أطفال داعش.. إرهابيو «الجيل الثاني» خطر جديد يهدد العالم

الأحد، 01 أبريل 2018 03:00 ص
أطفال داعش.. إرهابيو «الجيل الثاني» خطر جديد يهدد العالم
حسن الخطيب

لا تزال صورة الأطفال الأبرياء الذين لم تتجاوز أعمارهم العاشرة، وهم يرتدون "الأكفان البيضاء" اثناء إعتصام أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، أمام مسجد رابعة العدوية، وهم يهتفون "مشروع شهيد" بعلم أولياء أمورهم الذين قدموهم ككبش فداء لقيادات إرهابية ينفذون بها مخططات إجرامية.

لم تختلف تلك الصورة كثيرا، عن صورة الطفل السوري من قضاء الرقة، والذي لم يتجاوز عمره التسعة أعوام حين بدأت الثورة في سوريا، بالعام2012، حيث قام هذا الطفل بتفجير نفسه في سيارة مفخخة في نينوى بالعراق لصالح تنظيم داعش.

أيضا تلك الصورة لم تختلف كثيرا، عن سابقتها، ولم تختلف أيضا عن صورة الأطفال الذين وجدتهم قوات التحالف في العراق بالموصل، بعد طرد التنظيم منها، وهم موضوعين في فخ منصوب من داعش لقوات التحالف التي تقاتل عناصر التنظيم، أسفل الأرض وهم مسلحون بأحزمة ناسفة تنفجر بمجرد لمسه، ونجحت قوات التحالف في غنقاذ الأطفال الصغار الذين تركهم آبائهم وأمهاتهم ليكونوا ساترا لهم.

تلك الصور التي ترصد مأساة الأطفال في تنظيم داعش الإرهابي، والذي بدأ يعيدها مرة أخرى من جديد، لتعويض خسائرة التي لحقت به، ولخلق جيل جديد من الإرهابيين استقى الإرهاب منذ نشأته ليكون إرهابيا خطيرا يصعب الوصل إليه.

وما نكاح الجهاد التي تقوم بها نساء التنظيم سوى وسيلة لإنجاب اطفال يهتم بتربيتهم وتنشأتهم التنظيم تنشئة إرهابية، أضف إلى ذلك وسائل الخطف للاطفال الذين يقعون في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، والتي انتشرت بشكل كبير في أفغانستان وليبيا ، وبعض الدول في إفريقيا الوسطى والشرقية والصومال.

أضف إلى وسائل داعش للحصول على الاطفال قيام الكثير من النساء اللاتي التحقن بما يسمى تنظيم "داعش" بتزويجهن بجهاديين وأنجبن منهم أطفالا، وبعضهن ذهبن حوامل إلى التنظيم، أو مع اصطحابهن أطفالهن.

عودة التنظيم لاستقطاب الأطفال، وتزايد اختطافهن في المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، جعل دول العالم تحذر من تلك الخطة الممنهجة لخلق جيل ثاني لداعش أشد خطرا، حيث عرضت الصحيفة البريطانية الشهيرة "صنداي تايمز"، ما كشفته بعض وثائق المحكمة السرية في بريطانيا، بشأن استقطاب الجماعات الإرهابية المتطرفة للأطفال، صورة مرعبة عن الأطفال الذين وقعوا تحت يد داعش.

وقالت الوثائق أن الأطفال باتوا الأكثر عرضة للتطرف، خاصة الأطفال المتأثرين بمناطق الصراع، كما تضم تلك الوثائق ما لا يقل عن عشرين طفلًا في بريطانيا وحدها بالإضافة إلى الأطفال العائدين من مناطق الصراع في سوريا والعراق ومن أخذتهم السلطات من آبائهم في مرحلة ما.

وقد تضمنت الوثائق البريطانية أيضا عرضا لكيفية قيام داعش باستقطاب الاطفال من خلال عمل غسيل المخ الذي تعرض له طفل يبلغ من العمر 5 سنوات، إذ صاح في بعض السيدات غير المرتديات للنقاب قائلًا "استحين".

كما حويت الوثائق بحسب صحيفة "صنداي تايمز" فيلما تسجيليا لطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات تردد مع والديها بعض أناشيد أسامة بن لادن، بالإضافة إلى أن رمز ال PIN الخاص بهاتف والدتها- 0911.

كما حوت الوثائق تصوير طفل يبلغ من العمر عامان اصطحبته والدته معها للحياة في العاصمة المزعومة لتنظيم داعش (الرقة) وهو يحمل في يده بندقية هجومية طراز 47-AK ومرتديًا زي الإرهابيين، وإلغاء رحلة طيران متوجهة إلى سوريا لفتاة تشبعت بمشاهدة مقاطع الفيديو الدعائية لتنظيم داعش، إذ توضح السلطات أنها أصبحت متعطشة لارتكاب أعمال وحشية دموية.

وحذرت الوثائق من أن هناك حالات أخرى مثيرة للقلق بنفس القدر كالوالدين الذين يسمح لهم بالاحتفاظ بأطفالهم على الرغم من الاشتباه في تطرفهم بل وربما يصل الأمر إلى إرسال أطفالهم الأكبر سنا إلى سوريا والعراق للقتال مع داعش.

وعقب مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، على تلك الظاهرة، بضرورة إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين وقعوا ضحية لهذا التنظيم الإرهابى اللإنسانى، مؤكدا على أن ما تتبناه داعش من أساليب في التعامل مع النشء بعيدا كل البعد عن تعاليم الإسلام الحنيف ومنهجه فى التعامل مع الأطفال وتربيتهم.

وأوضح المرصد أن تعاليم الإسلام تدعوا إلى بناء الحضارة والعمران، وتزكية الفرد ليصبح قوة دافعة للمجتمع ككل، ولبنةَ بناءٍ في الحضارة الإنسانية جمعاء. وتنظيم داعش يقف على النقيض من هذا النهج تمامًا؛ حيث يدمر هذه البراعم اليانعة، ويحيلها إلى مسوخ بشرية، جل همها ومبلغ علمها تدمير الجمال من حولها، وهدم الحضارة العتيقة، وارتكاب أعمال العنف والقتل ضد الأبرياء والعزل.

ومن جانبه حذر الدكتور أحمد سعد أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر، من تلك العملية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي باستقطاب واختطاف الأطفال وتنشئتهن تنشئة إرهابية، مؤكدا بأن التنظيم يقوم يخلق جيل جديد تمت تربيته وتنشئته على القتل والعنف والإرهاب، وذلك من أجل خلق جيل جديد من مقاتلي "داعش" بلا رحمة ولايعرفون لغة غير لغة القتل والتخريب، وبالتالي فإنهم يشكلون خطرا عندما سيكبرون ليصبحو إرهابيين من الجيل الجديد.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق