لعلكم على صواب.. ولعلكم على خطأ

الجمعة، 20 أبريل 2018 11:18 م
لعلكم على صواب.. ولعلكم على خطأ
أحمد رجب الضبع يكتب:

«ألا يستقيم أن نكون إخوانًا.. وإن لم نتفق في مسألة».. هكذا قال الشافعي، عن الاختلاف، ليؤكد أن كل شخص له رأي ووجهة نظر خاصة به، تختلف من شخص لآخر، وعلى أن كل شخص أن يحترم كل وجهات النظر المطروحة، وعدم التشدد برأيه.
 
فكثرة الاختلاف تفرق، فـ«الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية».. هكذا قال أحمد لطفي السيد، لكن معظمنا يردد هذه المقولة دون العمل بها، وبمجرد الاختلاف في الرأي نجد كل شخص يسارع بشهر الأسلحة التي يملكها ضد الآخر.
 
فلا تتعجب من رد فعل الأشخاص حين يظهر هذا الاختلاف في الآراء والأفكار، على الرغم أنه أمر مسلم به، فإن ثقافة الاختلاف لن تظهر في يوم وليلة، ولكن تنمو مع الشخص ولكي تنمو تحتاج إلى من يرويها داخل الأسرة والمدرسة والجامعة، يجب أن نزرع في أبنائنا أن الاختلاف يصل بنا إلى التكامل وأنه ليس مجالاً للصراع، فقد تجد أصدقاء وعائلات يتحولون إلى أعداء بسبب اختلاف الرأي، فينمو في ثقافة الأجيال القادمة سلبيات الاختلاف الهادم.
 
وأن الاختلاف سنة كونية من سنن المولى عز وجل، بداية من اختلاف الليل والنهار، والفصول الأربعة، واختلاف ألوان البشر، واختلاف الطبيعة من بلد لآخر.
فقال الله في كتابه العزيز «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير».  فمن المنطقي أن نختلف في وجهات النظر والتوجهات، فإن الاختلاف ليس تخلفا أو رجعية ولكن الخلاف بسبب الاختلاف هو قمة التخلف والرجعية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة