جيش على الحدود وشعب أمام اللجان
الجمعة، 23 مارس 2018 03:45 م
يظن كثيرًا من الناس أنه لا داعي من النزول للمشاركة في العملية الانتخابية، وأن هناك مبالغة في الحملات والمؤتمرات الشعبية المقامة في كل أنحاء مصر، وأن هناك مبالغة في الإعلام والميديا بخصوص ذلك، ومن ثم يتم طرح أسئلة: لماذا كل هذه الضجة والنتيجة محسومة مقدمًا؟ أليس من الأولى حفظ كل هذه الأموال التي يتم صرفها وانفاقها على الفقراء والمساكين؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة، في الحقيقة سهلة لا تحتاج إلى عبقرية، فأعداء هذا الوطن قد تلقوا ضربات موجعة أوهنتهم وأضعفتهم، وكشفت مكرهم وخيانتهم وخداعهم وحجم مؤامراتهم على مصر، وخاصة بعد العملية الشاملة التي قامت وما تزال تقوم بها القوات المسلحة في سيناء وما حققته هناك، فلم يعد أمامهم إلا سبيل واحد في حربهم ضد بلادنا، وهو تثبيط الشعب عن النزول للانتخابات سعيًا لتقليل نسبة المشاركة فيها، ومن ثم يتسنى لهم المتاجرة بذلك، والعودة بحجة قوية أمام العالم، وإيصال رسالة مضمونها أن هذا الرئيس الذي يحكم مصر، إنما يحكمها بالقوة والقهر والاغتصاب، ورغمًا عن إرادة شعبها الذي امتنع من النزول للتصويت في الانتخابات، وهذا هو غاية أمانيهم.
ولذلك فإننا نرد على هؤلاء، بأننا أولًا: نقف مع الرئيس من منطلق ديني قبل أن يكون وطني، حيث أننا ندين ببيعة في رقابنا لولي الأمر الشرعي لهذه البلاد سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)، فالمسلم يجب عليه أن يجعل له إمامًا، ولا يحل لأحد أبدا أن يبقى بلا إمام، وهذا الذي مات وليس في عنقه بيعة شاذ، خارج عن سبيل المؤمنين، ونحن بهذه المشاركة في هذه الانتخابات إنما نخرج لنجدد له البيعة الشرعية مرة أخرى.
وأما الأسئلة التي يرددها ويشيعها هؤلاء، الأعداء وأعوانهم من المخذلين والمثبطين، من أن الانتخابات محسومة، ولا داعي للنزول للانتخابات وما إلى ذلك، فإن نزول المصريين في كل أنحاء الجمهورية، يمثل واجب وطني كبير في ظل هذه المرحلة الراهنة والفاصلة من تاريخ مصر، ولا يقل هذا الواجب عن الواجب الذي يقوم به أي جندي على الحدود، فكل صوت انتخابي في الصندوق يمثل رصاصة في صدر أعدائنا وقنبلة في قلب مخططاتهم، ولعل هذا ما فهمه المصريون في الخارج جيدًا في الخارج بحسهم الوطني العميق وفهمهم لمدى خطورة الأمر.
فسارعوا على مرئى ومسمع من العالم كله، بتسطير أروع ملحمة في معركة التصويت بالخارج، والوقوف في طوابير طويلة، والانتقال من أماكن بعيدة وتحمل ظروف صعبة من أجل تلك المعركة، ليثبتوا للعالم كله مدى قوة واتحاد وذكاء وصلابة المصريين، وبقي الآن دورنا نحن المصريين بالداخل في الانتخابات، لنقف بجوار بلدنا وجيشنا وقائدنا جنبًا إلى جنب، لنحقق نظرية (جيش على الحدود وشعب أمام اللجان).
فالواجب الديني والوطني والقومي ينتظرنا لنسطر نحن أيضا أعظم ملحمة أمام الصناديق واللجان من أجل حماية بلدنا الحبيبة مصر، التي أسأل الله عز وجل التوفيق لها الأمن والأمان والتقدم والرخاء من أجل مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا.