«العصا الغليظة» للممتنعين عن التصويت في الانتخابات.. من «الحبس» إلى «آثم شرعًا»

الأحد، 25 مارس 2018 04:44 م
«العصا الغليظة» للممتنعين عن التصويت في الانتخابات.. من «الحبس» إلى «آثم شرعًا»
صورة أرشيفية
علاء رضوان وعلى الديب

بين أهل الشر وأهل السلبية تقع عملية الدعوات لعزوف المواطنين عن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، الأمر الذى يؤدى بالتأثير السلبي على العملية الانتخابية، ما دفع أجهزة ومؤسسات الدولة واللجنة العليا للانتخابات وبعض شرائح المجتمع إلى حث الناس على الخروج والمشاركة.

الدستوريين والقانونيون ورجال الدين في المؤسسات الرسمية والغير رسمية خرجوا عن بكرة أبيهم  لمهاجمة المقاطعات للانتخابات الرئاسية  سواء «المقصودة وغير المقصودة» بالتهديد تارة والتحريم تارة أخرى.  

غرامات سابقة

من جانبه، قال الدكتور ياسر فاروق الأمير، أستاذ القانون الجنائى، أن الاستحقاقات الانتخابية السابقة، سواء الانتخابات الرئاسية أو برلمانية، كانت «العصا الغليظة» للمقاطعين، والمتكاسلين عن الإدلاء بأصواتهم هي «الغرامة»، وترددت كثيرا في المؤتمرات ووسائل الإعلام أن «الغرامة عقوبة التخلف عن التصويت»، وذلك لرفع همم الناخبين على الذهاب للجان والتصويت.

وأضاف «الأمير» في تصريح لـ«صوت الأمة» أن الانتخابات كانت تمر واحدة تلو الأخرى، واستفتاء يلحق به انتخاب، ولم يدفع أحد غرامة السابق الـ 500 جنيه للتخلف عن التصويت أو حتى طالب بها أحد وفقا للقانون.   

عقوبة الحبس

فيما قالت الخبير القانوني، يارا أحمد سعد،  إن عقوبة التحريض على مقاطعة الانتخابات هي الحبس 5 سنوات وفقا لقانون العقوبات الذي ينص على السجن 5 سنوات للداعين لتعطيل العمل بالدستور، مؤكدة أن مقاطعة الانتخابات بمثابة تعطيل لنصوص الدستور.

 

وعن قانون الانتخابات أكد «يارا» فى تصريح لت«صوت الأمة» أن قانون الانتخابات الرئاسية الصادر عام 2014 يعاقب بالغرامة 500 جنيه لمن كان اسمه مقيدا بقواعد الناخبين وتخلف عن المشاركة في الانتخابات باعتبارها واجبا وطنيا.

وأشارت إلى أهمية مشاركة المواطنين في الانتخابات من خلال الذهاب للجان الاقتراع حتى ولو نم إبطال الصوت الانتخابي.   

مبطلات التصويت

وعن مبطلات التصويت فى الإنتخابات، قالت «يارا» هو الصوت الذي تحسبه سلطة الانتخابات مخالفًا لقواعد التصويت، ولا يُحسب في العَد لصالح أي من الخيارات المطروحة للتصويت، مؤكدة أن  الهيئة الوطنية للانتخابات، بدورها المشرف على العملية الانتخابية، عِدة إجراءات إذا وُجدت في ورقة الاقتراع من شأنها إبطال الصوت الانتخابي، واستعرضت أهم مبطلات الأصوات: 

1- التصويت الناقص؛ بترك كل أو بعض الخيارات الواجب الاختيار منها في ورقة التصويت.

2- التصويت الزائد باختيار عدد من الخيارات أكبر من المسموح به.

3- إبداء الرأي في تصويت تفضيلي في غير الترتيب الطبيعي.

4- التصويت على نحو يجعل رأي الناخب غير مفهوم.

5- الإتلاف المادي لورقة التصويت.

6- وضع علامات على ورقة التصويت غير تلك المطلوبة لإبداء الرأي.

7- التوقيع أو كتابة الاسم على ورقة الاقتراع.

8- وضع الاستمارة بدون طي في الصندوق، وفي هذه الحالة يكون من سلطات رئيس اللجنة إبطال الصندوق كاملًا.

9- طيّ الاستمارة على وجهها.

10- وضع أي علامة إضافية في الاستمارة: مثال قيام الناخب بتعليم علامة () على اسمين في استمارة الفردي ثم قيامه بوضع علامة (x) على باقي الأسماء.

11- استيفاء ورقة التصويت على نحو غير منطقي أو لا يتفّق مع قواعد التصويت.  

طرق التعرف على اللجان

وعن طرق التعرف على مقر اللجان تكون هناك 3 طرق للتعرف على مقر اللجنة الانتخابية للناخب، إما عن طريق إدخال الرقم القومى على الموقع الإلكترونى للهيئة، أو من خلال إرسال رسالة قصيرة على 5151، أو من خلال الاتصال على 141.

من ناحيته، وصف  المحامي الحقوقي عمرو عبد السلام، نائب رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان،  تحريض بعض السياسيين علي مقاطعة الانتخابات  بالجريمة  الجنائية وليس من باب التعبير عن حرية الرأي  وأن المحرضون علي المقاطعة يضعون أنفسهم  في مواجهة القانون  والدعوة علي تعطيل أحكام الدستور  بهدف تكدير الأمن العام والسلام الاجتماعي  وذلك طبقا لقانون العقوبات المصري وقانون مباشرة الحقوق السياسية  والتي تصل عقوبتها إلي السجن لمده خمس سنوات.

 وأضاف «عبد السلام» في تصريح خاص  أن القانون 22 لسنة 2014 في المادة 48 يعاقب بالحبس 5 سنوات كلُ من يقوم بتعطيل العمل بالدستور أو يحرض على الدولة أو يعمل على زعزعة أمن واستقرار البلد، مؤكداَ أن دعوات البعض علي مقاطعة العملية الانتخابية  قد صدرت من أشخاص ليس لهم أي ثقل أو دور فى الشارع المصري، هو ما يقطع بالدلالة أن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون غير أنفسهم ولا يتعدى تأثيرهم بعضهم البعض.  

 

رأى الدين فى المقاطعة
 

رجال الدين لم يقفوا مكتوفى الأيدى لهذه الدعوات، حيث قال الشيخ صالح عبد الحميد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إن الشريعة الإسلامية أمرت كل مسلم بأن يكون عضوا فعالا فى مجتمعه ومحيطه، وألا يكون سلبيا، ومن هذا المنطلق يتحتم على كل مصرى غيور على وطنه تلبية النداء، خاصة فى الظروف الاستثنائية التى يحياها الوطن والحرب القائمة مع الإرهاب والتطرف، والمبادرة بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية.

«عبد الحميد» قال فى تصريحات صحفيه، «أن الانتخابات استحقاق وطنى ودستورى مهم فى تلك الظروف الخاصة التى يمر بها الوطن، والمشاركة فيها مشاركة إيجابية فى تقدم الوطن ورفعته، وبرهان على حسن ولاء الفرد وانتمائه الصادق للوطن الذى يعيش فيه».

خيانة المقاطعة

وشدد عضو لجنة الفتوى بالأزهر، على أن التخاذل والسلبية وكتمان الشهادة وعدم أداء الأمانة التى أمرنا بها الله خيانة للوطن، والله لا يحب الخائنين، كما أن السلبية آفة كبرى لو أصابت مجتمعا أوهنته وأضعفته وتسببت فى عدم تقدمه وازدهاره، وهذا تقصير وخيانة لوطن تربينا على أرضه وعشنا تحت سمائه وأكلنا من خيراته.

 

وتنطلق صباح غدا الاثنين الانتخابات الرئاسية للمصريين بالداخل على مستوى الجمهورية، ويستمر الاقتراع لمدة 3 أيام حتى الأربعاء 28 مارس الجارى، وذلك من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء أو لآخر ناخب متواجد فى المجمع الانتخابى.

أرقام رسمية

 ويبلغ إجمالى عدد الناخبين المقيدين 59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، وعدد اللجان الفرعية 13 ألفا و706 لجان، وعدد اللجان العامة 367 لجنة.

 

 ويتابع الانتخابات الرئاسية، 54 منظمة محلية و9 منظمات دولية، و6 جهات أجنبية وعربية، إضافة إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس القومى للمرأة والمجلس القومى لشئون الإعاقة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق