ماذا ينتظر أبناء افريقيا من الأزهر الشريف خلال الفترة المقبلة؟

 

يهتم الأزهر الشريف كثيراً بالقارة الإفريقية، وذلك لأسباب عديدة، أبرزها أن الأزهر الشريف يعي أهمية العلاقات المصرية الإفريقية، وتاريخها الطويل، باعتبار أن مصر جزء لايتجزأ من القارة الإفريقية، وأن مصر لها دور ريادي ومحوري مع كل دول القارة.

 

هذا الإهتمام تم ترجمته خلال السنوات الماضية بشكل كبير، من حيث توجيه علماء الأزهر لدول افريقيا، بالإضافة للقوافل التي يتم تسييرها إلى الدول الإفريقية، وزيادة عدد المنح التعليمية والإيفاد والابتعاث لطلاب دول افريقيا للدراسة بجامعة الأزهر.

 

أضف إلى ذلك تلك الزيارة الناجحة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى موريتانيا، والتي تعني الكثير لدى الشعب الموريتاني وشعوب القارة الإفريقية، كما أن الزيارة التي قام بها وفد علماء الأزهر بوسط افريقيا والتي كان لها صدى كبير في وقف الاقتتال الاهلي الدائر هناك.

 

كما أن الازهر كسف عن أن الفترة القادمة سوف تشهد اهتماما متزايدا بالقارة الإفريقية، وذلك ماكشف عنه اللقاء الذي عقد أمس بين الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ومع وفد أئمة تشاد ووسط إفريقيا على هامش الدورة التدريبية التى تعقدها لهم المنظمة العالمية لخريجى الأزهر الشريف؛ للاستفادة من تجارب الأزهر الشريف فى المواجهة الفكرية لتيارات العنف والتطرف، وطرحه لرؤى ومبادرات التعايش السلمى وقبول الآخر.

 

حيث كشف اللقاء عن وجود خطة استراتيجة محكمة قد بدأها الأزهر فعليا في تنفيذها يستهدف بها محاربة التطرف المتواجد في افريقيا، وتفعيل وجوده وتغلغله في دول القارة السمراء، وهو مااستدعى الوفد توجيه الشكر للازهر على اهتمامه بأبناء دول افريقيا وفتح الأزهر الشريف أبوابه لهم.

 

ويقول الدكتور محي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الازهر الشريف بكامل هيئاته ومؤسساته يهتم اهتماما بالغا بالقارة الإفريقية، نظرا لأهمية العلاقات المصرية بالدول الإفريقية، مبينا أن الأزهر الشريف يعي ضرورة مواجهة الفكر المتطرف في افريقيا، خاصة تلك الجماعات الإرهابية التي تعد امتدادا لتنظيم داعش الإرهابي، وما يقوم به من نشر للتطرف، منوها أن توجه الأزهر للقارة الإفريقية يأتي لمواجهة هذه الأفكار المغلوطة، وتوضيح حقيقة الدين الاسلامي ووسطيته.

 

وقال أمين البحوث الإسلامية، أن الأزهر يقوم بتنظيم دورات تدريبية لأئمة دول القارة الإفريقية، وذلك من خلال الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، وذلك لتدريبهم على كيفية مواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة، كما يقوم مجمع البحوث الاسلامية بفتح باب الإيفاد للوعاظ والعلماء وتوجيههمإلى دول القارة الإفريقية.

 

وتابع أمين البحوث الإسلامية بالأزهر، قائلا: بالإضافة للقوافل الدعوية والطبية المقدمة من الأزهر الشريف لشعوب القارة الإفريقية، كما أن هناك اهتمام من جانب الأزهر بأبناء القارة الإفريقيىة بهدف توسيع دائرة الطلاب الوافدين الدارسين بالجامعة، من مختلف دول العالم، حيث يحصل طلاب أفريقيا على أكبر عدد من المنح التعليمية للدراسة بالأزهر الشريف، مشددا على أن الأزهر خلال الفترة المقبلة سيتواجد بشكل كامل في قلب افريقيا.

 

السفير أحمد حجاج أمين عام منظمة الوحدة الأفريقية السابق، أن الأزهر الشريف بما يمتلكة من مقومات جعلته قوى ناعمة ممثلا مصر في دول افريقيا، فهو مطالب بتواجده في افريقيا بدعم من الدولة، مشيرا غلى ان شعوب القارة الافريقية ينظرون إلى الازهر الشريف نظرة تقديس باعتبار انه منبر الغسلام والمسلمين ومحراب العلم.

 

وأوضح حجاج بأن الأزهر متواجد افريقيا بشكل جيد، ولكن في ظروف كتلك التي تعيش فيها أفريقيا فهو مطالب بتكثيف انشطته وتواجده في افريقيان معربا عن تقديره للجهود التي يقدمها الأزهر الشريف لاسيما الإمام الأكبر، خاصة تلك الزيارة التي قام بها لغرب افريقيا.

وأوضح أمين منظمة الوحدة الافريقية الأسبق، أن تكرار زيارة الإمام الأكبر لدول أخرى افريقيا سيكون له أثر كبير، في تعميق العلاقات المصرية الإفريقية، مشيرا إلى أن الأزهر معني بالدعوة عالميا لكن افريقيا لها شأن خاص، ولذا فإنه من الضروري أن يكون للأزهر توجه لها، مرحبا بما يقدمه الأزهر اليوم من جهود لابناء افريقيا.