العقوبات البريطانية ضد روسيا.. تحرك مدروس أحرج موسكو
الأربعاء، 14 مارس 2018 04:57 م
تحركات مدروسة على مدار أسبوع مضى من الآن، بدأت بإعلان بريطانيا الكشف عن محاولة لتسميم الجاسوس الروسي الروسي سيرجي سكريبال وابنته بغاز أعصاب عسكري في 4 مارس الجاري.
اتهمت فيها بريطانيا موسكو؛ باعتبار أن "سكريبال" مطلوب لديها فهو أحد قادة وكالة الاستخبارات الروسية السابقين.
اليوم الأربعاء، أسفر اجتماع لمجلس الأمن القومي البريطاني، برئاسة تيريزا ماي رئيس الوزراء، عن عدة إجراءات عقابية ضد موسكو، على خلفية اتهامها في تسميم الجاسوس.
إجراءات عقابية
وجاءت نتائج الاجتماع التي أعلن عنها ماي، سنتخذ الإجراءات لمتابعة ومعاقبة الضالعين في محاولة تسميم الجاسوس الروسي، معتبرة أنه عمل إجرامي.
وجاءت القرارات، طرد 23 دبلوماسيا روسيا خلال أسبوع، إضافة لتجميد أصول موسكو في بريطانيا، بحسب ماي في جلسة للعموم البريطاني، موضحة أننا لا نختلف مع الشعب الروسي لكن بوتين اختار التصرف بطريقة خاطئة، وأننا نواصل الحوار مع الكرملين بحذر ويقظة.
وتابعت: "لن يذهب أي من الرسميين البريطانيين إلى كأس العالم في روسيا، وسنوقف أي اتصالات رفيعة المستوى مع روسيا".
اقرأ أيضا.. لندن تصعد ضد موسكو.. 5 عقوبات بريطانية أبرزها طرد الدبلوماسيين
روسيا ترد
الرد الروسي، جاء مجرد بيان على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قالت إن موسكو سترد على تصريحات تيريزا في أقرب وقت.
الحديث عن طرد الدبلوماسيين الروس سبق الحديث عنه قبل إعلان ماي، وهو ما حذر منه السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفينكو، من أن موسكو سترد بالمثل، قائلًا: "لقد كان لدي لقاء بوزارة الخارجية البريطانية، وقلت إن كل ما تقوم به الحكومة البريطانية مرفوض تماما، وذلك استفزازا".
اقرأ أيضًا.. الجاسوس الروسي يهدد كأس العالم
سيرجي سكريبال
سيرجي سكريبال، عقيد سابق بجهاز الاستخبارات الروسية، اعتقل عام 2006 في روسيا، بعدما اكتشف تجسسه لحساب بريطانيا، وحكم عليه بالسجن 13 عامًا.
أفرج عنه باتفاق لتبادل الجواسيس بين البلدين بعد 4 سنوات، وحصل على 100 ألف دولار مقابل تزويد الاستخبارات البريطانية بأسماء الجواسيس الروس الموجودين في بريطانيا، بحسب وسائل بريطانية.
وقال العقيد في هيئة الأمن الفدرالية الروسية نيكولاي لوزان في أحد كتبه أن عملية تجنيد سكريبال من قبل المخابرات الأجنبية جرت على مرحلتين، بدأت في 1995.
وتعرض سكريبال للتسميم بواسطة "فنتانيل" وهي مادة أفيونية قوية للغاية.
السيناتور الروسي إيجور موروزوف، قال إن روسيا توقفت ليس فقط عن إنتاج الغاز الذي تحدثت عنه تيريزا ماي، بل ودمرت أيضا احتياطاته، الأمر الذي يؤكده مراقبو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
عثر على الجاسوس في مدينة "سالزبيري" الإنجليزية، الأمر الذي أثار تخوفات السلطات البريطانية حول كيفية دخول غاز أعصاب عسكري إلى المدينة.
ويزال سكريبال هو وابنته في حالة حرجة بوحدة العناية المركزة في المستشفى.
اتهام مباشر
اتهمت بريطانيا موسكو، واستدعت السفير الروسي لدى المملكة المتحدة، لتوضيح كيفية إدخال الغاز أعصاب إلى سالزبيري، الأمر الذي رفضته روسيا.
واعتبرت ماي، أن تسميم العميل الروسي بمثابة عمل عسكري على الأراضي البريطانية، قائله إن الجاسوس الروسي تعرض لتسميم بنوع من غاز الأعصاب تنتجه روسيا. في اتهام صريح.
وقالت أمام مجلس العموم إن هناك احتمال كبير في تورط موسكو في عملية تسميم الجاسوس، ممهلة روسيا حتى ليل الثلاثاء الأربعاء، لشرح ملابسات التسمم الذي تعرض له سكريبال وابنته يوليا، وإلا فإن هناك إجراءات عقابية.
بدورها أكدت موسكو أن ما حدث في البرلمان البريطاني يعتبر مهزلة مضيفة أن تصريح ماي هو جزء من "معلومات وحملة سياسية تقوم على الاستفزاز"، رافضة المهلة، وأن أي إجراءات عقابية ستقابل بالمثل.
أقرأ أيضا.. "روسيا اليوم" تحت المقصلة البريطانية
التفاعل الدولي
بدت بريطانيا في الأزمة مرتبة الأوراق، حين ظهرت بدعم دولي مدروس. فعلى مدار أسبوع مضى، امتلأت الساحة الدولية بالصخب، مع تبادل الاتهامات.
لندن بدأت التصعيد في معركتها باستقطاب الحلفاء، حيث أعلنت أمريكا وفرنسا وقوفهما بجوار لندن، ودعتا إلى ضرورة أن تعلن روسيا عن حقيقة تورطها بشكل أكثر وضوحًا.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد ضرورة أن تقدم روسيا أجوبة "لا لبس فيها" فى مسألة تسمم الجاسوس وابنته. وقال البيت الأبيض أن اتصالا هاتفي تم بين ترامب وتيريزا.
إضافة لأنها طالبت موسكو بالرد أمام منظمة الأسلحة الكيميائية.
المنظمة أبدت قلقها من عملية تسميم الجاسوس بغاز الأعصاب السام، وقال المدير العام للمنظمة أحمد أوزمجو، الثلاثاء، إن التقرير الصادر مؤخرا بأن شخصين أصيبا بمرض خطير فى بريطانيا إثر تعرضهما لغاز أعصاب أمر يشكل مصدر قلق بالغ، وأن مسألة المواد الكيميائية لا تزال تستخدم لإيذاء الناس مقلقة للغاية.
الأمر لم يقتصر على ذلك، بل أبلغت لندن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، باستخدام روسيا غاز أعصاب عسكري في محاولة لقتل جاسوس روسي مزدوج، على لسان السفير البريطاني في جنيف جوليان بريثويت، وأن ما فعلته انتهاكا صريحا للقانون الدولي.
ودعت بريطانيا مجلس الأمن الدولي لاجتماع طارئ مساء الأربعاء، حول مسألة تسميم الجاسوس، كما أعلنت الرئاسة الهولندية الحالية للمجلس.
إدراج روسيا على قوائم الدول الممولة للإرهاب
بحسب مراقبون فإن الولايات الأمريكية قد تنتهز الفرصة لإدراج روسيا على قوائم الدولة الممولة للإرهاب، في ظل توتر العلاقات القائم بينهما، على خلفية اتهامات متبادلة بين الدولتين.
السيناتور الديمقراطي روبرت مينيندس، دعا إلى ذلك، مستندًا إلى قانون مراقبة إتلاف الأسلحة الكيميائية الذي أقرته الولايات المتحدة في 1991.
ونقلت روسيا اليوم عن "مينيندس": "بموجب القانون فإن رئيس أو زعيم المعارضة في لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للعلاقات الدولية قد يبدأ هذا التحقيق وأنا كعضو في لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للعلاقات الدولية أعول على المضي قدما بسرعة في هذا الاتجاه".
وأشار إلى أن أمريكا اتخذت خطوات مشابهة حينما أدرجت كوريا الشمالية على قوائم الدول الممولة للإرهاب عقب تسميم شقيق كيم جونج أون في تايلاند، والآن يتعين عليها أيضا النظر في الإدلاء بمثل هذا التصريح بشأن روسيا.