقول القائمين على المطعم " عاوزين اللي ييجي ياكل ويشبع لذلك نوعنا في الأطعمه مرة كبده بالبصل، ومرة مكرونه بالكبدة بالاضافة للأسماك نخرجها للمعاقين ذهنيا  .

هكذا قال الرسول الكريم (ص) الخير فيكم وفي أمتي إلى يوم الدين ولوقام معظم أصحاب المطاعم في محافظات مصر بفعل ما فعله هؤلاء لن نجد جائعا أو فقيرا، ولن تنقص أموالهم  شيئا،  "وما نقص مال عبد من صدقه " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجعل بيت المحسنين عمار.