ندوة حوارية حول أنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في الوطن العربي
الجمعة، 13 أبريل 2018 03:54 م
عقدت مؤسّسة الفكر العربي في إطار فعاليات مؤتمرها "فكر16" ندوة حوارية حول "أنشطة البحث العلميّ والتطوير التكنولوجيّ والابتكار في الدول العربيّة، وإسهامها في التنمية الشاملة والمستدامة وصناعة الاستقرار". أدار الندوة الأمين العامّ للمجلس الوطنيّ للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة، وشارك فيها وزير الدولة للذكاء الاصطناعيّ في دولة الإمارات العربية المتّحدة معالي عمر بن سلطان العلماء، ومدير معهد أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن الأميركية وعضو المجلس الاستشاري العلمي لرئاسة جمهورية مصر العربية، والمدير العام لأكاديميّة العالم الإسلامي للعلوم الدكتور منيف رافع الزعبي، ووكيلة جامعة عفّت السعودية للشؤون الأكاديمية الباحثة الدكتورة ملك النوري، والمدير العام للبحث العلميّ في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية التونسية الدكتور عبد المجيد بنعمارة.
طرح مدير الجلسة الدكتور معين حمزة عدداً من الأسئلة التفاعلية، وتوجّه في حديثه إلى معالي عمر بن سلطان العلماء حول أول وزارة عربية مخصّصة للذكاء الاصطناعي التي أسّستها الإمارات، وإذا ما كانت الإطار الإداري الذي سيفعّل مراكز البحوث. وردّ العلماء بقصّة من الماضي تحمل في مضمونها رؤية الإمارات المستقبلية للعلم، وقال قدّم بنجمين فرانكلين في عام 1752 نظرية حول الكهرباء والجاذبية حيث أنّنا نولِّد النور في الظلام، وبِلمسة زرّ نتواصل مع العالم كلّه، وهذا بفضل الكهرباء التي دخلت في جمود.
وأوضح العلماء بأنّ وزارته أجرت عدداً من الدراسات والأبحاث خلصت إلى نتيجة مفادها، بأنّ الذكاء الصناعي سيكون تأثيره أكثر من الكهرباء على البشرية. وأشار إلى المبادرة التي أطلقتها الإمارات تحت شعار مليون مُبرمج في العالم العربي في نوفمبر الماضي، ليصبح لدينا 70 ألف مُبرمج عربي جديد، ونطمح للوصول إلى مليون مبرمج قبل نهاية عام 2018. وأكد أنّ وزارته تهدف من خلال هذه المبادرة إلى وجود 100 ألف مُبرمج في الذكاء الصناعي لبناء المستقبل.
وعن استعداد الدول العربية للانخراط في الثورة الصناعية الرابعة، أكّد العالِم فاروق الباز بأنّها جاهزة إذا أحسنّا استخدام الشباب وأشركنا النساء، مؤكّداً على ضرورة فتح الباب للاستفادة من فكر المرأة، إذ إنّ المرأة تستطيع تقديم أضعاف ما يقدّمه الرجل على المستوى العلمي، ولدينا طاقة فكرية متميّزة كامنة في الشباب، وعلينا إشراك المرأة العربية في القطاعات كافّة.
وحول المخاوف المترتّبة عن الأثر السلبي على فرص العمل وما يمكن أن ينتج عنها من بطالة، أوضح الدكتور منيف الزعبي أنّ الدراسات والبحوث أفادت أنّ بعض الدول العربية لم تُحدّث نموذج العمل السائد خلال العقود الخمسة الماضية، مؤكّداً وجود فجوة في منظومة التعليم التي لم تستطع إنتاج رياديين وليس بيروقراطيين، لافتاً إلى نجاح بعض الدول في تجسير هذه الفجوة، ولكن هناك عمل مهمّ ومفصلي في المرحلة القادمة لزيادة فرص العمل الناتجة عن منظومة العلوم والابتكار.
وأكّد الزعبي أن الإهتمام الفضاء التكنولوجي يؤدّي حتماً إلى خلق وظائف جديدة للشباب، مشدّداً على أنّ المفتاح الرئيس يكمن في تعظيم قدرة الاقتصاد على النموّ وخلق فرص عمل في مجالات مختلفة، مشدّداً على دور صانع القرار في تغيير النماذج القديمة والقيام بتوجيه الناس نحو سوق العمل والمهارات التكنولوجية الجديدة.
وتحدّثت ملك النوري عن ضرورة توفير الأجواء العلمية ومراكز البحوث التي تساعد المرأة العربية على القيام بدورها وتنفيذ بحوثها، وأكّدت على امتلاكها مميّزات تختلف عن نظيرتها الغربية، مؤكّدة أنّ المرأة العربية تُقبل على دراسة العلوم والهندسة أكثر من غيرها، وهذا ما يجعل مساهمتها أكثر على مستوى العلوم والتكنلوجيا، فضلاً عن توافّر العديد من البرامج في العالم العربي التي تدعم دور المرأة في المجتمع على الأصعدة كافّة.
وحول قانون ريادة الأعمال الصادر في تونس أخيراً ودوره في دعم البحوث العلمية، رأى الدكتور عبدالمجيد بنعمارة أن هذا القانون سيمنح تونس مكانة عالمية على مستوى البحث العلمي، ويزيل العوائق أمام الشركات، ويمنح كذلك قطاع الشباب حرّية كاملة في الاستثمار.