الإخوان وتركيا.. وتاريخ ضبابي من العلاقات المشتركة

الإثنين، 28 ديسمبر 2015 07:58 م
الإخوان وتركيا.. وتاريخ ضبابي من العلاقات المشتركة
الرئيس الراحل عبد الناصر
عبير صادق

فر الإخوان من سياسة الرئيس الراحل عبد الناصر وهربوا إلى تركيا، وكانت تلك هى بدايات العلاقة بين تركيا وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.

تركيا هى التي "صنع" بها "شعار رابعة" وانطلقت منها حملة الإخوان ضد الجيش المصري، أدت أدورًا بارزة في استقطاب رموز إخوانية عبر العالم للإقامة في مدنها خلال السنوات الماضية، حتى غدت المركز الدولي الأكثر استضافة لأعضاء جماعة الإخوان، لا سيما في مرحلة ما بعد الثورات العربية، كما عقد بها مؤتمر دولي يعد الأكبر حول فكر مؤسس الجماعة حسن البنا.

مع وصول محمد مرسي إلى الحكم حاولت تركيا استغلال علاقاتها بـ"التنظيم الدولي" للإخوان لتعميق العلاقات مع مصر بهدف إعادة ترتيب المشهد الإقليمي، ونمط التحالفات السائد، لبلورة ما يمكن تسميته بتحالف تيارات "الإسلام السياسي"، لتتحول بعد ذلك ومع سقوط حكم مرسي إلى الدولة "الراعية" لتنظيم الإخوان، سواء عبر دعمه ماديا وسياسيا وعسكريا أو من خلال استضافة قادته أو الدفاع عن سياساته وأجندته، التي تشكل تهديدات مباشرة للأمن القومي المصري، كونها تستهدف، من جانب، تأجيج الوضع الداخلي، ومن آخر، محاولة إنقاذ "تنظيم الدولي" للإخوان في دولة صنعت أسطورته ثم أسقطته بعد أن بلغ سدة السلطة، في تطور حمل بين طياته تهديدات جمة لجسد التنظيم ذاته، بما زاد من احتمالات تصدعه وانهياره.

تركيا و"تنظيم الإخوان"
دفاع تركيا عن الإخوان، وبكاء رجب طيب أردوغان من جراء فض قوات الأمن المصرية لاعتصام رابعة، والإقدام على التضحية بالعلاقات مع مصر بسبب التطورات الداخلية وسقوط حكم الإخوان، يكشف عن حقيقة الروابط بين النخبة الحاكمة في تركيا وحركة الإخوان المسلمين، فالعلاقة ليست محض تعاطف بين تيارات سياسية ذات خلفيات وجذور إسلامية، وإنما ترتبط كذلك بطبيعة العلاقة التنظيمية بين أردوغان وبعض من صحبه مع "التنظيم الدولي" للإخوان، خصوصا أن القضية المركزية للطرفين تتمثل في عودة "الخلافة الإسلامية" ولكن بصورة أكثر عصرية، وتقوم على التدرج في تمتين الروابط السياسية والاقتصادية والعسكرية بين بلدان العالم الإسلامي.

أردوغان حافظ علي التواصل بين الإخوان ونظرائهم في تركيا، ففي يونيو 2006 شارك الإخوان في الاحتفالات التركية الخاصة بمرور 553 عام على فتح القسطنطينية، وهو الاحتفال الذي نظمه حزب السعادة التركي، والذي يشكل امتداد لحزبي الرفاة والفضيلة، وشارك في هذه الاحتفالات كل من حسن هويدي، نائب المرشد العام للإخوان، ومحمد سعد الكتاتني، وعبد المنعم أبو الفتوح، عضو مكتب الإرشاد في حينه، وقد ألقى هويدى كلمة المرشد العام في الاحتفال.

تركيا واجتماعات الإخوان
حاولت تركيا دعم حركة الإخوان، عبر إرسال عدد من شحنات الأسلحة التي تم ضبطها قبل تهريبها إلى داخل مصر، كما تم توقيف عدد من الأتراك وجهت لهم تهم مختلفة، يأتي على مقدمتهم ضابط المخابرات التركي، إرشاد هوز، المتهم بالتخابر لصالح تركيا، فضلا عن سعى تركيا إلى استقبال عدد من أعضاء جماعة الإخوان الذين استطاعوا الهرب من مصر أو كانوا خارجها أثناء ثورة الثلاثين من يوليو، وذلك لتشكل أنقرة نقطة انطلاق للأنشطة التي تستهدف إسقاط ما ترتب على ثورة الثلاثين من يونيو، بالتنسيق مع كل من حركة حماس في قطاع غزة ودولة قطر.

مستقبل العلاقة بين الطرفين
أقيم اجتماع آخر في يوليو لعدد من الدعاة والشيوخ العرب للتنديد بثورة الثلاثين من يونيو، وشارك فيه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومجلس شورى العلماء بمصر، كما لُحق هذا المؤتمر بدعوات لعقد مؤتمرات واجتماعات أخرى للتنظيم الدولي في تركيا، ورحبت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان، مازالت تعول على الشرعية "الصندوقراطية" التي حظى بها محمد مرسي، دون أن تأخذ في اعتبارها "الشرعية الثورية" التي سبق أن أيدتها عندما كانت ضد نظام مبارك، وهو ما يكشف طبيعة الدوافع الأيديولوجية في تحركات تركيا حيال تطورات الأحداث بعد ثورة الثلاثين من يونيو، والتي تجعل تركيا تنحاز للتنظيم على حساب علاقاتها مع الدولة المصرية.

وترتب على ذلك زيادة مساحات الاختلاف والتباين ليس بين تركيا ومصر وحسب، وإنما أيضا بين تركيا والعديد من الدول العربية الأخرى، التي ترفض بدورها موقف الحكومة التركية بعدما غدت تمثل الراعي الرسمي لاجتماع القيادات الأممية لتنظيم الإخوان على الأراضي التركية، بما قد يعزز من مناخ عدم الثقة بعد سنوات طويلة من إجراءات بناء الثقة المبنية على مصالح مشتركة وأهداف حكمت الظروف الإقليمية تطابق المواقف فيها في كثير من الأحيان.
لماذا تدعم تركيا الإخوان المسلمين؟

المصالح التركية الضخمة معطلة فى مصر
قبيل التحرُّك العسكري ضد مرسي زار مدير المخابرات التركية هاكان فيدان مصر، وأخبر الرئيس مرسي بأنَّ هناك تحركًا ضده من قِبَل قادة الجيش وعرض عليه المساعدة، لكن الرئيس مرسي أخبره أن كل شيء على ما يُرام
بدأت تركيا بالتوجُّه ناحية المشرق العربي بدلًا من التوجه السابق ناحية أوروبا. ومع هذا التوجه كانت مصر قبلتها في العديد من الملفَّات، بدأت بالملفّ الاقتصادي،خصوصًا أن مصر ستكون ورقة رابحة لتركيا في البحر المتوسط كذلك. بدأت العلاقات الاقتصادية بين البلدين في عهد مبارك. ولكنَّها تزايدت بعد ثورة يناير 2011، ومع صعود الإخوان لسدة الحكم زادت تلك العلاقات وقويت.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة