"اموت يا صاحبي وقوم خد مكاني".. محمد حمام صوت الغلابة الضائع وسط ضوضاء المدينة

الإثنين، 26 فبراير 2018 06:59 م
"اموت يا صاحبي وقوم خد مكاني".. محمد حمام صوت الغلابة الضائع وسط ضوضاء المدينة
محمد حمام
إيمان محجوب

صوتة كناي وقت العصاري، يغوص في أعماقك فترقص طربا وأنت تبكي، صوته صرخة جندي يواجه العدو بصدر عار لم يكسره الحصار، من منا لم يسمع "يا بيوت السويس يا بيوت مديني استشهد تحتك وتعيشي انت" إنه صوت من بلدي كما قدمه محمد الموجي في أول حفل له بعد الهزيمة.

 كان كالخضرة التي نبتت داخل شقوق الروح الشقيانة التي أتعبتها الهزيمة "فيغني أموت ويا صاحبي قوم خد مكاني دي بلدنا حلفه ما تعيش غير حرة"،  إنه محمد حمام ابن مدينة أسوان صاحب اللكنة البدوية الفلاحي الصعيدية، صوت الغلابة الذي اشتهرت أغانية عندما غناها محمد منير وشادية ولم يشتهر هو، فكان كالغريب الذي ضاع في المدينة في مثل هذا اليوم26 فبراير 2007.

 مات محمد حمام في مستشفي العجوزة العسكري بعدما امتنع عن الطعام والشراب والدواء ففاضت روحه إلي خالقها وبقت أغانيه، تحكي قصة أولاد الأرض وهي اسم الفرقة التي كونها مع الكابتن عزالي بعد النكسة.

 

 

اسمه الحقيقي "محمد سيد محمد إبراهيم " ولد في بحي بولاق بالقاهرة  عام 1935، وعاد طفلا إلى مسقط رأس أسرته "محافظة أسوان" ولكنهم ما لبثوا أن عادوا للقاهرة حيث درس بها إلى أن دخل كلية الفنون الجميلة، ولكنه بعد دخوله الكلية اعتقل في عام 1959 مع العديد من المثقفين المصريين والذين كان من بينهم الفنان التشكيلي والصحفي حسن فؤاد والذي كان سمعه قبلها يغني الأغاني النوبية بالكلية وقدمه الفنان حسن فؤاد للحياة الفنية بعد خروجهم من المعتقل.

 

تأخر ظهوره كمطرب بسبب دخوله المعتقل على فترات متباعدة وحين تخرجه من الكلية عام 1968 بدأ مشواره الغنائي في حفل بسينما قصر النيل وغنى وقتها أول أغانيه من كلمات صديقه الشاعر مجدي نجيب وألحان الموسيقار محمد الموجي. تميز صوت وطريقة أداء محمد حمام بحمل العديد من الثقافات المتداخلة فمن الممكن أن ترى في صوته الشكل الغنائي الصعيدي أو النوبي أو الأفريقي أو البدوي فكان تميز صوته وأدائه سببا هاما في التفاف الجمهور حوله وكان صوته مشاركا لكفاح الجيش المصري من خلال أغنياته والتي كانت أشهرها يا بيوت السويس.  

 

كان له دورا رياديا في التعريف بالفن المصري من خلال المهرجانات الدولية وتقديمه وسط الفنون التراثية في العالم وكان مسخرا ماله الذي يكتسبه من عمله كمهندس لخدمة فنه ومن أشهر اغانية والليلة يا سمرا وقولوا لعين الشمس ويامايا .

 

 

رحل في 26 فبرايرمن سنة 2007 وقد أمر المشير طنطاوى(وزير الدفاع المصري) وقتها بنقل جثمانه بطائره عسكريه وملفوف جثمانه بعلم مصر وكان في إستقبال الجثمان المستشار العسكري ومحافظ اسوان حيث أطلقت المدفعيه احدي وعشرون طلقه وعلق المحافظ قائلا ان حماسه وغناؤه مع فرقة السمسميه على الجبهة مع الفدائيين حتى كلل بالنصر ولا يقل عن أي جندى صوب مدفعه نحو العدو، وقد نعاه أيضا السيد رئيس الجمهورية وقد اذيع الخبر بالتلفزيون المصري ونكست الأعلام بمدينة السويس.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة