لماذا رشحت موديز العالمية مصر كأكبر الدول المستفيدة من اتفاقية المنطقة الحرة القارية؟

تصدرت مصر، توقعات وكالة موديز للتصنيف الائتماني للدول المرشحة لتكون الأكثر استفادة من منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بجانب جنوب إفريقيا وكينيا، والمقرر الإعلان عنها اليوم خلال فعاليات القمة الإفريقية المنعقدة بالعاصمة الرواندية كيجالى لإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية، بحضور طارق قابيل وزير التجارة والصناعة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى.

توقعات الوكالة العالمية للتصنيف الائتماني، تطرح تساؤلات حول أسباب هذا الترشيح، ولكن بالنظر إلى رصيد التعاملات التجارية بين مصر والدول الإفريقية نجد أن الفترة الماضية شهدت نموا مضطردا لحجم الصادرات المصرية إلى الدول الإفريقية، وبالتالي فإن تطبيق منطقة التجارة الحرة القارية حاليا يعد فرصة ذهبية لتعظيم حجم الصادرات المصرية إلى الدول الإفريقية، وفتح أسواق تصديرية جديدة في أحد أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم والتي تصل إلى مليار مستهلك بالقارة السمراء، علما بأن هذه المنطقة توفر مميزات نسبية لكافة الدول التي تشملها الاتفاقية وخاصة الإعفاءات الجمركية.

وفى هذا الإطار تظهر آخر إحصاءات الوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة للكوميسا، أن إجمالي تجارة مصر مع الدول الإفريقية حتى عام 2016 بلغت نحو 5.4 مليار دولار، منها 2.9 مليار دولار صادرات و2.5 مليار دولار واردات.

وتشير بيانات الوكالة الإقليمية إلى أن قائمة الصادرات المصرية الرئيسية إلى الدول الإفريقية تشمل "البلاستيك، والزيوت العطرية، والراتنجانيات، والسكريات والحلويات السكرية، والآلات والمعدات الكهربائية وقطع غيارها، واللؤلؤ الطبيعي أو المستزرع "الصناعي" والأحجار الكريمة أو شبه الكريمة.

وتتضمن قائمة الصادرات المصرية إلى الدول الإفريقية، "المعادن الثمينة والوقود المعدني والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها، والخضراوات والفواكه والمكسرات وأنواع أخرى من النباتات، وعددا من المواد المصنعة، والصابون، والعوامل العضوية النشطة سطحيا، وأجهزة الغسيل، والتشحيم، ومواد من الحديد أو الصلب".

الميزة الأخرى التي تؤهل مصر إلى تحقيق أكبر استفادة من اتفاقية المنطقة الحرة القارية، هو حجم المشروعات العملاقة القائمة في محور قناة السويس، والتي ستعيد رسم المنطقة الاقتصادية في المنطقة، أهمها مشروع المنطقة الاقتصادية الروسية والتي من شأنها تعظيم القيمة المضافة من المنتجات الروسية في مصر وإعادة تصديرها إلى الأسواق الإفريقية، إلى جانب المناطق الصناعية والمشروعات اللوجستية التي تستهدف استغلال الموقع الجغرافي المصري لتصبح بوابة التصدير إلى الدول الإفريقية.

ويشارك طارق قابيل وزير التجارة والصناعة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، بفعاليات القمة الإفريقية المنعقدة لإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية والتي تعقد بالعاصمة الرواندية كيجالي، وتشارك في الاتفاقية 54 دولة إفريقية.