خدعوك فقالوا
السبت، 10 مارس 2018 02:22 م
خدعوك فقالوا لك إن شعوب الدول المتقدمة لا تشعر تجاه جيوشها بالحب ، فهم بالنسبة لهم مجرد موظفون يقومون بعملهم كأي مواطن .
وقد لفت نظري مؤخرا منشور أو ( بوست ) انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوجه الناس لأن الجيش كيان عادي يماثل أي كيان ، ويخبرنا بأن مذيعة سألت رجلا مسنا هل تحب الجيش ؟ فأجابها وهل تحبين أنت رجل السكة الحديد ؟ فاستعجبت وسألته عن وجه المقارنة ؟ فأجابها بأننا نضع الأمور في غير نصابها عندما نستخدم كلمة حب فرجال الجيش موظفون كأي موظف يقوم بعمله .. وبدأ يخبرها أن الشعوب المتقدمة لا تفكر بهذه العقلية .. وبالطبع هو لا يستوعب أن لولا حماة الوطن ما بقي هو ولا رجل السكة الحديد ولا السكة الحديد نفسها .
العجيب أن البعض ممن هم من المفترض متعلمون يعيدون نشره ! وتأكدت حينها أن ما يحتاجه البعض هو الثقافة والتفكير ، وفهم ضرورة أن يبحث الشخص عن المعلومة بنفسه ، ويقرأ ويشاهد بعينيه ، كي يتأكد من الحقيقة لكن للأسف أمة إقرأ أغلبها لا يقرأ .
فلو حاول أي شخص بذْل القليل من المجهود ، وبحث على جوجل لوجد أن الشعوب المتقدمة تقدر وتحب جيشها لدرجة أنهم يستقبلون أبطاله في المطارات بالورود التي لا تعبر سوى عن الحب ، ولوجدوا روابط وصفحات مليئة بأبيات الشعر أو ال (qoutes) التي تشيد بالجيش ورجاله في الولايات المتحدة وغيرها من الدول خاصة في الأعياد الخاصة بالجيش .
أتذكر أنني منذ فترة كنت أشاهد الحلقة الثامنة من الموسم الثالث للبرنامج الأمريكي ( Restaurant: Impossible) الذي يذاع على قناة ( food network) وتقوم فكرته على تجديد أحد المطاعم بميزانية لا تتعدى ال ١٠ الاف دولار وهو يعتبر مبلغا زهيدا ، وفي هذه الحلقة صاحب المطعم كان طباخا في الجيش الأمريكي ، وعندما بدأ القائمون على البرنامج بشراء المستلزمات كانوا يخبرون أصحاب المحلات ( أن هذا الرجل كان يخدمنا في الجيش لمدة ٢١ سنة ) فهل ستقدمون له تخفيضا ؟ لأنهم يعلمون جيدا مدى حب وتقدير الشعب لمن يخدم في الجيش ، وبالفعل كانت ردود الأفعال في منتهى القوة والعاطفة ، واستطاع بفضل تاريخه العسكري ، وحب الشعب وتقديره لذلك التاريخ أن يحصل على تخفيضات كبيرة ، وأن يعيد إصلاح وتجديد مطعمه بمبلغ بسيط ، وقد تعمدت تحديد اسم البرنامج والحلقة كي يشاهدها كل مشكك أو مرتاب .
وبعد مشاهدتي للحلقة تأكدت من أن علاقة الشعب الأمريكي وكذلك الشعوب المتقدمة جميعها علاقة تقدير وولاء وأيضا حب..
إن هناك من يريد دوما أن يستغل كسل البعض في القراءة والبحث والحصول على المعلومة الصحيحة والمؤكدة ، لكي يُصَدِر له معلومات وأفكارا مضلله ، لهدف ما في نفسه.
وفي النهاية حتى لو أن علاقة كل شعوب الكون بجيشها علاقة عداء ، فستظل علاقة أغلب الشعب المصري بجيشه(خير أجناد الأرض) علاقة متينة ومركبة ، تجمع ما بين الولاء والحب والاحترام والتقدير .. فجيش مصر من نسيجه ومن أبناء شعبه ، وليس جيش مرتزقة ، وقدم رجاله على مر العصور أرواحهم فداء للوطن وللشعب .
وأخيرا ... لا تنسوا أن تعيدوا النظر على صُوَر التقتموها يوما ما بجانب الدبابة والجندي ، والفرحة تملأ أعينكم ، والطمأنينة تريح قلوبكم ، وعلامة النصر ترفعها أصابعكم ، حين دافع الجيش ورجاله عن إراده شعبه وحماه ولا يزال يحميه الى يومنا هذا ، ولا أعتقد أن تاريخ الصورة قديم ، فهو في الماضي القريب والقريب جدا.