في الذكرى الـ99 لثورة 1919.. حينما اتحدت كل فئات الشعب ضد الاحتلال
الجمعة، 09 مارس 2018 03:00 مسامي سعيد
لم يكن أحد يعرف أن يوم الأحد الموافق 9 مارس من عام 1919 سيكتب كل تفاصيله في كتب التاريخ، حتى أن أغلب المشاركين في بداية اليوم كباقي الأيام التي دعت فيه القوى السياسية للتظاهر والاحتجاج ضد فساد الاحتلال الإنجليزي، خاصة أن هذه الفترة سبقها عدة قرارات كان أبرزها إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية ولكن كان هناك حدث أهم وهو القبض على سعد زغلول ورفاقه الأمر الذي رفضه معظم القوي السياسية والشعبية وأشعل النار في الهشيم.
كنت بداية الأحداث عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث توقعت إنجلترا بدء مستعمراتها في طلب الاستقلال، فأخذت تظهر اللين وأبدت استعدادها للموافقة وأوحت إلى سعد زغلول ورفاقه بالتحرك، فبدأ في عقد اجتماعات ولقاءات أسفرت عن طلب الاستقلال، وتم تشكيل وفد للسفر إلى الخارج لعرض القضية على العالم، وتشكل هذا الوفد من سعد زغلول وعلي شعراوي وعبد العزيز فهمي، وطلبوا مقابلة المندوب السامي البريطاني "وينجت"، وطلبوا منه السماح لهم بالسفر إلى إنجلترا لعرض طلباتهم باستقلال مصر، فرفض المندوب ذلك الطلب.
واستعد سعد زغلول ورفاقه إلى السفر إلى جهة أخرى وهي باريس، وذلك لعرض قضية مصر على مؤتمر الصلح، فاعتبرت إنجلترا هذا تمردًا منهم، فألقت القبض عليهم، ومعهم آخرون، منهم محمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، لكن رفض السماح لهم بالسفر بحجة أنهم لا يمثلون الشعب المصري، فقام الوفد بطبع آلاف التوكيلات وتوزيعها في كل أقاليم مصر للحصول على توقيع المصريين عليها، ونجحت حملة التوقيعات، وفى المقابل تم القبض على سعد وصحبه، وتم إرسالهم إلى بورسعيد في يوم ٨ مارس ١٩١٩، ومن هناك تم نقلهم في إحدى السفن الحربية إلى مالطة.
ومن هنا كانت بداية الثورة منذ صباح اليوم التالي للقبض على سعد زغلولـ، حيث خرجت مظاهرات لطلاب المداس والجامعات وطلاب الأزهر في عدد من المحافظات كان في مقدمتها القاهرة وطنطا والإسكندرية وتصدت قوات الاحتلال لهذه التظاهرات بمنتهى العنف وسقط عدد من القتلى والجرحى مما زاد حدة الغضب لدى باقي المصريين حتي تحولت أغلب المحافظات إلى طوفان من الغضب ضد الإنجليز، وذلك عن طريق مئات التظاهرات التي ملئت الشوارع مرددة هتافات تندد بالاحتلال وتطالب بعودة سعد زغلول ورفاقه إلي بلادهم، استمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت فى أكتوبر ونوفمبر من نفس العام ، لكن وقائعها السياسية لم تنقطع واستمرت إلى عام 1922، وبدأت نتائجها الحقيقية تتبلور عام 1923 بإعلان الدستور والبرلمان.
وخلال أحداث هذه الثورة ظهرت مشاهد ساعدت في إظهار المعدن الأصيل للشعب المصري، حيث اتحدت كل الفئات فخرج الطلاب مع العمال وخرج الأقباط مع المسلمين وأصبح هذا مشهد الذي وصفه المؤخرون بأنه استثنائي في تاريخ الدولة المصرية وجزء أصيل من التاريخ المصري، وكذلك كانت لدور المرأة المصرية في هذه الثورة مهام لا تنسي حيث خرجت المظاهرات النسائية لأول مرة تملئ الشوارع وذلك بقيادة صفية زغلول زوجة القيادي الوفدي سعد زغلول.