من ساركوزي لـ«بيرلسكوني».. أين ذهبت «دنانير القذافي»؟
الإثنين، 09 أبريل 2018 11:00 مكتب- محمد أبو ليلة
الأسبوع الماضي فتح محققون أوكرانيون التحقيق في جرائم فساد تؤكد تلقي حملة زعيمة المعارضة والمرشحة الرئاسية السابقة في أوكرانيا يوليا تيموشينكو تبرعا بأربعة ملايين يورو من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في عام 2010.
لكن هذه الاتهامات لنظام القذافي لم تكن الأول أو الأخيرة في مسلسل الرشاوى السياسية التي أغدق بها الزعيم الليبي المقتول في أوائل عام 2011، على زعماء وساسة عرب وأوروبيين.
ساركوزي
فمنذ أسبوعين ألقت السلطات الفرنسية القبض على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، بسبب شبهات فساد، من بينها قضية التمويل الليبي لحملته الانتخابية لعام 2007، تلك القضية التي بدأ التحقيق فيها في إبريل من عام 2013، بعد خسارة ساركوزي لصالح فرانسوا هولاند.
وبحسب الشبهات فإن ساركوزي حصل على مليوني يورو من القذافي، حيث قالت صحيفة لوموند الفرنسية أن التطورات في التحقيق، جاءت على خلفية شهادات جديدة قدمها مسؤولون ليبيون سابقون.
بيرلسكوني
رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سلفيو برلسكوني هو الأخر يعُد أكثر قادة أوروبا قربًا من العقيد القذافي، وصاحب الفضل في تقريب وجهات النظر بين أوروبا وليبيا، و كان لدى الرجلان علاقة معقدة اختلطت فيها المصلحة العامة بالمصلحة الخاصة.
حيث كان يجمع الرجلان مصالح تجارية مشتركة، إذ تمتلك شركة لافتي تريد الليبية، والتي تسيطر عليها الشركة القابضة لا فيكو العائدة لعائلة القذافي، نحو 10% من أسهم شركة الإنتاج السينمائي كوينتا كومونيكيشن، بينما تملك فيني فيست القابضة المملوكة لعائلة برلسكوني نحو 22% من أسهم ذات الشركة.
وتمتلك أيضاً شركة كوينتا كومونيكيشن وإمبراطورية الإعلام المرئي ميدياسيت التي أسسها برلسكوني، 25% من أسهم قناة فضائية شهيرة في المغرب العربي.
رجل أعمال لبناني
في السياق ذاته وفي مطلع هذا العام اعترف رجل الأعمال اللبناني الفرنسي زياد تقي الدين أنه قام بثلاث رحلات من طرابلس إلى باريس في أواخر عام 2006، ومطلع عام 2007، نقل خلالها في كل مرة حقيبة تحتوي على ما بين 1.5 إلى مليوني يورو، بأوراق نقدية من فئة 200 و500 يورو، وقال في مقابلة مصورة عبر الفيديو أن السيد عبد الله السنوسي وهو معتقل حالياً، وكان يشغل منصب رئيس استخبارات الزعيم الليبي معمر القذافي كان يسلمه تلك المبالغ.
وحسب مقال كتبه الصحفي عبد الباري عطوان عبر صحيفته القدس العربية فإن هذه المعلومات بثته صحيفة ميديا بار الفرنسية في شريط بالصوت والصورة، وظهر فيه السيد تقي الدين مؤكداً إنه سلم إلى كودجيان مدير ديوان ساركوزي عندما كان الأخير وزيرا للداخلية، حقيبتين بأموال القذافي لتمويل الحملة الانتخابية الرئاسية تقدر مجموع مبالغها خمسة ملايين يورو، مثلما اكد إنه سلم شخصيا حقيبة ثالثه إلى ساركوزي نفسه في منزله.
وزراء مالطة
وعلى الجانب الاخر في جزيرة مالطة تمتع العقيد معمر القذافي بعلاقات وثيقة مع السياسيين المالطيين طوال فترة حكمه، حيث كانت حكومة جورج بورج أوليفييه من بين أوائل من أقاموا علاقة مع القذافي بعد انقلابه الذي أطاح بالملك إدريس عام 1969، ومنذ ذلك الحين عقد القذافي اجتماعات مع كل رئيس وزراء مالطي.
فزار العقيد إخوة الدم في مالطا، كما كان يصفهم، لأول مرة عام 1973، ولم تنقطع بعدها الزيارات، فزارها مرات أخر في أعوام 1974 و1976 و1978 و1979 و1982 و1984.
كما تمتع القذافي بعلاقة خاصة مع حزب العمال المالطي، مكنته من حضور الاجتماع الجماهيري للحزب عام 1978،و كان قريب بشكل خاص من السياسيين دوم مينتوف وكارمينو ميفسود بونيسي، اللذين توليا رئاسة حزب العمال والحكومة المالطية سابقًا.
وكدليل على قوة وخصوصية هذه العلاقة، حذر بونيسي القذافي مسبقًا عام 1986، عندما أرسل الرئيس الأمريكي رونالد ريغان قاذفات لتفجير مجمعه في طرابلس، بعد اتهام عملاء ليبيين بتفجير ملهى في برلين يرتاده جنود أمريكيون، وقامت الحكومة القومية المالطية في عام 2004 بمنح القذافي وسام الاستحقاق الوطني كرفيق فخري.