رياضات الصحراء.. تقاليد لا يتخلى عنها شباب القبائل في سباقات الهجن (صور)

الأربعاء، 14 مارس 2018 12:15 م

سباقات الهجن

تحظي سباقات الهجن باهتمام القبائل العربية في مصر باعتبارها تراثا يربط عادات الأجداد وضرورة نقله للأجيال الجديدة لهذه القبائل، فبالرغم من اهتمام شباب القبائل بتجمعات سباقات الهجن في محافظات مصر، إلا أن الشباب يستغل هذه اللقاءات لممارسة نشاطات مختلفة عن تدريب ومتابعة النوق الراكضة في مضمار الهجن.

لحظات رصدتها "صوت الأمة"، في تلك السباقات حيث قضي أحمد سلامة من قبيلة المعاذة، فترة الظهيرة حتي ما قبل الغروب في التنقل ما بين ساحات الأنشطة في منطقة سباقات مهرجان الإسماعيلية للهجن، ليتابع مباريات واستعراضات قائدي السيارات مهاراتهم في التحكم في السيارة علي رمال الصحراء وحتي الدراجات النارية.

ويقول سلامة، "الأمر أكبر من كونه مجرد تجمع قبلي سباقات الجمال، كل منا يفخر بما حققته الهجن في المسابقة، ولكن لنا عادات أخري في تجمعات السمر والطعام والشعر، وأيضا الشباب له عادات مختلفة، وعادة ما تقع حوادث انقلابات لسيارات في استعراضات القيادة ولكن نعود من جديد بعد التأكد من سلامة السائق".

وتشارك القبائل العربية في مهرجان سنوي يقام في صحراء مدينة سرابيوم، لسباقات الهجن تتنافس فيه النوق في الركض صباحا، والقبائل في موائد الطعام وشعر الفخر ليلا.

يقول سلامة الذي يدرس الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة قناة السويس، لا تستهويني دائما مهارات السيارات في الصحراء، وأفضل مشاهدة سباقات الخيل التي يمارسها الشباب فيما بينهم لمجرد المتعة دون تحديد جوائز.

يشير أحمد سلامة إلي ابن عمه الذي فاز للتو بسباق طوله 5 كيلو مترات وهو يمتطي حصانا أبيض ضامر البطن، دون سرج، ويقول " هذا الشاب رائع ولكنه مجنون بسباقات الخيل ودائما ما يحمس شباب القبائل علي منافسته في الخيل ".

في فترة راحة النوق من الركض يتحول الشباب إلي نشاطات رياضية، فمنهم من يبدأ الاستعراض بالسيارات ، فيما يستخدم الباقي كرة قدم قديمة في مباريات للمتعة بدون أحذية رياضية أو ملابس ملائمة أو حتي قوائم للمرمي، " يقول موسي سالم " نحن نحب الكرة، ولا يهم كيف نلعب وأنما نستمتع باللعب، بيننا مهاريون يصلحون للعب للأندية ولكنانهتم أكثر بالرياضات التراثية".

وشارك موسي في مبارات كرة قدم بعدما ربط جلبابه بطرف شماخ عربي حول وسطه ليستطيع الركض وركل الكرة حافيا علي رمال الصحراء.

ومع حلول الليل يترك الشباب ألعابهم، ليقوموا بأدوارهم مع القبيلة في استقبال الضيوف للخيام وتحضير وجبة العشاء، حيث ينتقل تنافس القبائل في حلبة السباق إلي منافسة في طبائع الكرم.

بدأت النجوم في تزيين ليل الصحراء وثمة 15 شابا يجتمعون في خيمة صغيرة لعدما فرغوا من وجبة العشاء مع قبيلتهم، علي السجاد مفروش علي الأرض، حول موقع نار به حطب يتصاعد منه اللهب ليضئ وجوه المتحلقين حوله وسط ظلمة الليل، وعلي النار يستقر، براد الشاي وإناء القهوة.

وبجوار خيمة الشباب تجمع أخرون وقد علي صوتهم بالغناء مرحبين بالضيوف، وأهازيج بدوية، وقال محمد بركات "نفضل أن تكون لنا مساحة خاصة للغناء والطرب بعيد عن خيام المهرجان التي يصدح فيها أشعار الفخر".

أضرم بركات النار في حطب جاف من شجر الزيتون القريب من منطقة سباقات الهجن ليتجمع حولهم الشباب ويشاركوهم الغناء، وكلما أنضمت لهم مجموعة جديدة أرتفعت أصواتهم بعبارات التحية قبل أن يستكملوا غنائهم.