«النمر الأمريكي» يعيد الروح إلى السينما السعودية
الخميس، 19 أبريل 2018 03:00 ممحمد أبو ليلة
أمس الأربعاء افتتح وزير الإعلام السعودي عواد العواد أول سينما سعودية بحضور رئيس هيئة الإعلام المرئيس والمسموع السعودي رضا الحيدر، ويأتي افتتاح السينما السعودية بعد ما يقرب من 35 عاماً من الحظر. وبدأت السينما السعودية بعرض الفيلم الأميريكي النمر الأسود كأول عرض سينمائي، وأعلنت السلطات السعودية في اليوم نفسه أنها تخطط لإنشاء ما يقارب 30 إلى 40 دار سينما في 15 مدينة خلال السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى افتتاح من 50 إلى 100 دار سينما في 25 مدينة بحلول عام 2030.
كانت وزارة الثقافة والإعلام السعودية، أعلنت في الرابع من إبريل من الجاري منح أول رخصة تشغيل دار عرض سينمائي للشركة الأميركية.
بداية السينما السعودية
أول من أدخل دور العرض السنيمائية إلى المملكة العربية السعودية هم الموظفيين الغربيين في شركة أرامكو للبرتول خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وذلك في مجمعاتهم السكنية الخاصة بهم في السعودية
أول من أدخل دور العرض السنيمائية إلى المملكة العربية السعودية هم الموظفيين الغربيين في شركة أرامكو للبرتول خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وذلك في مجمعاتهم السكنية الخاصة بهم في السعودية
وخلال نهاية الستينات و بداية السبعينات بدأت تنتشر دور العرض بين السكان المحليين، و كانت صالات العرض المتاحة للمواطنين السعوديين موجودة في الأندية الرياضية المحلية على وجه التحديد ، وفي بعض الأحواش و البيوت الشهيرة خاصة في الرياض و جدة و الطائف و أبها و الدمام و أحياناً في بعض السفارات الأجنبية إلا أنه كان عرضا عشوائياً يفتقد التنظيم والتهيئة اللازمة للمشاهدة والتسويق المناسب، والاختيار الجاد.
وبعد سنوات قصيرة من أحداث إحتلال الحرم المكي قامت الحكومة السعودية بإغلاق دور العرض و صالات السينما في محاولة منها لإحتواء غضب التيار الإسلامي السعودي بعد أحداث إحتلال الحرم المكي.
واستمر هذا المنع السينمائي حتى عام 2006، حينما قام بعض الأندية الأدبية و الثقافية السعودية بعرض بعض الأفلام وإقامة مهرجانات أو مسابقات للأفلام التسجيلية و القصيرة المنتجة محليا مثل مسابقة الأفلام السعودية المنظمة من قبل النادي الأدبي في المنطقة الشرقية بمدينة الدمام.
إلى أن قامت شركة روتانا في عام 2008 بإنتاج فيلم «مناحي» السعودي الذي يؤدي فيه الممثل فايز المالكي دور الشخصية الرئيسية فيه وعرض في عدد من صالات السينما بالدول العربية المجاورة ونجحت روتانا في الحصول على الترخيص بعرضه في ديسمبر 2008 بجدة في مسرح الملك فهد الثقافي و تبعه عروض أخرى في الطائف.
وفي النصف الأول من 2009 عرض في الرياض وأبها وجازان وبعدها توقفت العروض التجارية و لم تكرر نفس التجربة مع أي فيلم آخر ما عدا الأفلام التسجيلية والقصيرة المنتجة محلياً اللتي تعرض في المسابقات والمهرجانات المنظمة من قبل الأندية الأدبية و جهات أخرى مختلفة.
أول فيلم سعودي
وأنتج أول فيلم سعودي عام 1950 وحمل عنوان «الذباب» وكان من بطولة حسن الغانم الذي يعتبر أول ممثل سنمائي سعودي، وفي منتصف الستينيات قام التلفزيون السعودي بإنتاج أفلام تلفزيونية، لكن البداية الحقيقية للإنتاج السينمائي السعودي كانت عام 1966، حيث أنتج فيلم «تأنيب الضمير» إخراج المخرج السعودي سعد الفريح وبطولة الممثل السعودي حسن دردير.
وفي عام 1975 قام المخرج السعودي عبدالله المحيسن بإخراج فيلم عن تطوير مدينة الرياض وشارك به في مهرجان الأفلام التسجيلية في القاهرة عام 1976 قبل أن يقدم من جديد عام 1977 فيلما سينمائيا أكثر أهمية وحضورا وحسا فنيا وهو الفيلم الوثائقي «اغتيال مدينة» في عرض درامي حول الحرب الأهلية اللبنانية، ومدى الضرر الذي ألحقته هذه الحرب بمدينة بيروت الجميلة، وحاز حينها على جائزة «نفرتيتي» لأفضل فيلم قصير، وتم عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1977.
ويبلغ عدد الأفلام السعودية التي أنتجت منذ عام 1975 وحتى عام 2012 حوالي 255 فيلما سعوديا معظمها أفلام تسجيلية أو قصيرة وبميزانية محدودة ومنخفضة التكاليف، ولم تعرض إلا في المسابقات والمهرجانات سواء المحلية أو العربية والدولية للمنافسة على الجوائز المختلفة والقليل منها كان تجارياً وبميزانية ضخمة.