بين أحزان الكنائس وصمت المساجد.. هكذا يعربد اليهود في القدس
الثلاثاء، 27 فبراير 2018 12:00 م
بعد 3 أشهر من القرار المأسوي الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبار المدينة عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، ما زالت الأمور تتصاعد في مدينة السلام، وما زال الاحتلال يفرض هيمنته.
الاحتلال الذي يخطط للاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة في ذكرى النكبة في مايو المقبل، يعمل بكل الأشكال على تهويد المدينة المقدسة، وفرض هيمنته عليها من خلال مضايقة المسلمين والمسيحيين.
سنأخذك في جولة بين السطور لترى ما يحدث في المدينة المقدسة، فربما لن يسمح لك الاحتلال أن تراها وتكتشف ما يحدث بها.
دموع الكنائس القديمة
ما إن مررت في شوارع وطرقات البلدة القديمة في القدس، لوجدت مسحة حزن على جدران الكنائس القديمة والتاريخية، ستجد كنيسة الروم الأرثوذكس وقد أغلقت وتمت مصادرتها من قبل الاحتلال، لعدم قدرتها على دفع الجزية، والتي يقول الاحتلال إلى تصل إلى 3 مليون شيكل إسرائيلي في صورة ضرائب الأملاك.
ستجد عيسى مصلح، الناطق باسم بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، يبكي ويقول إن: الاحتلال حجزت على الأملاك والحسابات البنكية للبطريركية بحجة ضرائب الأملاك"، ستجده يقول: "إن الإجراء الإسرائيلي يخالف الوضع القائم منذ مئات السنين في المدينة المقدسة، حيث إن الكنائس تُعفى من ضرائب الأملاك".
اترك بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، وتوجه صوب كنيسة القيامة، ستجد دموع المصليين تزف على أبوابها العتيقة، لعلها تفتح أمامهم ليصلوا في مكان من أكثر الأماكن قدسية عند المسيحيين.
وستجد حارس مفتاح الكنيسة "أديب جودة الحسيني" ليخبرك بأن غلق الكنيسة جاء تطبيقًا لقرار الطوائف الثلاثة في القدس "الروم واللاتين والأرمن" بإغلاق الكنيسة احتجاجًا على نية الاحتلال جباية الضرائب منها، وتعبيرًا عن رفضهم وعدم رضاهم عن هذا الإجراء.
ستجد أحد الكهنة ليخبرك أن الإغلاق سيستمر حتى عدول بلدية الأحتلال عن مطالبتها بالضرائب على أملاك وعقارات الكنيسة، وستجدهم يخبرونك أنهم لن يستقبلوا الحجاج المسيحيين من خارج البلاد حتى تنتهي هذه الأزمة.
مسحة حزن على المساجد
اترك الكنائس وتوجه شطر المساجد، اذهب إلى أعرقها وأقدمها، اذهب إلى المسجد الأقصى المبارك الذي بارك الله حوله، إلى مسرى النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، ستجد وجوه غير الوجوه، ستجد طقوس تلمودية في ساحة حائط البراق، وستجد بكاء اصطناعية من أناس يطلقوا على الحائط "حائط المبكى".
اتركه وادخل من باب المغاربة ستجد من يمنعك ويخبرك أنه ليس من حقك أن تفعل هذا، فهناك العشرات من المستوطنين يقتحمون المسجد يوميا تحت حراسة قوات الاحتلال من أجل القيام بصلواتهم داخل باحاته المقدسة، وستجد اليوم الثلاثاء حراسة أكثر تشديدا بسبب أن هناك عضو في الكونجرس الأمريكي يرافقه مستوطنين داخل المسجد المبارك.