مصر بالألوان.. حكاية العباسية الصحراء المليئة بالحصى

لكل منطقة وحى أو ميدان فى نواحى المحروسة قصة مشبعة بالأحداث التاريخية والتغيرات على مدى العصور، وفى إطار اهتمامنا بتقديم حكاية كل منطقة نتحدث اليوم عن حى العباسية لنراه بصور مختلفة منها الملون ومنها من يكتفى بالأبيض والأسود.

 

فحى العباسية والذى نراه حاليا مليئا بالسكان والمنشئات الحيوية إذا رأيناه بالأبيض والأسود نجده صحراء كانت تحمل اسم صحراء الريدانية والتى شهدت العديد من الحروب ومنها الحرب الشهيرة بين طومان باى والسلطان سليم الأول العثماني والتي انتهت بهزيمة طومان باى وإعدامه شنقا علي باب زويلة، وكانت الصحراء مليئة بالحصى لذلك أطلقوا عليها قديما بـ "الحصوة" لكثرة الحصى والزلط فيها إلى أن أصدر الخديوى عباس حلمى الأول والذى تولى حكم البلاد بعد وفاة عمه إبراهيم باشا إبن محمد علي قرار عام 1265 م بإنشاء المبانى فيها ودعا كبار رجال الدولة والأمراء لإنشاء قصور ومبانى بها لتصبح منطقة سكنية للأثرياء وحملت المنطقة اسمه ليطلق عليها "العباسية". 

 

كما أنشأ الخديوى إسماعيل مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية والعديد من المنشئات والمبانى الحيوية، نظرا لهواءها النقى وجو هادئ للمرضى ثم احترقت واعاد بناؤها الخديوى توفيق، وعلى الرغم من أن حى العباسية يقطنه كبار رجال الدولة وأثرياءها إلا أنه بعد بناء مستشفى الأمراض العقلية بها اقترنت باسم العباسية مستشفى الأمراض العقلية وأطلقوا عليه "حى مستشفى المجاذيب" وهو ما جعل البعض يهرب من سكنه بهذه المنطقة إلا أنه مع مرور الزمن وانتشار المنشئات الحيوية بالعباسية والمصالح الحكومية وجامعة عين شمس أصبح الرابط بين المستشفى والحى تائه وسط المنشئات وازدحامها بالسكان لتصبح مسكن الطبقة المتوسطة وتعد حاليا من أشهر أحياء محافظة القاهرة.