"جنازات عظماء".. لم تجد قدما تشيِّع أو حفاوة ساعي
الأربعاء، 04 أبريل 2018 02:00 ص
حين توفى "صلاح سالم" أحد أعضاء مجلس مجلس قيادة ثورة 52 - الضباط الأحرار - خرجت جنازة مهيبة وسار خلف النعش مباشرة الزعيم جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وبعد مسافة قليلة قطعها الاثنان مال ناصر على أُذن عبد الحكيم وقال هامسًا " ترى كيف ستكون جنازتنا..؟! المفارقة أن السائل سارت خلفه واحدة من أكبر جنازات التاريخ الحديث، والمسئول أى عبد الحكيم عامر كانت من أصغر الجنازات التى كانت سرية.
"عبد الحكيم عامر"
عبد الحكيم
أحيطت شكوك كثيرة حول وفاة عبد الحكيم عامر، لم يكشف عن حقيقتها بشكل كامل حتى يومنا هذا، إلا أن وفاته أو انتحاره عقب هزيمة 67 التي خلفت ورائها كارثة لم يمحيها سوى انتصار أكتوبر 73، وفى نفس عام الهزيمة توفى عبد الحكيم عامر سرًا وكانت جنازة واحدة من أصغر الجنازات.
عبد الحكيم عامر من مواليد عام 1919 في قرية أسطال، مركز سمالوط بمحافظة المنيا، لأسرة تعد من الأثرياء حيث كان والده الشيخ علي عامر عمدة القرية، تخرج من الكلية الحربية في 1939، وشارك في حرب 1948 في نفس وحدة جمال عبد الناصر، وحصل على نوط الشجاعة في حرب 48 وتم ترقيته مع صلاح سالم استثنائياً. كان خاله محمد حيدر باشا وزير الدفاع أثناء حرب 1948.
"سعد الدين الشاذلى"
سعد الدين
توفي سعد الدين الشاذلى كما يقول أحمد شوقى في قصيده " اخترتَ يومَ الهولِ يومَ وداعِ" منْ ماتَ في فزعِ القيامة لم يجدْ/ قدماً تشيِّع أو حفاوة ساعي" إبان اندلاع ثورة 25 يناير التي اربكت مصر من أقصاها إلى أقصاها وسارت خلفه جنازة عسكرية محدودة لانشغال أغلب المواطنين بالثورة ومتابعة أحداثها فى الميدان.
سعد الدين الشاذلى من مواليد 1 أبريل 1922 وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973 ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال ومحلل عسكري، يعتبر من أهم أعلام العسكرية العربية المعاصرة. يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973 و هو واضع خطه العبور كامله.
سيد درويش
سيد درويش
شارك فى جنازة إمام الملحنين ونابغة الموسيقى سيد درويش 4 أشخاص فقط، حيث صادف يوم وفاة الموسيقار قدوم زعيم الأمة سعد زغلول إلى الإسكندرية من منفاه، فأسرع المصريون بعشرات الآلاف لاستقباله في الميناء، ونسوا "فنان الشعب" الذي غادر الدنيا في 15 سبتمبر 1923 وهو في عز الشباب بعمر 31 عاما.
ويعد سيد درويش من مواليد 17 مارس 1892 حيث بدأ حياته الفنية بالانشاد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري، ملتحقًا بعد ذلك بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 ثم عمل في الغناء في المقاهي.
"المنفلوطي
المنفلوطي
كما كان لزعيم الأمة سعد ذلك سببًا اخر فى عزوف محبي الأديب المصرى مصطفى لطفى المنفلوطي فقد صادف يوم جنازته يوم 12 يوليو 1924 يوم اطلاق شاب الرصاص على سعد زغلول في محطة قطارات القاهرة، فهب المصريون مسرعين إلى بيت الزعيم الوطني بمئات الآلاف، ونسوا الكاتب الذي لم يعلموا بوفاته إلا بعد أيام. فكانت واحدة ومن أصغر جنازات الاداب العرب.
المنفلوطي من مواليد عام في مدينة منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء، ومنفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط. نهج المنفلوطى سبيل آبائه في الثقافة والتحق بكتاب القرية كالعادة المتبعة في البلاد آنذاك فحفظ القرآن الكريم كله وهو في التاسعة من عمره ثم أرسله أبوه إلى الجامع الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده، فتلقى فيه طوال عشر سنوات علوم العربية والقرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ والفقه وشيئاً من شروحات على الأدب العربي الكلاسيكي.