وحيد القرن الأبيض.. ورحل آخر الذكور

الأربعاء، 21 مارس 2018 04:45 م
وحيد القرن الأبيض.. ورحل آخر الذكور
وحيد القرن - أرشيفية
إبراهيم الديب

 
معاناته تكمن في قرنه.. يحيا دون خوف من المخاطر ولا يخشى الحيوانات المفترسة.. نقطة ضعفه تكمن في خوفه على صغاره وبلوغه الكبر والعجز، وأصبح قرنه الملازم له هو مطارده.
 
«وحيد القرن»، أو الخرتيت.. فصيلة من الحيوانات التي تعيش في قارتي أسيا وإفريقيا، مهددة بالإنقراض التام نتيحة الصيد الجائر للإتجار في قرونها، وشهد الأسبوع الجاري رحيل أخر ذكورها على وجه الكرة الأرضية.
 
 
وحيد القرن الأبيض
 

5 أنواع
 
يوجد لهذا الحيوان المنقرض 5 أنواع على وجه الكرة الأرضية، ثلاثة منها في آسيا، ونوعان في إفريقيا، الأول منها وهو الهندي وهو أكبر الأنواع الأسيوية ويصل ارتفاعه في بعض الأحيان إلى 60 سم، ويزن طنين، ويمتاز بأن له قرن واحد كبير لونه أزرق أو أسود، يعيش في غابات مستنقعية بين الأدغال والعشب الطوير وكان يستعمل في ألعاب السيرك في روما قبل ميلاد المسيح، والثاني هو «الجاوي» مماثل لوحيد القرن الهندي، وتعرض للانقراض أثناء رحلته التي كانت تبدأ من البنغال الشرقي إلى بورما، وجنوبا إلى جاوا، وبورنيو وسومطرة.
 
«السومطري».. وهو النوع الثالث للخرتيت الآسيوي، يبلغ ارتفاعه 1.5 مترا وله قرنان، ويزن طنا واحدا، ويمتاز بكثافة الشعر على الذيل والأذنين، وكانت تعيش تلك الفصيلة في «بورنيو» وفي شبه جزيرة «الملايو»، وكان يعيش النوعان الإفريقيان في السهول المغطاة بالشجيرات الطويلة، ويسميان بالخراتيت السوداء، والبيضاء، ولهما قرنون تصل إلى 105 سم، ورغم بدانتهما إلا أنهما يتحركان بخفه وسرعة عالية.
 
 
وحيد القرن
 

حملات إبادة

شهدت قارة إفريقيا خلال الأعوام الماضية حملات إبادة واسعة لحيوان «وحيد القرن» على يد الصيادين في جنوب إفريقيا للحصول على قرونه والإتجار فيها لما تمتاز به من ارتفاع ثمنها، وندرتها، الأمر الذي أدى إلى قتل نحو 15 حيوانا من تلك الفصيلة سنويا مابين عامي 1990 إلى 2007، إلى أن ارتفعت في عام 2015 إلى أكثر من 500 حيوان تم القضاء عليهم للحصول على قرونهم.
 
يتسلل الصيادون المدججون بالأسلحة من القرى الفقيرة في موزمبيق إلى جنوب إفريقيا للحصول ولو حتى على قرنا واحدا، وهو الذي يكفي ثمنه معيشة عائلة بأكملها لأشهر طوال، والذي يتجاوز في بعض الأحيان الـ60 ألف دولارا للقرن الواحد، على الرغم من وجود اتفاقيات دولية تحرم تلك التجارة، وتعرض ممارسيها للخطر وتوقيع العقوبات الدولية عليهم.
 
وحيد القرن الأبيض

أهمية القرن

يتكون قرن الخرتيت من مادة الكيراتين والتي تمتلك خصائص علاجيه خصوصا في الطب الصيني التقليدي، الذي يستخدم مسحوق القرن لعلاج الالتهابات الواسعة، بالإضافة إلى استخدام الأثرياء في العديد من البلدان له في تصنيع مقابض الخناجر والمنحوتات لما يتميز به من الندرة وغلاء الثمن.
 
ويستخد أثرياء جنوب شرق أسيا، وفيتنام، مسحوق وحيد القرن لإضافته إلى المشروبات الروحية وهي الظاهرة السائده لدى النخبة، كما أنه يستخدم لعلاج ارتفاع درجات الحرارة، والتسمم والتشنج، ويدعي البعض قدرته على الشفاء من مرض السرطان على الرغم من نفي الأبحاث العلمية لذلك.
 
 
وحيد القرن
 

الضعف الجنسي
 
ويستخدم أهالي النوبة قرن الخرتيت كمقوي عام للجسد، وفي علاج الضعف الجنسي، من خلال إضافته بعد سحقه إلى عسل النحل وتناوله يوميا حتى يتم الشفاء، بالإضافة إلى استخدامه كمقوي لجدار المعدة، وإعطاء الجسم الطاقة اللازمة له.
 
وحيد القرن
 

علاج السحر
 
يعتقد سكان دول شرق أسيا، أن ربط إبهام الشخص المريض بقطعة من جلد الخرتيت، ودهان فتحتي أنفه بنقاط من زيت السذاب البري، قادرا على طرد الأرواح الشريرة، ويستخدمه سكان جنوب أفريقيا أيضا لخلطه بالحليب وإجراء طقوس معينة ويتناوله الشخص المصاب بالسحر لمدد معينة، حتى يصاب بـ«إسهال المعدة» والتعرق الغزير كمؤشر على التخلص والشفاء من السحر، ويستخدم في ذلك كله الجزء الموجود بالمنطقة العلوية من وجه الخرتيت وهو المميز باللون الأبيض، كما يستخدمه البعض كبخور لطرد الأرواح الشريرة، ويخلطه بعض العطارين مع مواد أخرى لطرد الجن المؤذي، أو تناوله بعد غليه لعلاج أمراض الصدر والرئه.
 
29432865_1199149713522147_1094496447084179275_n
 

الزينة
 وتعددت استعمالات قرن الخرتيت في مجالات الزينة، فاستخدموها أهل اليمن في صناعة مقابض السيوف والخناجر ويسمونها بـ«الجنبيّة»، ويضيفون لها أغلى أنواع الجواهر والأحجار الكريمة، ويستخدمها الصينيون في صناعة الأكواب والأزرار ومشابك الشعر.
 
 
2
 

لدغات الأفاعي
 
واعتقد اليونانيون في أساطيرهم أن قرن الخرتيت له القدرة على تصفية المياه العكرة وإفساد سم الأفاعي، التي كانت ترد الماء آخر الليل بعد أن تنقطع الحيوانات عن الشرب وتتركه مسموماً فيأتي وحيد القرن كأول حيوان يرد الماء عند الفجر ويدخل قرنه فيه أولاً فيفسد السم ثم يشرب ثم تأتي الحيوانات من بعده فتشرب من نفس مكانه الذي شرب منه، وفي القرن السادس عشر، ذكر صيدلاني صيني و يدعى «لي شي تشين»، أن قرن الخرتيت يفيد في علاج لدغات الأفاعي و الهذيان و الهلوسة و حمّى التيفوئيد والصداع و الدمامل و الإستفراغ و حالات التسمم و أيضا المس الشيطاني أو السحر، وأثتبت التحاليل الطبية أن قرن الخرتيت بالفعل له القدرة على كشف السموم السائلة لما يحتوي في تركيبته على كمية من بروتين الكيراتين التي تساعده على ذلك.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق