اليوم.. الذكرى الـ 112 على افتتاح متحف الفن الإسلامي

الإثنين، 28 ديسمبر 2015 10:28 ص
اليوم.. الذكرى الـ 112 على افتتاح متحف الفن الإسلامي

تمر اليوم الإثنين، الذكرى الـ 112 عاما على افتتاح دار حفظ الآثار العربية (متحف الفن الإسلامى)، درة المتاحف الإسلامية في العالم، القابع في ميدان باب الخلق بوسط القاهرة والذي طالته يد الإرهاب الغاشم عند انفجار مديرية أمن القاهرة في 24 يناير 2014 وامتدت آثاره المدمرة للمتحف ومقتنياته النادرة، ولكن العمل كان على قدم وساق منذ ذلك اليوم لإعادة ترميمه ومن المقرر افتتاحه خلال الفترة القادمة أمام حركة السياحة المحلية والعالمية وفقا لتصريحات وزارة الآثار.

وعن تاريخ متحف الفن الإسلامي، قال الأثري ولاء الدين بدوي رئيس قسم العصر الحديث والمعاصر بالمتحف القومي للحضارة، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن المتحف يعد من أكبر متاحف الفن الإسلامي المتخصصة بالعالم ولا يعتمد وصفه (بالأكبر) فقط على أعداد مقتنياته التي تتجاوز 100 ألف قطعة بقدر ما يستند للنوعيات والقطع الفنية النادرة التي يحتويها.

وأضاف أن فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية قد بدأت في عصر الخديوي إسماعيل وبالتحديد في عام 1869، عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلي العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله، وفي عام 1881 صدر مرسوم من الخديوي توفيق بإنشاء لجنة حفظ الآثار العربية برئاسة "ماكس هيرتس باشا" حيث تولت الإشراف على جمع المقتنيات وتوفير مبنى مستقل لعرضها بعدما ضاقت بها أروقة جامع الحاكم إلى جانب عملها الأساسي في صيانة وترميم الآثار الإسلامية بالقاهرة واختير الموقع الحالي في ميدان باب الخلق تحت مسمي (دار الآثار العربية).

وتابع أنه تم وضع حجر الأساس عام 1899 وانتهى البناء عام 1902 ليكون ثاني مبنى شُيد بالخرسانة المسلحة بعد المتحف المصري، ثم نقلت التحف إليه، وافتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر 1903، وكان يعرف جزء المتحف الشرقي بدار الآثار العربية وجزءه الغربي بإسم دار الكتب السلطانية أو الكتبخانه.

وأوضح ولاء الدين بدوي، أنه حضر حفل الافتتاح الأمير محمد علي باشا والأمير أحمد فؤاد وقناصل الدول الأجنبية، واللورد كرومر المندوب السامي البريطاني، كما حضر رياض باشا رئيس مجلس النظار وعدد من أعضاء مجلس شورى القوانيين، والإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية، والشيخ حسونة النواوي شيخ الجامع الأزهر وعدد كبير من الأعيان وعدد من أصحاب الصحف والصحفيين ورئيس وأعضاء لجنة حفظ الآثار العربية.

وأشار إلى أنه في عام 1952 تم تغيير مسماه من (دار الآثار العربية) إلى (متحف الفن الإسلامي) وذلك لأن الفن الإسلامي يشمل جميع أقاليم العالم الإسلامي العربية وغير العربية تحت رعاية الخلفاء والحكام المسلمين على امتداد الإمبراطورية الإسلامية.

وذكر بدوي، أن واجهة المتحف قد شيدت على طراز المباني المملوكية المنتشرة بأرجاء القاهرة ولا سيما في استخدام الحجر المشهر، مستعرضًا مقتنيات المتحف والتي اشتملت على العديد من روائع التحف الفريدة التي تبين مدى ما وصله الفنان المسلم من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة، وكانت النواة الأولى لمعروضات المتحف من موجودات عمائر القاهرة والتي بلغ عددها
985 قطعة فقط فى عام 1888 قفزت بعد عامين من افتتاح الدار إلى 3201 قطعة وراحت تتزايد بمرور الأعوام لتتجاوز 100 ألف قطعة.

وقال إن الإهداءات والهدايا من الأمراء والملوك والهواة كان لها الدور الأهم في زيادة أعداد ونوعية المقتنيات، ومن أبرزها المجموعة القيمة للأميريوسف كمال، التي نقلت للمتحف بعد وفاته سنة 1913، ثم مجموعة يعقوب أرتين باشا وكان عضوًا بلجنة حفظ الآثار العربية وقد أهدتها ابنته بعد وفاته للمتحف، وتضم نياشين وأنواطًا ولوحات وأدوات استحمام وفناجين للقهوة، تلاه بعد ذلك الأمير محمد علي توفيق سنة 1924.

وأضاف، أن المتحف حصل أيضًا على هدايا ثمينة من السجاد التركي والإيراني والأقمشة، فضلًا عن الخزف آلت إليه من مجموعة الأمير كمال الدين حسين 1933، ثم الملك فؤاد الذي أهدى للدار مجموعة ثمينة من المنسوجات والموازين، ومجموعة الملك فاروق الأول من الخزف 1941، وتضاعفت مجموعات المتحف عندما تم شراء مجموعة رالف هراري سنة 1945 وكذلك مجموعة الدكتور علي باشا إبراهيم من الخزف والسجاد وذلك في سنة 1949.

وأكد على أنه كان لابد من توسيع مصادر تزويد الدار بالتحف عن طريق الشراء والحفائر خلال تلك الفترة، حيث أمدت الحفائر التي قام بها المشرفون على دار الآثار العربية في الفسطاط، وجبل درونكة جنوب غرب أسيوط وغيرها من الأماكن بمجموعة هائلة من القطع الأثرية، مشيرا إلى أن آخر الهدايا القيمة التى تلقاها المتحف كانت المجموعة النادرة من أدوات الطب والجراحة التي أهداها للمتحف في الربع الأخير من القرن العشرين الطبيب وعالم الآثار الدكتور هنري أمين عوض.

ولفت إلى أن متحف الفن الإسلامي بالقاهرة كان يتبع، قبل حادث تدميره، فلسفة عرض متحفي خاصة تمزج بين الأسلوبين الشهيرين لعرض المقتنيات الأثرية حيث كانت معروضاته مرتبة وفقا للطرز المعروفة في الفن الإسلامي والبعض الآخر لعرض المصنوعات من مادة بعينها مثل قاعات التحف الخشبية والنسيج والأسلحة وغيرها

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة