حركة الشباب الصومالية.. تحولات خطيرة في منهجية العمليات الإرهابية

الجمعة، 02 مارس 2018 09:00 ص
حركة الشباب الصومالية.. تحولات خطيرة في منهجية العمليات الإرهابية
عمليه انتحاريه في الصومال
محمد الشرقاوي

في 22 فبراير الماضي، شنت حركة الشباب الصومالية، القريبة من تنظيم القاعدة الإرهابي، عدة هجمات انتحارية على مواقع أمنية في العاصمة مقديشيو، أسفرت عن مقتل 45 بين مدني وعسكري وإصابة 36 آخرين.  

وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن الهجمات في بيان رسمي بثته إذاعة الأندلس –ذراعها الإعلامي-، قال إن من أسمّتهم بـ "الاستشهاديين" شنوا هجمات على مواقع  أمنية مهمة، مضيفة أن المقاتلين انتشروا في المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي عقب الهجوم.

الهجمات الانتحارية في الصومال شهدت تطورًا جذريًا في نوعية العمليات، واستخدمت الحركة سيارات مفخخة، وهو ما اعتبره المراقبون تطورًا نوعيًا.

انفجار مقديشيو
 
مركز المستقبل للدراسات البحثية، قال في عرض بحثي بعنوان: "تنافس محتمل: هل أجرت حركة "الشباب" الصومالية تغييرات في توجهاتها؟"، إن الحركة اتجهت إلى تصعيد العمليات في الفترة الأخيرة، بشكل أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص، سواء من المدنيين أو العسكريين.

ووأوضح العرض أن الحركة بدأت في توسيع نطاق استخدامها للسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية في تنفيذ تلك الهجمات، ما يزيد التحديات أمام الحكومة الصومالية، في ظل حالة عدم الاستقرار التي تواجهها الصومال، على المستويين الأمني والسياسي.

التطور النوعي في الحركة القاعدية، بدأ منذ أكثر من عام، بحسب المركز، وهو ما تمثل في اهتمامها بعمليات نوعية تهدف إلى إسقاط أكبر عدد من الضحايا، بغض النظر عن كونهم مدنيين أو عسكريين، وذلك عبر عدة ملامح أولها "الاتجاه نحو الداخل".

الحركة قبل عامين كانت تعمل على توسيع العمليات الإرهابية خارج الحدود الصومالية، خاصة كينيا، وكان أبرز تلك العمليات في جامعة "غاريسيا" في مايو 2015، وقبلها الهجوم على مركز التسوق التجاري "ويستغيت" بالعاصمة نيروبي، في أكتوبر 2013، لكنها في العامين الماضيين حجمت تحركاتها، ما يعنى أنها تتعرض لضغوط إقليمية دفعتها إلى ذلك.

 
من بين المؤشرات التي أكدت تطور العمليات النوعية " استهداف المدنيين"، يقول المركز إن الحركة حرصت في الفترة الماضية على تركيز عملياتها الإرهابية ضد قوات الأمن والجيش، إلا أنها بدأت مؤخرًا في توسيع نطاق الأهداف التي يمكن أن تنفذ هذه العمليات ضدها، حتى لو كانت أهدافًا مدنية، وهو ما انعكس في الهجوم الذي نفذه أحد عناصرها باستخدام سيارة ملغومة داخل أحد الشوارع المزدحمة بالمواطنين بالعاصمة مقديشيو، في 17 مارس 2017، على نحو أسفر عن مقتل 15 مدنيًا على الأقل وإصابة 17 آخرين، وذلك قبل أن تسيطر على مدينة عليبور الاستراتيجية وسط الصومال عقب انسحاب القوات الإثيوبية التي كانت تعمل ضمن قوات حفظ السلام الإفريقية منها في 3 إبريل من العام نفسه.
 
5201420174310

بحسب المركز، فإن أبرز تلك المؤشرات " تبني توجهات داعش"، وذلك رغم كون الحركة لا تتبع تنظيم "الدولة"، لكنها بدأت بالفعل تتجه نحو تبني الفكر التكفيري، وهو ما أدى إلى انشقاق بعض المجموعات والقيادات عنها، مثل مختار ربو الذي يلقب بـ"أبو منصور"، والذي سلم نفسه مع بعض أنصاره إلى الحكومة الصومالية، في أغسطس 2017.

المركز البحثي فسر التحول الجديد للحركة في ضوء اعتبارات عديدة، يتمثل أبرزها في: "توجيه تهديدات لأطراف أخرى" خاصة الجماعات الإرهابية الأخرى الموجودة على الساحة، ودفعها إما إلى حل نفسها أو الاندماج داخل الحركة، فضلاً عن تعزيز قدرة الأخيرة على تجنيد مزيد من العناصر التي تتبنى توجهاتها.

كذلك عرقلة سياسات الحكومة، خاصة بعد أن منحت الأخيرة الأولوية لمحاربة الإرهاب، وبدأت في رفع مستوى التنسيق الأمني مع العديد من دول الجوار وبعض القوى الإقليمية المعنية بالحرب ضد الإرهاب، بما يعني أن تعمد الحركة تصعيد عملياتها في هذا التوقيت يهدف إلى إرباك خطط الحكومة واستنزاف جهودها في التعامل مع تداعيات العمليات الإرهابية المتواصلة التي تقوم الحركة بتنفيذها.

وانتهى المركز إلى احتمالية تحول الصومال إلى ساحة تنافس بين الحركة "القاعدية" والمجموعة "الداعشية" خلال المرحلة القادمة، خاصة في ظل تطلع تنظيم "داعش" إلى البحث عن بؤر جديدة يستطيع تكريس نفوذه فيها بعد خروجه من معظم المناطق التي كان يسيطر عليها في الأعوام الأربعة الماضية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق