"كورس المقبلين على الطلاق".. المطلقات ليسوا "رجسٌ" من عمل الشيطان
الأربعاء، 28 فبراير 2018 07:00 صسلمى إسماعيل
«المطلقة رجسٌ من عمل الشيطان فاأجتنبوه»... هكذا أعلن عضو اللجنة التعليمية بالمجلس القومى للمرأة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عن" كورس المقبلين على الطلاق"، حرصًا على تجنب نظرات المجتمع الدونية إلى المرأة المطلقة، وإعادة تأهيلها لخوض المعارك الحياتية اليومية بكامل طاقتها وقوتها.
وتشير الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي لتعبئة والإحصاء لعام 2017 إلى أن عدد المطلقين فى مصر بلغ 710 آلاف و850 نسمة، وتزيد نسبة الإناث المطلقات بنسبة 64.9% عن الذكور بـ35.1%، وترتفع معدلات الطلاق في الحضر إلى 60.7% مقارنة بنسبة الريف التى تصل إلى 39.3%، ووفقًا لتقرير الصادر عن الأمم المتحدة فإن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميًا في أرتفاع نسبة الطلاق.
طلاق سعيد
«الحمد الله على نعمة الإسلام.. والحمد الله كثيرًا على نعمة الطلاق» هكذا أشار الكاتب الروائي وليد خيري عضو لجنة التعليم بالمجلس القومى للمرأة، إلى احتياج الزوجين إلى المعلومات الكافية في حالة الإقبال على الطلاق، قائلًا": إن استحالة التأقلم والتعايش بين الزوجين، والوصول إلى طريق مسدود، وإختفاء وسائل التواصل بينهم، وإنعدام العلاقة السوية بينهم، بالضرورة تتبع تلك الأسباب التفكير في الإنفصال ولكن بعض الزوجات لا يمتلكن القدرة على التعامل مع فكرة الطلاق".
وأوضح"عضو اللجنة التعليمية بالمجلس القومي للمرأة" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" إن المرأة هي الأكثر تأثرًا بعملية الطلاق، حيث إنها الأكثر عاطفة من الرجل، لذلك أوضعت المرأة المطلقة على رأس أولويات المجتمع، مشيرًا إلى أن المرأة بإستطاعها أن تتجاوز أى ناكسة إنسانية وقعت فيها، وتستطيع أن بتدأ حياة جديدة بعد الطلاق، ذلك لأن نفس الشخص الذي هدم حياة المرأة يستطيع أن يكون هو نفس الشخص الداعم لنجاحها.
وتابع "وليد" أن المجتمع المصرى بالطبع مُتحرش، وينظر إلى المرأة نظرة دونية، وبالتالي المرأة المطلقة تكون أكثر تعرضًا إلى دونية هذا المجتمع ليس فقط على نطاق دائرة المعارف والعمل بل أيضًا داخل حيز الأسرة، حيث ينظر الأب والأخ والأم إلى المطلقة إلى المطلقات وكأنهن رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه"، لافتًا إلى أن الأمثال الشعبية لم ترحم المطلقات من الإبتذال الدوني لها، فقد نجد البعض يتسال عن سبب حزن إمراة بتشبيها بالمطلقة على سبيل المثال "مالك قاعدة زى المطلقة ليه؟".
واختتم " خيري" قوله إن الطلاق عبارة عن تجربة مشابهة لتجارب العمل، حيث نخوض العديد من التجارب العملية ونفشل فيها، وهذا لا يعني إننا قد فشلنا في حياتنا بل يضيف إلى سيرتنا الذاتية الخبرة في مجالات العمل المختلفة، وبالمثل فإن الطلاق خبرة إنسانية جديدة تضاف إليهن في سيرتهن الحياتية، وبالتالي لابد من إزدياد المرأة المطلقة عزيمة على التعامل مع الحياة ومواجهة المجتمع، ولابد من إيمانهن بقوتهن، وذلك لأن هزائم الحظ انتصار إلى المرأة، فقد كان الطلاق هزيمة مثل هزائم الأمم، حيث قامت اليابان عقب خسارة الحرب العالمية الثاينة، وبالتالي فإن كورس المُقبلين على الطلاق هو أحد أنواع الدعم المعنوي الذي يوجه المرأة لكيفية التعامل مع ذاتها وأولادها بعد الإنفصال،نافيًا تشجيع الكورس على الطلاق ولكن ضرورة الوعى بنعمة الطلاق.
كيف تواجهين المجتمع؟
«المرأة هى فاعل ذاتها».. هكذا أوضح الدكتور علي الجبالى رئيس قسم علم الإجتماع جامعة الإسكندرية، قائلًا إن المرأة المصرية بطبيعتها قاهرة لا تقبل الهزيمة وتأبئ دائمًا العيش في دور الضحية، لذلك فإن المرأة المطلقة لابد أن تكون أكثرعزمًا وإصرارًا على مواجهة المجتمع المصري، ونظراته الدونية لها، فهن بإستطاعهن تغير تلك الأنظار بأنفسهم، والدليل على ذلك قول الله تعالى": إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
وأكد" رئيس قسم علم الإجتماع " في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" على ضرورة سعى المطلقات لإثبات ذاتهن أمام المجتمع المصري، بإعلاء أصواتهن، وإثبات نجاحهن على المستوى العملى، والأسري أيضًا من خلال تربية أطفال أسوياء نفسيًا وإجتماعيًا، مشيرًا إلى أن مشاركة المرأة في صناعة القرارات الدولية من مشاركتها في الـأحزاب السياسية، ومشاركتها في تنمية المجتمع خلال الجمعيات الأهلية كل هذا يدعم موقفها أمام النظرة الذكورية للمجتمع المصري، فلابد من أن تكون المرأة المطقلة الفاعل وليس المفعول.
لماذا كتُب عليهن النجاح؟
«النجاح صفة المطلقات». بهذه الكلمات أوضح الدكتور أحمد عبد الله استشاري علم نفس السبب وراء رغبة المرأة في النجاح عقب الإنفصال عن شريك حياتها قائلًا": إن الطلاق يتسبب في فراغ نفسي وداخلى في ذات المرأة وفي الوقت ذاته لم تتمكن من تعويض هذا الفراغ مع شريك لحياتها أخر فتلجئ إلى العمل في عدة مهام قد تكون أسرية فتهتم بتربية أبنائها وتكون لهم الأم والأب في آن واحد، أو تسعى إلى النجاح في الحياة المهنية".
وأكد"عبد الله" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" إن الطلاق يعتبر صدمة نفسية إلى المرأة حتى لو كانت على استعداد لهذه الخطوة، لانها فاجاة تجد نفسها أمام مسؤولية مجتمعية وتربوية تحملها على عاتقها بمفردها، مشيرًا إلى أن بعضهن يستطيعن تجاوز تلك الصدمة بالنجاح في عدة مجالات والبعض الأخر يلجئ إلى طلب التدخل الطبى ومراكز التأهيل النفسي للمرور من هذه الأزمة.