إدمان الإنترنت يضرب عقول المصريين بالأمراض النفسية

5 أنواع أساسية للضياع فى الفضاء الإلكترونى أخطرها «الجنسى» والألعاب السيبرية

الإثنين، 05 مارس 2018 12:00 ص
5 أنواع أساسية للضياع فى الفضاء الإلكترونى أخطرها «الجنسى» والألعاب السيبرية
ادمان الانترنت
كتبت - هناء قنديل

خبراء: الشكاوى فى تزايد ولدينا مخاوف من التحول إلى ظاهرة.. ونحتاج مراكز متخصصة للعلاج
 
«إدمان الإنترنت يضرب المصريين بالأمراض النفسية».. أصبحت هذه الجملة من الأساسيات التى يرددها الكثيرون، لكن دون توثيق أو معلومات حقيقية، فهل فعلا يعانى المصريون من إدمان الإنترنت؟ وهل للفضاء الإلكترونى وجود مؤثر سلبيا على النسيج الاجتماعى المصرى؟

وما نسبة الحالات التى تتردد على العيادات النفسية للعلاج؟ وأين تقف مصر بالنسبة للإحصاءات العالمية فى هذا المجال؟
التحقيق التالى يجيب عن هذه الأسئلة ليرسم صورة واضحة لهذه الآفة الجديدة، التى صار يعانى منها الكثير من المجتمعات.

5 أنواع لإدمان الإنترنت
فى البداية لا بد أن نجيب سؤالا مهما يتعلق بأنواع إدمان الإنترنت، حيث اتفق العلماء، من خلال الأبحاث والدراسات الحديثة أن إدمان الإنترنت ينحصر فى 5 أنواع أساسية هى: إدمان المواقع الجنسية، إدمان العلاقات السيبرية، التى تبدأ فى غرف الدردشة، الإفراط المعلوماتى، إدمان ألعاب الإنترنت. الدراسات الحديثة تشير إلى أن مدمنى الإنترنت يشعرون بالغضب، والاكتئاب، إذا منعوا عن الإنترنت، ولو لمدة بسيطة، كما أنهم يقضون أكثر من 38 ساعة أسبوعيًا على الإنترنت، كما أنهم يوجدون عليه، حتى دون سبب.
 
C-_Users_srerere
 
وتشمل أعراض إدمان الإنترنت أيضًا الوحدة الدائمة، التأخر عن العمل، وأداء الواجبات الاجتماعية، كذلك حدوث أزمات أسرية وزوجية ضخمة بسبب إهمال الواجبات الزوجية، كما يشعر مدمن الإنترنت دائما بالتعب والخمول والأرق وآلام الظهر والرقبة، والتهاب العينين.

هل يعانى المصريون من إدمان الإنترنت؟
«سمير. م»، 33 سنة، واحد من هؤلاء الذين اعتادوا أن يقضوا يومهم بأكمله أمام الإنترنت، فهو يستيقظ فى الثامنة صباحًا، ليجلس أمام الإنترنت، فهو بلا عمل، رغم حصوله على بكالوريوس الآداب قسم اللغة العربية.
 
ويقول سمير لـ «صوت الأمة»: «منذ التخرج وأنا بلا عمل، وأقضى يومى أمام مواقع التواصل الاجتماعى، وصفحات الإنترنت المختلفة، فأمضى أكثر من 12 ساعة يوميا، حتى صرت مدمنا لهذا الفضاء الإلكترونى الشاسع المتجدد».
 
وأضاف: «أصبحت فى الفترة الأخيرة، غير قادر على التوقف عن تصفح الإنترنت، حتى أننى أصطحب الهاتف إلى المرحاض، كى لا يفوتنى شىء». وردا على سؤال حول تفكيره فى زيارة طبيب نفسى؛ للحصول على مساعدة، أوضح سمير أنه لا يشعر بأعراض مرضية، كما أن الإنترنت يملأ حياته، وهو لا يريد أن يتخلص منه، لذا لا يفكر مطلقا فى الذهاب إلى الطبيب.
 
الأستاذ الدكتور حسام عمارة، أخصائى الأمراض النفسية والعصبية، يؤكد أن إدمان الإنترنت بشكله العلمى، ليس موجودًا فى مصر بشكل يمثل ظاهرة، وأن الحالات ما زالت فى طور الحالات الفردية.
 
وحذر «عمارة» من أن الحالات رغم أنها ما زالت فردية، فإنها فى تزايد مقلق، ينذر بالتحول إلى ظاهرة فى القريب، داعيا إلى الاهتمام بإنشاء مراكز تضم كوادر متخصصة قادرة على علاج مدنى الإنترنت.
 
وتعليقا على ما قاله «سمير. م»، من أنه يرفض الذهاب للطبيب، أوضح الدكتور حسام عمارة، أنه مع الوقت يصاب مدمن الإنترنت بأعراض جسدية ستدفعه إلى الذهاب للطبيب، الذى سيطلب منه علاج السبب الأساسى وراء هذه الأعراض حتى تزول، وحينها لن يجد أمامه إلا الذهاب للطبيب النفسى للحصول على المساعدة.

أثر خطير للفضاء الإلكترونى على النسيج الاجتماعى 
الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، يؤكد أن إدمان الإنترنت يؤثر بقوة على النسيج الاجتماعى، فى ظل أنه يقتل العلاقات الاجتماعية، ويجعل الناس يعيشون فى جزر منعزلة، فلا يؤدى أى منهم واجبه تجاه الآخر.
 
وأضاف لـ «صوت الأمة»، أن تراجع العلاقات الاجتماعية، واعتمادها على التواصل عبر الإنترنت يهدد مستقبل المجتمع بالتفكك، بشكل يمثل خطورة على الأسرة التى تعد الأساس الذى يعتمد عليه المجتمع.

خطورة على الأطفال
الدكتور ماهر الضبع، أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية، يحذر من استخدام الإنترنت الزائد عن الحد، لدى الأطفال، موضحا أن الدراسات تؤكد أنه رغم كون نسبة المصريين الذين يعانون إدمان الإنترنت، تعد نسبتهم بسيطة مقارنة بمجتمعات أخرى، فإن الخوف من تزايد الأعداد، فى ضوء سهولة التواصل مع الإنترنت لجميع الأعمار.
 
وألقى الضبع الضوء على نوع آخر من المشكلات، لا يتوقف عن إدمان الإنترنت فقط، وإنما إدمان بعض المواد المعروضة، ومنها الإباحية، التى تهدد الأطفال والشباب، بحياة مضطربة فى المستقبل.
 
وشدد على أن الإنترنت يؤدى للعزلة الاجتماعية، واضطرابات النوم، والمشكلات الدراسية واجتماعية، لافتا إلى أن إدمان الإنترنت ليس له حدود قصوى وبالتالى لا يشعر المدمن بإدمانه إلا بعد تفاقم الأمور.

إحصاءات مخيفة
الإحصاءات التى تصدرها المراكز المهتمة بالإنترنت تشير إلى أن مصر تضم 38 مليون مدمن إنترنت، وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعى.
موقع «We Are Social» المتخصص فى مراقبة وضع الإنترنت فى العالم، يؤضح أن فى مصر أكثر من 55 مليون مستخدم للإنترنت بما يتجاوز 52% من إجمالى عدد السكان.
 
وأوضح أن 35 % من المصريين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى، بواقع 27 مليون مستخدم للإنترنت، منهم 23 مليون شخص يستخدمون الهواتف المحمولة للدخول إلى شبكات الإنترنت.
 
وبحسب الإحصاءات تحتل مصر المركز 18 فى ترتيب عدد مستخدمى المواقع الإباحية فى العالم، وهو ما يجعلها تتصدر الدول العربية جميعها، حيث استحوذت على 2 % من الزيارات لأحد أكبر المواقع الجنسية، فيما جاءت الولايات المتحدة الأمريكية، فى المركز الأول بنسبة 38 %، وجاءت بعدها المملكة المتحدة بنسبة 14 %.
 
وأظهر مسح جديد لمستخدمى الإنترنت أن الأشخاص المفرطين فى استخدامه هم الأكثر عرضةً للأمراض النفسية، وبخاصة فى فئة المراهقين والطلاب الجامعيين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق