مدير مستشفى بلبيس: "حسنى" طفل مريض لا يشعر بالأمان إلا في حضن الجندي المصري

الواقع يؤكد أن الطفل منذ نعومة أظافرة  يشعر بالعزة والفخر بمجرد رؤيته الزي العسكري أو الشرطي، لما يمثله من أمان وقوة واحترام أمام الآخرين ما يجعله دائماَ يطلب من أسرته شراء هذا الزى حتى أن الأمر يصل في بعض الأحيان إلى بكاء الطفل في حالة عدم تنفيذ رغبته.    

الجندية لدى الطفل

الغريب أن الأطفال أيضاَ عند توجيه سؤال لهم من قبل الأباء والمعلمين، عن ماذا يتمنوا أن يكونوا في المستقبل؟..فتكون الإجابة عند أغلبهم: «دكتور أو مهندس أو طيار» أو غيرها من المهن التي تشجع الأسرة المصرية أبنائهم عليها، إلا أن هذه الفترة عادة ما تكون حب العسكرية لدى الطفل المصري هى الغالبة، حيث أن «الجندية» بدأت تسيطرعلى تفكير الأطفال نتيجة خوض الجيش المصري ووزارة الداخلية لمعارك ضد الإرهاب في كافة نواحي مصر.

عشق الطفل المصري للزي العسكري بدأ ينمو خلال الفترة الماضية، بفضل عدد من المؤثرات الهامة المتمثل في مستوى التكريم الرفيع الذي حظي به شهداء الوطن في عدد من المؤتمرات والاحتفالات، الأمر الذي أدى إلى خلق صورة ذهنية عند الأطفال مفادها أن الاستشهاد عمل ذو قيمة كبيرة، في الوقت الذي لا يعرف  الطفل في هذا السن معنى «الاستشهاد» إلا أن مشاهدته لتقدير المسئولين من رجال الدولة للشهداء وآسرهم صنع بداخله حلما بأن يكون في المستقبل «جنديا» يدافع عن شرف الوطن.  

الزى العسكرى 

الطفل «حسنى عبده حسنى»، 6 سنوات،  أحد أبرز الأطفال الذي ينطبق عليه كل هذه الأوصاف سالفة الذكر، والذي أصيب منذ 4 أيام بحروق في يديه اليمنى وأنحاء متفرقة من جسده، ما أدى إلى احتجازه في مستشفى بلبيس المركزي العام لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة له، إلا أن «حسنى» لم يعبأ بالأوجاع التي تزوره بشكل يومي وتنزع النوم من عيونه، حيث ينادي عقب استيقاظه: «عاوز الظابط صحبي» - في إشارة للعبته المفضلة.

«حسنى» كانت كل أمنيته عند احتجازه في المستشفى أن يحصل على زى عسكرى مصرى أو لعبة عبارة عن «جندى مصرى»، فما كان من الدكتور أبو الفتوح عياد، مدير مستشفي بلبيس المركزي، إلا بتلبية أمنية «حسنى»، وبالفعل اشترى له اللعبة التى لا تمر لحظة إلا وهى فى يديه وعلى سرير مرضه.  

الشعور بالفخر والإعتزاز

الدكتور أبو الفتوح عياد، مدير مستشفي بلبيس المركزي، يقول فى تصريح لـ«صوت الأمة» أن الطفل «حسنى» أصبح لا يهبط النوم على جفونه إلا وهو يحتضن اللعبة حيث أنه بات يشعر بالأمان من خلال وجود الجندي معه.

«أبو الفتوح»، أكد أن «حسنى» وغيره من الأطفال لابد من رعايتهم رعاية مستمرة والاستجابة لكل رغباتهم خاصة إذا كانت تلك الرغبات تتعلق بالشعور الوطنى لدى الطفل، الأمر الذى يساهم بشكل كبير فى تحسن حالته الصحية والإنجاز فى عملية العلاج، كذا ما يجعلهم أكثر ثقة فى النفس.