"دوّب 6 من مديري الأمن".. "بوحة الشرقية" في قبضة شرطة أولاد صقر.. "أبوشريعة" مجرم بالصدفة.. أنشأ صفحة على "فيسبوك" للتواصل مع الأهالي
الأربعاء، 11 أبريل 2018 07:52 مهناء قنديل
"دوّب 6 من مديري الأمن".. "بوحة الشرقية" في قبضة شرطة أولاد صقر.. "أبوشريعة" مجرم بالصدفة.. أنشأ صفحة على "فيسبوك" للتواصل مع الأهالي واعتبره البعض "أدهم الشرقاوي" الألفية الجديدة.
لا يمكن اعتبار لحظات ضبط المجرم الهارب، "رائد أبوشريعة"، المعروف بـ"خط الشرقية"، أنها لحظات عادية، لأن هذا الشاب يحمل حياة حافلة على الأصعدة كافة، بعد أن حولته الصدفة البحتة إلى مجرم.
"بوحة الشرقية"، هذا أحد ألقابه بين الأهالي، الذين يتمتع بحبهم، لحرصه على التواصل معهم عبر صفحة أسسها على فيسبوك، وكان يهتم بشدة بأن يرد لهم حقوقهم، إذا تعرضوا لأعمال إجرامية على أيدي، مجرمين ليسوا من أبتاع؛ حتى حلا للبعض أن يطلق عليه اسم "أدهم الشرقاوي"!
ولاستيعاب طبيعة العلاقة بين الأهالي في مركز أولاد صقر، الذي يقع شمال الشرقية، قرب محافظة الدقهلية، يجب التعرف على الطبيعة بالغة الطيبة، التي يتمتيز بها الأهالي في هذا المكان، فهم فلاحون، لم يعرفوا يوما الألاعيب، أو الخطط الخبيثة، التي اعتاد المجرمون على تنفيذها؛ من أجل غسل سمعتهم، والحفاظ على براءة صفحتهم أمام الناس.
"دوب 6 مديري أمن"
ناصر العنتري، محمد كمال، خالد محيي، سامح الكيلاني، مليجي فتوح، ظ سيف، هذه أسماء 6 من مديري الأمن، الذين تناوبوا على محافظة الشرقية، ولم يتمكن أي منهم، أن يطيح بالخط أبوشريعة، حتى اشتهر بأنه من "دوب" مديري الأمن، واحدا تلو الآخر، إلى أن جاءت نهايته في عهد اللواء رضا طبلية مدير الأمن الحالي.
قصة سقوط "خط الشرقية"، تكشفت بعد تلقي اللواء رضا طبلية، مدير الأمن، إخطارا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، ويفيد بتمكن قوة من باحث أولاد صقر، من ضبط رائد أبوشريعة، أخطر العناصر الإجرامبة بالشرقية.
كانت الأجهزة الأمنية بالمحافظة صنّفت "أبوشريعة"، ابن قرية بني حسن بمركز أولاد صقر باعتباره أخطر العناصر الإجرامية المطلوبة، منذ ثورة 25 يناير، وهو من مواليد عام 1967 وحاصل على دبلوم زراعة.
سقط أبوشريعة، في قبضة الأمن، إثر معركة بالرصاص، مع أحد تجار المخدرات، ويدعى سعيد كهرباء، ما أسفر عن إصابة خط الشرقية، ونقله لمستشفى خاص، وتم إبلاغ الجهات الأمنية، التي تمكنت أخيرا من ضبطه.
البداية في الأفراح
بدأ "خط الشرقية"، حياته بالعمل مع شقيقه المدعو تامر، في الأفراح، وكان مواطنا عاديا، إلى أن تم ضبطه وحبسه في قضية حيازة مخدر البانجو، وعقب خروجه من السجن، أصبح الجميع يقصده بحكم علاقته بالعديد من أبناء المركز، من خلال الأفراح التي كان يحضرها مع شقيقه، لكي يتوسط لهم، من أجل استعادة حقوقهم، التي يسلبها بعض اللصوص في المنطقة.
مجرم عتيد
ولرائد أبوشريعة سجل حافل بجرائم السطو المسلح، حيث نهب مليون و200 ألف جنيه، من أحد تجار القطن، كما سرق محلا للمصوغات الذهبية، واستولى على من السيارات، وصدرت ضده أحكام متنوعة.
ورغم ما سبق فإن جميع دوريات وأكمنة الأمن، التي أعدت لضبط هذا المجرم، باءت بالفشل، بسبب تعاطف أهل قريته معه، رغم انكشاف علاقته بالكثير من الأعمال الإجرامية التي تعرضوا لها، وكذلك علاقته بواحد من أشهر مجرمي ما بعد الثورة، وهو "نخنوخ".
مداخلة تلفزيونية
وخلال عام 2014، أجرى أبوشريعة، مداخلة هاتفية، مع أحد برامج التوك شو، ليؤكد أنه مظلوم، وضحية لأصحاب النفوذ في المحافظة، وتعرض للظلم قبل ثورة 25 يناير، وتم سجنه لمدة ثلاث سنوات، نافيا أنه قاوم السلطات أثناء هدم المحل الخاصة به.
ورد مدير أمن الشرقية، وقتها، اللواء سامح الكيلانى وقتئذ في مداخلة هاتفية بالبرنامج ذاته، مؤكدا أنه لا تراجع عن ضبط خط الشرقية الذي يمثل بؤرة إجرامية خطيرة.