«عملية البستان».. قصة تدمير إسرائيل للمفاعل النووي السوري (صور)
الأربعاء، 21 مارس 2018 10:00 ص
اعترف الجيش الإسرائيلى رسميا اليوم الأربعاء بتدمير ما يشتبه أنه مفاعل نووى سورى فى ضربة جوية عام 2007، زاعما أن الضربة الجوية أزالت تهديدا كبيرا على إسرائيل والمنطقة وكانت "رسالة" إلى آخرين.
وجاء إعلان اليوم بعد إنهاء أمر رقابي عسكري استمر لأكثر من عشر سنوات كان يحظر بموجبه على أي مسؤول إسرائيلي التحدث بشأن العملية.
ونشر جيش الاحتلال صورا لطائرات حربية وشريط مصور قال عنه: إنه لعمليات القصف والجنود الذين نفذوا العملية.
قصة العملية
كانت البداية عام 2001، عندما تشكك الموساد الإسرائيلي في شخصية الرئيس السوري بشار الأسد تزامنا مع رصد شخصيات كورية شمالية لسوريا، وتوقعت شعبة الاستخبارات العسكرية أن ذلك متعلق بمناقشة الأسلحة النووية، لكن الموساد رفض هذا التوقع.
لكن في بدايات 2004، أبلغت الاستخبارات الأمريكية إسرائيل بأن هناك اتصالات متعددة بين سوريا وكوريا الشمالية، وأن بعض من هذه اللقاءات تم في منطقة "الكبر" في صحراء دير الزور، فقامت وحدة الإشارة الإسرائيلية "8200" بمراقبة الموقع.
في شهر إبريل عام 2004، حدث انفجار في قطار بضائع كوري شمالي متوجه إلى ميناء نامبو.
يقول كاتب المخابرات البريطاني جوردن توماس أن الموساد زعم بأن العشرات من السوريين المتخصصين في الشأن النووي كانوا في مقصورة بالقطار، وأنهم قد ذهبوا إلى كوريا لجمع المادة الانشطارية التي كانت على متن القطار، وقتها بدأت إسرائيل في تكثيف المراقبة على الزيارات السورية لكوريا والعكس.
وبقت الأمور طي الكتمان، حتى نشرت صحيفة الديلي تلغراف في ديسمبر 2006 نشرت تقرير عن مصادر مجهولة، قالت فيه إن رئيس لجنة الطاقة الذرية السورية إبراهيم عثمان وصل إلى لندن تحت اسم مزيف، فقام الموساد بمراقبة اللاب توب الخاص به بعد زرع أجهزة تجسس به، وتبين من خلال الجهاز التقائه بالمسؤول النووي الكوري الشمالي تشون تشيبو، وصور لمنطقة الكبر في مراحل بنائها المختلفة، ورغم أن الموساد قرر اغتيال عثمان في لندن، إلا أنه تراجع وأكمل مراقبته.
بعد هذه المعلومات أبلغ الموساد رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت، فقرر تكوين لجنة ثلاثية العضوية للإبلاغ عن برنامج سوريا النووي، وانضمت شبكة المخابرات الأمريكية لمساعدة الموساد في جمع المعلومات.
استمرت عملية جمع المعلومات 6 أشهر، وبعدها أخبر أحد أعضاء اللجنة العميد يعقوب عميدرور أخبر أولمرت أن سوريا تعمل مع كوريا الشمالية وإيران لإنشاء مفاعل نووي، وبحسب تقرير عميدرور فإن إيران وفرت مليار دولار للمشروع، وأن إيران خططت لاستخدام منشأة الكبر لتكون جاهزة في حال لم تستطع استكمال محطاتها بسبب الحظر الدولي، مما جعل الحكومة الإسرائيلية تتخذ قرارا بضرب منشأة "الكبر".
سمت إسرائيل عمليتها باسمه "عملية البستان"، حيث وجهت ضربة عسكرية على ما يشتبه بأنه مفاعل نووي سوري في محافظة دير الزور السورية، يوم 6 سبتمبر 2007 الساعة 12 منتصف الليل.