كبسولة قانونية.. كيف تحل آثار الأسلحة النارية الألغاز بمسرح الجريمة؟

السبت، 24 فبراير 2018 06:00 م
كبسولة قانونية.. كيف تحل آثار الأسلحة النارية الألغاز بمسرح الجريمة؟
صورة أرشيفية
علاء رضوان

 

هناك العديد من الأمور يجب مراعاتها في الجرائم التي ترتكب باستخدام الأسلحة النارية للوصول إلى مسرح الجريمة بشكل سريع، حيث تبدأ بمراعاة  ضابط مسرح الجريمة كافة الأمور الفنية والقانونية الواجبة الإتباع للكشف على المكان، من حيث سرعة الانتقال والسيطرة ، وتحديد الآثار وترميزها وتصويرها ورفعها وتحريزها وإرسالها إلى المختبر لفحصها.

 كما أنه مطالب بالتحري عن إمكانية تحديد مسارات واتجاهات إطلاق النار، في حدود ما يمكن ما يتوفر لديه من معلومات، سنأتي على ذكرها بعد أن نبين الآثار المتوقعة في مسرح الجريمة في هذا النوع من الجرائم.

في هذا السياق، يقول اللواء فارس غبور، خبير الأدلة الجنائية، ورئيس مجلس إدارة ‏الجمعية المصرية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي‏، أن كافة الآثار المادية المعروفة لدى الخبراء يجب توقع وجودها كالآثار البيولوجية من دم ولعاب وعرق وشعر وافرازات الجسم المختلفة، والآثار الكيميائية، وآثار البصمات وآثار الأقدام، وإلى غير ذلك من الآثار .

وأضاف «غبور» فى تصريح لـ«صوت الأمة» أن ما نود الوقوف عنده هي الآثار الناتجة عن عملية إطلاق النار تحديداً التي تشمل:

1-سلاح الجريمة:

 

من المتوقع أن نجد السلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة في يد المتوفى في قضايا الانتحار أو الشروع فيه، كما نتوقع العثور عليه مع الجاني في حال ضبطه في مسرح الجريمة ،أو قيامه بتسليم نفسه للسلطات، وفي هذه الحالة التي يعثر فيها على السلاح في مسرح الجريمة فإنه يجب على ضابط مسرح الجريمة أن يهتم بهذا الدليل المادي الأساسي وأن يتخذ كافة الإجراءات الضرورية الأساسية المطلوبة عند احتواء أي اثر مادي، فضلا عن ذلك فإن عليه أن يحدد على وجه الدقة مكان العثور على السلاح وبعده أو قربه من الجثة وأن يضع في اعتباره حالات كثيراً ما تحدث وهي وضع السلاح في يد القتيل بعد قتله للإيهام بأنه قد قتل نفس.

كما أن على الخبير أن يتعامل مع هذا السلاح بحذر شديد ويفضل نقله في وعاء كرتوني كما هو للمختبر الجنائي ليتم فحصه حسب الأصول الفنية بحثاً عن بصمات يحملها السلاح أو الطلقات الحية المخزنة داخله دون أن يؤثر ذلك على مخلفات الإطلاق الأخرى مثل أملاح البارود وخلافها

.2-الأظرف الفارغة:

تختلف الأسلحة من حيث قذف الظرف الفارغ في مكان الإطلاق، فعلى الأغلب في جميع أنواع الأسلحة التي تستخدم المخزن «الباغة» كالمسدسات والبنادق يتوفر للسلاح قطعة تسمى قذاف الظروف « Ejector  تعمل على قذف الظرف الفارغ خارج السلاح إما يميناً و إما يساراً حسب مكان وجود فتحة القذف في السلاح.

أما المسدسات ذات الطاحونة ( Revolver فإنها تحتفظ بهذا الظرف داخل الطاحونة حتى تتم عملية الإطلاق وتفريغها يدويا، وغالباً ما تكون له خمسة أو ستة حجرات تتسع لخمسة أو ستة طلقات، وكذلك الأمر بالنسبة لبنادق الخرطوش ذات الطلقة الواحدة أو التي تحوى أكثر من سبطانة وتحشى كل ماسورة بطلقة فإنها أيضاً تحتفظ بالأظرف الفارغة بداخلها بخلاف البنادق الحديثة التي تتغذى من مخزن يعبا بأكثر من طلقة فان لها قذاف ظروف وهي تترك أظرفها على الأغلب في مسرح الجريمة

.3-رؤوس الطلقات والمقذوفات :

 

 نتيجة لعملية احتراق أملاح البارود في داخل الطلقة فإن الغازات الناتجة عن عملية الاحتراق تدفع المقذوف الناري الى الأمام عبر «سبطانة السلاح» حتى يصل إلى فوهة السلاح، وعندها تكون عملية الاحتراق قد اكتملت، وتولد عنها أكبر كمية من الغاز فيخرج المقذوف الناري بأقصى سرعة محدثاً اثاره، فعند اصطدامه بجسم صلب قد يتهشم ويغير مساره وعند اتجاهه للأعلى فانه يبقى صاعداً حتى يفقد كامل طاقته في أعلى نقطة يصل اليها ويبدأ رحلة العودة الى أسفل فيما يعرف بالمقذوف الناري في نهاية مشواره.

أما في الحالة التي يكون مطلق النار مصوباً على هدفه فإن اثار الإصابة تعتمد على طبيعة ومادة الهدف فإذا كان جسم إنسان أو حيوان فانه يدخل الجسم محدثاً فتحة دخول وهنا قد يستقر داخل الجسم وقد يخترق الجسم ويخرج منه حسب قوة ومكان الإصابة ومسافة الإطلاق ونوع السلاح المستعمل ونوع الذخيرة .

وأخيراَ أكد " غبور" أنه على ضابط مسرح الجريمة أن يتوقع مكان وجود رؤوس الطلقات في مسرح الجريمة، ففي الأماكن المغلقة في حالة عدم وجود فتحة خروج في النوافذ والأبواب، فإن على ضابط مسرح الجريمة أن يبحث عن المقذوفات النارية المطلقة ،والتي قد تكون مستقرة في أجساد الضحايا، وقد تكون مستقرة في الأثاث وأرضية الغرف والساحات الداخلية حسب مسارها، وفيما يتعلق بحبيبات الرش فإنها تنتشر بعد خروجها من فوهة السلاح بشكل مخروطي وتتباعد كلما زادت المسافة.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق