حرب الشاشه والبندقية
الجمعة، 16 فبراير 2018 05:04 م
دع سمائي فسمائي مُحرقهْ
دع قناتي فمياهي مُغرِقهْ
واحذر الأرض فأرضي صاعقه
هذه أرضي أنا وأبي ضحّى هنا
وأبي قال لنا مزقوا أعداءنا
وكأن هذه الكلمات التي كتبها الشاعر الكبير كمال عبد الحليم لسان حال الجيش المصرى في الملحمه البطوليه التي يسطرها بعرق الابطال البواسل ودماء الشهداء في العمليه الشامله سيناء 2018 ، تلك العملية التي تفاجئنا يوما بعد يوم بقدرات غير مسبوقه لجيشنا العظيم الذى لم يقتصر دوره الفدائي علي ميدان الشرف والنضال بل امتد للتعامل الاعلامي بشكل إحترافي يثبت أن القوات المسلحه تدرك كافه ابعاد الصراع سواء العسكرى او الاعلامي ، وانها تجيد استخدام الشاشه والمايك كما تجيد استخدام البندقيه والمدفع.
فالمتابع للاداء الاعلامي للقوات المسلحه في "سيناء 2018" يجد أنه علي مستوى كبير من الدقة والاحترافية ، سواء البيانات الاعلاميه المصوره التي تمدنا يوميا بالاخبار عن تطور العمليات العسكريه وما حققته من انجازات ، او المؤتمر الصحفي الرائع الذى اقامته القوات المسلحه بالامس الخميس في المركز الاعلامي للقوات المسلحه لشرح مزيد من التفاصيل عن العمليات ولدحر الشبهات والاكاذيب التي ترددها الابواق المأجوره التي تريد ان تنال من مصر وجيشها العظيم
وقد نجح المؤتمر في توضيح عدد من النقاط واجاب علي اسئله هامه بشأن العملية سيناء 2018 ، وليس بجديد على قواتنا المسلحة الرد الذكي وغير المباشر علي الاتهامات التي رددتها منظمة العفو الدولية (أمنستي) والتي اتهمت فيها الجيش المصري باستخدام قنابل عنقودية ضمن الحملة العسكرية الجارية في سيناء وقالت المنظمه أن تلك القنابل ظهرت علي متن الطائرات المصرية في البيان الثاني للقوات المسلحه الصادر في التاسع من فبراير الجارى وطالبت المنظمه الجيش بـالوقف الفوري عن استخدام هذه القنابل بدعوى ضررها علي المدنيين
وقد اكد الجيش المصرى في المؤتمر علي لسان العميد طيار علاء دواره أن القوات الجويه لا تعمل في المناطق السكنية وبالتالي فقد فقدت اتهامات امنستي اى اهمية لها
ايضا شهد المؤتمر شرحا لتشكيل قوات مكافحه الارهاب وطمأن المواطنين علي أن هناك تدابير لعدم عودة الخلايا الارهابية التكفيرية لسيناء بعد انتهاء العمليات
وخلاصه القول المؤتمر الصحفي للقوات المسلحه قد قطع السنه المدلسين وفي نفس الوقت حرص علي إيضاح كافه الحقائق للشعب المصرى لكي تكتمل الصوره لدى المواطن الذى يريد الاطمئنان علي بلده
وإن دل هذا المؤتمر علي شىء فهو يدل علي الادراك العميق للقوات المسلحه لكافه أدوات الصراع وقدرتها علي التعامل معها علي احسن وجه ، وإلمامها الشام بمصطلح الإعلام الأمني وكيفية الموازنة بين الامن الخارجي والداخلي وبين الإعلام ، فلم تحجب الرؤية لدواعي أمنية ولم تصرح لمصدر إعلامي يترجم الرسائل بشكل خاطئ ، بل اعتمدت كلياً على مركزها الإعلامي الذي ادار الأمر بحرفية نأمل أن تتبعها سائر المراكز الإعلامية لمؤسسات الدولة .