القوات العراقية تنظف مدينة الرمادي من المتفجرات بعد طرد داعش

الإثنين، 28 ديسمبر 2015 01:09 م
القوات العراقية تنظف مدينة الرمادي من المتفجرات بعد طرد داعش

باشرت القوات العراقية الاثنين ازالة العبوات الناسفة والمتفجرات من شوارع وابنية الرمادي المدمرة في غرب البلاد، غداة طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها في انجاز كبير في مواجهة الجهاديين الذين كانوا يسيطرون على المدينة منذ ايار/مايو.

ولا تزال توجد جيوب للجهاديين في انحاء متفرقة في المدينة، لكن الجيش العراقي يؤكد انه لا يواجه اي مقاومة منذ فرار المقاتلين من المجمع الحكومي الواقع في وسط المدينة والذي كان يمثل اخر معاقلهم امس الاحد.

وذكرت مصادر محلية ان عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الفارين توجهوا خصوصا نحو الاطراف الشرقية للرمادي. وقال ابراهيم الفهداوي، رئيس اللجنة الأمنية لمجلس الخالدية، وهي ناحية شرق الرمادي، ان "القوات الأمنية تسيطر الان على جميع شوارع المدينة، ولا توجد أي مقاومة لداعش داخل المجمع بعد هروب عناصر التنظيم منه"، مشيرا الى "بعض الجيوب التي تتم معالجتها من جانب القوات الأمنية".

واحتفل عراقيون مساء الاحد في شوارع مدن عديدة، فيما هنأ المسؤولون القوات الامنية على نصرهم الكبير ضد التنظيم الذي استولى على مساحات شاسعة في البلاد منذ حزيران/يونيو العام الماضي.

وكان المجمع الحكومي في الرمادي المركز الرئيسي للمعارك، لكن القوات الحكومية تريثت في الدخول اليه بعد انسحاب التنظيم بسبب تفخيخ مبانيه.

وتواجه فرق الهندسة مهمة شاقة تتمثل في معالجة وتفكيك المتفجرات لتنظيف المدينة المزروعة، بحسب مصادر الجيش العراقي، بآلاف العبوات في شوارعها.

وقال قائد فرقة المشاة الآلية الثامنة في الجيش العراقي العميد الركن مجيد الفتلاوي ان "التنظيم زرع اكثر من 300 عبوة ناسفة داخل ابنية وطرق المجمع الحكومي، وهي عبارة عن عبوات أكسجين وحاويات بلاستيكية تحتوي على مواد سي4 ومادة الكلور".

وقال شهود ان عناصر الدولة الاسلامية قاموا باحتجاز عدد من المدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية عندما شعروا بان صمودهم بات صعبا في الرمادي.

وقدر مسؤولون عراقيون قبل اسبوع عدد عناصر التنظيم في الرمادي ب440 مقاتلا. ولم يتضح بعد عدد الذين قتلوا او انسحبوا الى مواقع اخرى خارج المدينة خلال جولة المعارك الاخيرة.

ولم تعلن السلطات العراقية عدد الضحايا في صفوف القوى العسكرية والامنية، لكن مصادر طبية افادت ان نحو مئة جندي اصيبوا بجروح وتم نقلهم الى مستشفيات في بغداد.

واثنى الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الانجاز الذي حققته القوات العراقية باستعادة الرمادي. ولعب الائتلاف دورا كبيرا في العملية من خلال تدريب وتسليح المقاتلين المحلين، وعبر اسناد جوي نفذ خلاله حوالى ستمئة ضربة منذ تموز/يوليو في هذه المنطقة.

وهنأ رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بالانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية بالتعاون مع ابناء الحشد العشائري والتي "تكللت بتحرير مدينة الرمادي من دنس الإرهاب"، حسبما نقل بيان رسمي.

وأضاف البيان ان "العراقيين تلقوا اليوم بشرى عظيمة بتحرير مدينة الرمادي", موضحا ان "هذا الانتصار الكبير يمثل انكسارا لشوكة داعش الارهابي ونقطة انطلاق لتحرير نينوى".

واعلن زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي قبل سنة ونصف السنة من الموصل، مركز محافظة نينوى وثاني مدن العراق، اقامة "الخلافة الاسلامية" بعد سيطرة تنظيمه على اجزاء واسعة من العراق وسوريا.

ويبلغ عدد النازحين من محافظة الانبار ثلث عدد النازحين الاجمالي في العراق والبالغ 3,2 مليونا تهجروا اثر هجوم الجهاديين في منتصف العام الماضي على مناطقهم.

ويقيم العديد من هؤلاء في اقليم كردستان العراق الشمالي، وقد احتفل العديد منهم بسيطرة القوات الامنية على الرمادي التي بدت آثار الدمار والكعارك واضحة على ابنيتها وشوارعها.

وصرح وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الأسبوع الماضي أن القوات العراقية استعادت أكثر من نصف المساحات التي فقدت السيطرة عليها العام الماضي.

وتأتي عملية استعادة الرمادي بعد استعادة القوات الحكومية مدينة بيجي شمال بغداد ومنطقة سنجار، معقل الأقلية الأزيدية في شمال شرق البلاد.

واستعادت القوات الامنية الحكومية المتمثلة بقوات مكافحة الارهاب والجيش والشرطة الرمادي من دون مشاركة الحشد الشعبي الذي تمثله فصائل مسلحة شيعية مدعومة من ايران.

واثارت استراتيجية رئيس الوزراء حيدر العبادي التي قضت باستثناء الفصائل الشيعية من معارك الرمادي والاعتماد على الائتلاف الدولي، جدلا وانتقادات.

ويرى الأستاذ في كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد احسان الشمري ان النصر الذي تحقق في الرمادي "في كل الاحوال هو استعادة لهيبة المؤسسة العسكرية العراقية".

واوضح "للمرة الأولى بعد اجتياح داعش، يتحقق انتصار فردي بدون قوة الإسناد المتمثلة بالحشد الشعبي"، معتبرا ذلك "نجاحا للقائد العام القوات والحكومة بكل الاحوال".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق