"حسنة إبليس" تلقى مصير "شيخ جاكسون" .. قصة صدام مسرحية جديدة مع الرقابة

الخميس، 01 مارس 2018 12:00 م
"حسنة إبليس" تلقى مصير "شيخ جاكسون" .. قصة صدام مسرحية جديدة مع الرقابة
جانب من المسرحية
علاء رضوان

 

قامت الدنيا ويبدو أنها لن تقعد بسبب مسرحية «حسنة إبليس» للمخرج محمد كارم، التى طرحها مؤخراَ على مسرح رومانس بعد أن أثارت ضجة كبيرة، بسبب عنوان المسرحية «حسنة إبليس»، ما أدى إلى صنع عدد من الأزمات مع هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، ومكتب مدير المسرحيات، وكذلك مؤسسة الأزهر، على غرار أزمة «شيخ جاكسون» للممثل أحمد الفيشاوى.   

2017_12_8_2_12_12_84

 بلاغات بسبب العنوان

حزمة من البلاغات والشكاوى التى قدمت فى محاولة لمنع ووقف مسرحية «حسنة إبليس» من العرض، بإعتبار أنه ليس لإبليس «حسنة»، الأمر الذى أدى أيضاَ إلى تدخل عدد من الأزاهرة والسلفيين لشن هجوم على المسرحية والقائمين عليها، وطالبوا بوقفها لإساءتها وإزدرائها للدين وللدعوة والدعاة، ومن هنا كانت مطالبتهم بوقف عرض المسرحية خاصة أن الرقابة اعترضت على اسمه.

هل لإبليس حسنة؟

شيوخ أزهريون انتقدوا المسرحية بشكل قوى وعنيف وطالبوا بوقف عرضها فورًا، بل اعتبروا أن المسرح يسلط الضوء على الدين، وبشكل مثير للتهكم والسخرية، وأن هذه المسرحيات تدخل ضمن إطار حملات التشوية ضد الديانات السماوية. بل وصلت الاتهامات للمسرحية لأبعد من ذلك بأن الهدف منها إفساد المجتمع وطالب بعضهم بمشروع قانون لتجريم إهانة الديانات السماوية فى الأعمال الفنية والدرامية. 

 
27867210_10159955353200608_2244573597760687025_n
 

بداية الأزمة

الشاب محمد كارم، مخرج المسرحية، روى تفاصيل الأزمات التى مرت بها مسرحية «حسنة إبليس»، بقوله: « البداية كانت في منتصف شهر سبتمبر حينما توجهت إلى هيئة الرقابة على المصنفات الفنية حاملا نصي الأول المسرحي بعنوان (حسنة إبليس) طارقا باب القانون حتي يتسني لي عرض النص المسرحي بشكل قانوني في كافة المسارح الخاصة والمستقلة، وحينما كنت اقدم النص لاحظت امتعاض الموظفين بقسم المسرحيات من الاسم وباغتوني باستنكار عن الاسم دون قراءة النص مستنكرين العنوان بجملة «وهو ابليس له حسنة» فكنت اهدئ من روعهم، بأن يقوموا بقراءة النص قبل الاعتراض الغير مبرر، ومرت المدة المقررة لسؤالي عن ترخيص النص إلا أنني فوجئت وبعد شهر من المدة أنهم رفضوا انهاء التصريح بحجة أن اللجنة معترضة على الاسم وعلى بعض الجمل داخل النص». 

download
 

وأضاف «كارم» فى تصريح لـ«صوت الأمة»: «ساعتها ناقشت بعضهم أني لم أجعل لابليس أي حسنة داخل النص وأنما العنوان فقط رمز لوجود حسنة لبطل الرواية، والسبب فيها هو إبليس نفسه بجانب أن الدراما تدور حول أن بكل منا جزء من إبليس وأن الحسنة الوحيدة قد تغير كل الأمور رأسا على عقب، ولم أدعي أن هناك حسنة لإبليس وأن كنت لا انكر حسنة لابليس وهو أمر لا يستطيع جزمه أيا من الشرائع السماوية الثلاثة ولم تذكر وجود حسنة من عدمه».  

الإستجابة للتعديلات دون العنوان

وتابع: «المهم قمت بالتعديلات المطلوبة رافضا تغيير الإسم إلا إذا كان هناك مانع قانوني أو ديني أو أدبي يمنع اسم حسنة إبليس وتمر الشهور وكل شهر أقوم بزيارة الرقابة بعد ما قمت بعمل التعديلات النصية المطلوبة وكل مرة لا أجد اللجنة مجتمعة ويعطوني عشرات المواعيد، ولا اجد اللجنة أبدا مجتمعة للمناقشة، وحينما وجدت فريقي (ولاد حرام) قد بدأ الملل يتسللهم من عدم عرض المسرحية بعد إنهاء التدريبات عشرات المرات لم يكن بوسعي إلا أن أقوم بالعرض على مسرح (الجزويت) الذي لا يشترط وجود تصريح رقابي وقمت بعرض ليلتين صاحبهما نجاح ساحق بلافتة كامل العدد ،وكتبت الصحف عن العرض وأشادت به واتجهت بعدها إلى مسرح (رومانس) الذي اقتنع بعرض المسرحية، نظرا لما تقدمه من رسالة جميلة وطرح جديد لم يتناوله احد بعد، واقنعتهم أني تقدمت للرقابة واني امتلك ما يثبت تقديمي النص ولكن التصريح لم يكتمل بعد فوافقوا . 

 

28379322_185024538929619_5145550192172535413_n
 

إدارة المسرحيات تتدخل

واستطرد: «قمت بالذهاب إلى سيف العجيزي مدير إدارة المسرحيات شاكيا له موقفي المتجمد، لم آخد تصريحا ولم احصل حتى على ورقة قانونية، برفض النص إلا انه قد قام بتحديد موعد هو الآخر، ولم يفي به وكان هذا الموعد هو صبيحة يوم عرض المسرحية على مسرح رومانس، وفوجئت قبل عرض المسرحية بساعتين بمدير مكتب سيف العجيزي الذي كنت عنده قبل ساعات وهو الذي ابلغني أن الأخير غير موجود وانه في اجتماع بمكتب الوزير هو نفس الشخص الذي أتى إلى المسرح قبل عرض المسرحية بساعتين ويدعي أسامة وهو كبير مفتشي مكتب مدير المسرحيات، وأبلغني بأنه لابد أن أوقف عرض المسرحية وابلغته أنني لن استطيع إيقاف العرض فقرر وقتها أن يقوم بعمل محضر لي وللمسرح طومان باي الجمسي المعد المسرحي للفريق خاصة وأنه هو من قام بوضع الاسم المناسب للنص خاصتي وهو «حسنة إبليس». 

الأزهر والكنيسة

وأضاف : «عرضنا المسرحية وأتينا سيف العجيزي يوم الأحد الذي يليه للمناقشة بخصوص المحضر المحرر وكالعادة دون قراءة للنص هاجم الاسم بالجملة المعتادة (وهل لأبليس حسنة) وناقشنا معه الأمر مرة ثانية، وعرضنا عليه أننا حاولنا مرارا وتكرارا مناقشة اللجنة التي لا تجتمع أبدا في يوم واحد وهو أمر لم افهمه خاصة وأنهم موظفين ومن الطبيعي تواجدهم بالمصلحة، ولوح سيف العجيزي أنه يهددنا بإحالة النص إلى الأزهر، وهو الأمر الذي استنكرته خاصة وأن النص لم يتطرق لأي أمر ديني أو عقائدي ولم يطرح حتى لابليس حسنة تخصه وسألته ساعتها هل حينما أطلقنا على ثورة 2011 ثورة يناير هل يناير هو الذي قام بها أم انها مجرد تمييز للثورة أنها اشتعلت في شهر يناير وشرحت له هكذا الأمر هي حسنة قام بفعلها شخص عادي ولكنها كان لها علاقة بالشيطان أو الفعل السيء الذي يخص إبليس».  

5519584781481462178
 

 وأوضح :«سألناه سؤالا مباشرا نريد أم تصريحا أو رفضا صريحا بالأسباب القانونية التي ادعي بعض موظفيه أنها أرسلت لي وبالطبع لم يرسل لي أي شيء وعنواني واضح في أوراق التقديم ولم يسع سيف العجيزي إلا أنه قام بتأجيل الأمر بحجة أنه سوف يجمعني مع اللجنة التي اعترضت على الأسم وذلك يوم الخميس الموافق 1 مارس 2018 وأكد وقتها طومان باي الجمسي أننا مستعدون لمناقشة الأزهر ومنظمة المؤتمر الإسلامي والكنيسة وكل المؤسسات الثقافية والدينية وكل من يهتم بالأمر، وأكد أننا مصرون على سطوع النص المسرحي باسمه الذي ولدت به وهو "حسنة إبليس" واستطرد حديثه كيف لكم تقومون بمنع مسرحية تطرح المسكوت عنه من مشاكل أسرية واجتماعية تخص الجيل الحالي، وتصرحون بالتعرى في شهر رمضان من خلال مسلسلات خلت حتى من القيمة ومناصرة الأخلاق مثلما تفعل مسرحية "حسنة إبليس".

 

28167293_185024448929628_3643465837606837961_n
 

 

28167328_10160032123940608_6776174964749973387_n

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة