بوفون يشرب من كأس زيدان بعد 12 عاما

لم يكن يعلم بوفون في 2006، أن المشهد الذي تعرض له النجم الفرنسي زين الدين زيدان، في نهائي كأس العالم 2006، وإنهاء مسيرته بالطرد الذي تسبب في خسارة فرنسا النهائي، والفشل في حصد الكأس الثاني له، سيتكرر مع حارس المرمى الإيطالي بعد 14 عاما، وأمام فريق يتولى تدريبه النجم الفرنسي.

إنها الصدف التي تحدث المعجزات في عالم كرة القدم، ففي نهائي كأس العالم 2006، الذي أقيم في ألمانيا، كان التعادل يخيم على المباراة في شوطها الإضافي، وبعد أن استفز المدافع الإيطالي ماتيراتزي، النجم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، ليرد الأخير بنطح ماتيراتزي، ليشهر الحكم بعدها البطاقة الحمراء في وجه زيدان، ويطرد في أحد أهم المباريات في تاريخه الكروي، وكان هذا المشهد سبب كبير في خسارة فرنسا أمام إيطاليا بركلات الترجيع، وكان ختام المشوار الكروي لزيدان.

طوي مشهد زيدان تماما، بل ربما زيدان نفسه لم يعد يتذكره، بعد أن انتهى مشواره الكروي وأصبح مهمتا بتدريب أحد أقوى الأندية الأوروبية بل الفريق الأقوى في العالم، ريال مدريد، ليشهد  زيدان نفسه نفس المشهد، مع غريمه في 2006 جانلويجي بوفون، الذي ختم مشواره الكروي الأوروبي بطرد أمام فريق الريال في دور الـ8 بدوري أبطال أوروبا، بعدما اعترض على قرار الحكم الذي احتسب ضربة جزاء للفريق الملكي في الدقيقة الأخيرة من المباراة.

الإثارة هنا، تتمثل في أن بوفون طرد أيضا أمام فريق يقود تدريبه زين الدين زيدان، الذي طرد في نهائي كأس العالم أمام منتخب إيطاليا الذي كان يحرس عرينه بوفون، ليذوق الدولي الإيطالي نفس مرارة هذا المشهد، أمام نفس الشخص الذي طرد أمامه، ولكن هذه المرة مع يوفنتوس، وأيضا في مباراة تعد الأخيرة لبوفون على المستوى الأوروبي، حيث ينهي حارس المرمى الإيطالي مشواره هذا الموسم، مع يوفنتوس.

توابع المشهدين يبدو متقاربة للغاية، فعشاق كرة القدم، حين طرد زيدان، تعاطفوا مع النجم الفرنسي، واعتبروا أن الإهانة التي ترعض لها على يد المدافع الإيطالي هي من دفعته لاتخاذ رد الفعل الذي تمثل في نطح ماتيراتزي، نفس الشئ تكرر مع بوفون، حيث تعاطف عشاق الساحرة المستديرة مع النجم الإيطالي، حيث وجدوا أنه لا يستحق الطرد، وأن احتساب ركلة جزاء، اعتبرها البعض مشكوك في أمرها دفعه للاعتراض.

في النهاية في عالم كرة القدم خسر نجمين في المستطيل الأخضر، فزيدان الذي أبهر العالم بمهاراته الكروية، كانت نهاية مسيرته في كأس العالم 2006، وأيضا بوفون الذي أبهر عشاق الكرة، بتصدياته الخرافية حتى مع تقدم عمره، ستفقده جماهير اليوفي بل والعالم أجمع.