الاستقالة أو الإقالة .. هل يلحق "نتنياهو" بـ "زوما" في قضايا فساد ورشوة؟

يبدو أن بنيامين نتنياهو في طريقه للحاق بالرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما والذي اضطر إلي تقديم استقالته بعد الاتهامات التي طالته بالفساد، وهي نفس التهم التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بعد أن قامت الشرطة الإسرائيلية برفع مذكرة للنيابة العامة تتهمه بالفساد وطلب الرشوة والتربح من منصبه عقب الانتهاء من التحقيقات التي استمرت أكثر من عام، مطالبة في مذكرتها بتوجيه هذه الاتهامات له في إطار قضيتين جنائيتين.

وأعلنت الشرطة أنها توصي بمحاكمة نتنياهو موضحة أن لائحة الاتهام تشمل تلقي الرشوة وخيانة الأمانة، كما اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه تقدم بتشريعات منافية لمصالح الدولة، وهو ما سيضطر معه نتنياهو إلي تقديم استقالته بعد الضغوط التي سيتعرض لها من الكنيست الإسرائيلي ليلحق برئيس جنوب أفريقيا.

نتنياهو رد على هذه الاتهامات، حيث لم ينكر طلب الرشوة والحصول على هدايا ومنافع بمبالغ طائلة، كما أنه لم ينفي محاولته الدفع بتشريعات ومشاريع تجارية ووساطة مع الولايات المتحدة لمساعدة أحد أصدقائه من رجال الاعمال، مؤكدًا علي أن اتهامات الشرطة خالية من أي أساس، معتبرا أن المحققين يستهدفونه وعائلته من خلال ادعاءات كاذبة، وأن توصيات الشرطة ضده ستنتهي بلا نتيجة.

ومع تكهنات السياسيين باستقالة نتنياهو ، إلا أنهم يروا أن الأمر سيحتاج لعدة شهور خاصة وأنه لا يوجد في القانون الإسرائيلي ما يجبر نتنياهو علي تقديم استقالته، إلا انه سيكون مضطرا لمواجهة الضغوط السياسية عليه للقبول بانتخابات مبكرة.

الضغوط  التي يتعرض لها نتنياهو تتزامن مع شعوره بالخوف من مثوله أمام المحكمة وصدور حكم بإدانته، وبالتالي القضاء علي مستقبله السياسي، كما يتزامن ذلك مع دعوة النائبة في الكنيست من حزب "ميرتس" اليساري، تامار زاندبيرغ، لنتنياهو بالاستقالة من منصبه، كما تواكب ذلك أيضا مع ظهور استطلاع للرأي أجرته القناة الإسرائيلية العاشرة أكد أن نصف الإسرائيليين يؤيدون استقالة نتنياهو بعد توصية الشرطة للنيابة العامة باتهامه بالفساد.

وكشف الاستطلاع الجديد، أن 42% ممن شملهم الاستبيان يرون أن على نتنياهو استمرار العمل كرئيس للوزراء، فيما يعتقد 53% من الإسرائيليين أن الشرطة والجهاز السياسي لا يسعيان إلى "قلب نظام الحكم" من خلال تهم نتنياهو، وأنه عليه تقديم استقالته من منصبه.