محاكاة على مسرح الجريمة.. كيف يساهم التمييز بين الجرح والإصابة في الوصول للجاني؟ (صور)
السبت، 03 مارس 2018 03:00 م
يصعب الكشف عن الكثير من الجرائم بعد ارتكابها،لتشكل لغزا أمام رجال الأمن، رغم كون فك الطلاسم فيها يعتمد على «إصابة أو جرح»، الأمر الذى لا يحتاج سوى لإحالتها إلى الطب الشرعى الذى يقوم بالدور المنوط به فى الكشف عن الحقيقة.
فى التقرير التالى نرصد أنواع الجروح والاصابات ومنها الجروح الرضية أوالمتهتكة أو السحقية من حيث التقييم والمعاينة المعاينة الطبية للجروح والاصابات، من خلال محاضرة الدكتور جورج جمال وهيب، مدير إدارة الطب الشرعي بسوهاج، وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي بمعهد المحاماة بنقابة محامين قنا ضمن إعداد ورش عمل برنامج معاينة وفحص مسرح الجريمة.
يقول الدكتور جورح جمال وهيب، أن هناك عدة أنواع للجروح والاصابات تتمثل فى الجروح الرضية أوالمتهتكة أو السحقية حيث يعرف الجرح طبيا بأنه انقطاع استمرارية الجلد وغيره من انسجة الجسم نتيجة للتعرض لشده خارجية، وقد التزمت بعض التشريعات القانونية بهذا التعريف وبعضها حصرها بالجلد فقط، كما أن بعضها الاخر أضاف «أغشية الجسم الخارجية الى الجلد» وعرفتها بانها كل غشاء أمكن لمسه دون شق أي غشاء آخر، مثل الاغشية الداخلية للأنف والفم وقناة الشرج والمهبل.
ومن خلال التعريفين الآخيرين، أضاف «وهيب» أن كلمة الجرح لا تطلق على إصابات الاحشاء إذا بقي الجلد والاغشية الخارجية سليمة، وعليه يمكن القول بأن الجروح من أنواع الاصابات وليس العكس.
أولا : تقييم الجروح والاصابات:
يعتمد تقييم الجروح والإصابات اساسا على دراسة المشاهدات الحسية للحقائق العلمية التي يحددها الطبيب بالمعاينة الطبية والفحوصات المخبرية والشعاعية، وبالقدر الذي تدون فيه المشاهدات دقة وتفصيلا كلما كان التقييم أقرب للحقيقة، إذ أن الهدف من التقييم يتمثل في تحديد أمرين هامين :
أولهما : مدى تأثير هذه الاصابة على صحة الانسان وحياته .
ثانيهما : تحديد ظروفها سواء كانت جنائية أو عرضية أو انتحارية أو مفتعلة .
أما بالنسبة لتحديد مدى الإصابات والجروح على صحة الإنسان وحياته فإن ذلك يدلل
– من حيث طبيعة الاصابة أو الاصابات – على مدى ما يترتب عليها من تعطيل عن العمل أو تخلف عاهة دائمة ومدى خطورتها على الحياة بما يعبر عنه بالاصابة البسيطة أو الخطيرة أو القاتلة والتي يقابلها الى حد ما بما يعبر عنه الاطباء بالحالة العامة للمصاب «جيدة أو متوسطة أو سيئة»، إلا أنه يجب الآخذ بعين الاعتبار أن كون الحالة العامة سيئة أو متوسطة لا يعني بالضرورة أن تكون الاصابة قاتلة أو خطيرة لأن سوء الحالة أو خطورتها قد يكون لأسباب مرضية في حين تكون الاصابة بسيطة .
أما من حيث موقع الاصابة من الجسم ونوع الاداة أو السلاح الذي تسبب بها وعلاقة أي منهما أو كليهما بطبيعة الاصابة فان التقييم لاي منها أو جميعها يكون في محصلة علاقتها معا دون استثناء أو استبعاد لاي منها .
فقد تحدث الوفاة نتيجة اداة غير قاتلة أو نتيجة اصابة في موقع لا يعتبر مقتلا وبالمقابل فان الوفاة قد لا تحدث بالرغم من ان الاصابة من شأنها ان تؤدي في العادة الى الوفاة أوانها في موقع قاتل من الجسم ونتجت عن سلاح قاتل . وهذا بالطبع لا يغير أبدا من كون الاصابة قاتلة .
أما بالنسبة لتحديد ظروف الاصابات من خلال الإصابات والجروح ذاتها فإن وجود جروح تدل على المقاومة، كالجروح القطعية في اليد أو اليدين نتيجة القبض على نصل السلاح وتعدد الاصابات في الجسم بالاضافة الى موقعها بعيدا عن متنأول يد المصاب، يدلل على ان الاصابة جنائية، كما أن إنتفاء وجود أي اثار لعلامات قرب اطلاق النار ينفي ان يكون الاطلاق انتحاريا أو عرضيا من نفس المصاب أو الامتوفي .
أما في حالات ذبح العنق، فإن مستوى الجرح في الجلد وما تحته من الانسجة بالاضافة الى وجود جروح ترددية عند بداية القوة المستعملة أو علامات مقاومة أو عدم وجودها .. الخ ، يساعد في بيان ما اذا كان الذبح جنائيا أو انتحاريا الى غير ذلك من الامثلة .
ثانيا : المعاينة الطبية للجروح والاصابات :
من كل ما تقدم ، نجد ان مهمة الطبيب تتجه الى تحديد الامور التالية أثناء المعاينة الطبية للاصابات وفي كتابة التقرير عنها :
مواصفات الاصابة : وتشمل بيان نوعها وعددها وشكل وابعاد وموقع كل منها ، وما علق بها من الاداة أو السلاح المستعمل .
1- اتجاه الاصابة في الجسم واتجاه القوة المستعملة ومداها .
2- عمر الاصابات مع مقارنته بتاريخ ووقت الحادث أو الاعتداء .
3- مواصفات الاداة أو السلاح المستعمل .
4- المضاعفات المتوقعة للاصابات .
5- المدة اللازمة للشفاء والمدة اللازمة لتعطيل المصاب عن عمله .
6- امكانية تخلف عاهة دائمة .
7- مدى تأثير الاصابات على الحالة الصحية للمصاب أو حياته .
8- في حالات الوفاة : هل وقعت الاصابات قبل الوفاة أو بعدها .
9- هل تدخلت اسباب اخرى ادت الى الايذاء أو القتل .
10- هل هناك اكثر من متسبب في الايذاء أو القتل .
محاكاة على المسرح
وفى السياق ذاته، قدم الجهاز المعاون للخبراء بإدارة محمد لطفي خليفة محاكاة عملية لمسرح جريمة مغلق داخل حرم النقابة يحوي عددا من الآثار المادية والآثار البيولوجية التي يمكن من خلالها نقل صورة عملية لما يحدث في الواقع العملي أمام الدارسين من معهد المحاماة.
وأكد موسى الصافي آمين صندوق النقابة أن الجمعية قدمت معلومات علمية وفنية بأساليب تعليمية فاعلة، استطاعت من خلالها تحقيق أقصى استفادة لطلاب معهد المحاماه والمساهمة في تتمية قدراتهم ،لتحقيق انجازات حقيقة في مهنة المحاماه التي هي شرف لمنتسبيها.