"مصر تستطيع".. علماؤنا فى الخارج..شكرا وزيرة الهجرة

الأحد، 04 مارس 2018 02:11 م
"مصر تستطيع"..  علماؤنا فى الخارج..شكرا وزيرة الهجرة
عادل السنهورى يكتب:

فى السنوات الماضية من بعد السبعينيات. كانت هناك دعوات كثيرة لعلماء وخبراء مصر  فى الخارج  للحضور الى القاهرة  لبحث كيفية الاستفادة من خبراتهم فى المجالات التى تحتاج مصر فيها الى الخبرات فى معالجة مشكلاتها فى المياه والزراعة والصحة وغيرها.. كان العشرات من علماءنا وبدافع الحنين و.." حب الوطن فرض عليا" يتدافعون الى العودة الى أحضان الوطن وتلبية نداءه. كانت غالبية هذه المؤتمرات تبدأ بـ" زفة " ضخمة  ثم تنتهى الى لا شيئ ويأتى العالماء ثم يغادرون دون تحقيق شيئ على الأرض.

وأتذكر فى سنوات التسعينات عندما بشر النظام السياسى وقتها وهلل "لمصر سنة 2000"  للتحضير لمؤتمر كبير يحضره علماؤنا وخبراؤنا فى الخارج لوضع تصور وردى لمصر فى العام 2000 ، وانطلقت الأشعار والأغانى لمصر  فى هذا العام حتى تخيل الشعب المصرى الجميل أن هناك دولة أخرى متقدمة  ستحلق فى آفاق النمو  وسماء النعيم غير التى يعيشونها. وجاء العام الموعود وعقد مؤتمر مصر بعلماءها فى الخارج وأظن مكان الانعقاد كان فى جامعة الدول العربية..وانتظر الجميع النتائج والدولة الجديدة ولم يحدث شيئ. واصبحت مؤتمرات المصريين فى الخارج مجرد " شو اعلامى"  لا تعرف الدولة كيف تستغل هؤلاء العلماء ولا يدرى العلماء ماذا تريد مصر منهم..

لكن فى السنوات الأربع الأخيرة ومع ظهور وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج للتشكيل الوزارى فى مصر مرة أخرى بقيادة الوزيرة النشيطة الواعية السفيرة نبيلة مكرم، بدا أن عودة التفكير مرة أخرى لاستدعاء طيور مصر المهاجرة  وراءه ارادة سياسية للاستفادة الحقيقية من خبرات هؤلاء العلماء لصالح القضايا المصرية وخاصة فى المجالات التى تمثل تحديات حقيقية أمام الدولة المصرية فى مجالات ترشيد وتوظيف استخدام المياه والزراعة الحديثة والطاقة الجديدة.

وبدا أيضا للعلماء أن مصر جادة فى الاستفادة منهم للمساهمة فى حل مشكلاتها الاقتصادية. وانعقد المؤتمر الأول تحت شعار" مصر تستطيع" ثم المؤتمر الثانى  عن مصر تستطيع بالتاء المربوطة لسيدات مصر النابغات بالخارج.

النجاحات التى حققها المؤتمر الأول والخارج  ولقاء الرئيس السيسى بالنوابغ والنابغات بالخارج دفعت وزارة الهجرة الى تحويل المؤتمر الى الية انعقاد سنوية ليصبح المؤتمر سنويا بحضور نخبة العلماء المصريين.

وخلال الأسبوع الماضى وفى الفترة من 25 الى 26 فبراير  وفى مدينة الأقصر انعقد المؤتمر الثالث وكان لى شرف الحضور وسط 23 عالما مصريا متخصصا فى مجالات ادارة الموارد المائية والتنمية العمرانية الشاملة للريف المصرى وتكنولوجيا ادارة الموارد المائية.

وزارة الهجرة التى كان قد تم الغاءها منذ التسعينات ثم عادت مرة أخرى بعد 2013 نجحت بقيادة الوزيرة الدبلوماسية نبيلة مكرم فى وضع مؤتمرات المصريين بالخارج كأحد المحاور الاستراتيجية للوزارة لربط الطيور المهاجرة بالوطن الأم مصر، اضافة الى المحاور الأخرى المهمة.

ما رأيته وسمعته فى المؤتمر من خلال الجلسات الحوارية للعلماء يدعو للأمل فى الاستفادة من أفكار وخبرات وتطبيقات هؤلاء العلماء طالما أن هناك ارادة سياسية واضحة لاستيعاب تلك العقول وتطبيق أبحاثهم وتجاربهم على الأرض المصرية.. فلم تعد تلك المؤتمرات مظاهرات اعلامية لا تستفيد بها مصر .

أتمنى على الوزيرة نبيلة مكرم أن تتسع خارطة علماءنا فى الخارج فلدينا الألاف من هؤلاء المنتشرين فى كافة بقاع الأرض وفى شتى مجالات العلوم الحديثة وأن تشكل مجموعات متخصصة من هؤلاء العلماء بالتعاون مع الوزارات المعنية مثل الزراعة والرى والاسكان والكهرباء والانتاج الحربى لتنفيذ الأفكار والابحاث دون الانتظار للجان والدراسات للاسراع فى عملية التنمية وفقا لرؤية مصر الشاملة للعام 2030

تحية للوزيرة نبيلة مكرم على انعقاد المؤتمر للمرة الثالثة واختيارها مدينة الأقصر مكانا لانعقاده مما يدل على الذكاء السياسى أيضا لبعث رسالة ذات مغزى ومعنى للعالم بأن مصر الامنة يتصل تاريخها القديم بحاضرها المعاصر وعلومها وابتكارتها الفرعونية بأفكار وابحاث أبناءها فى القرن 21 .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة