بطلة مارثون مجدي يعقوب لـ"صوت الأمة": "هبقى دكتورة".. ووالدها:" نفسنا في سكن بالقاهرة" (صور)

لم تكن تعرف فتاة أسوان صاحبة البشرة السمراء التي تبلغ من العمر 9 سنوات أنها سوف تصبح بطلة مارثون جري لصالح مرضي القلب بين يوم وليلة، وسوف يتحقق حلمها الذي كان يلح عليها منذ سن الـ 6 سنوات بعدما أجبرتها ظروف معيشتها أن تقوم بيبع "مناديل" في أبو سمبل بأسوان، في ليلة وضحاها تبنت الدولة تعليم "مروة" من الألف الي الياء.

مروة حسن سالم الطالبة  بالصف الأول الابتدائي بمدرسة الكرور للتعليم المجتمعي بأسوان والفائزة بالمركز الأول بماراثون مجدي يعقوب، لصالح مرضى القلب بأسوان الذي أقيم الجمعة الماضية الموافق 2 فبراير بمشاركة 800 متسابق من مصروشاركت فيه عدة دول منهم لبنان وفلسطين والسعودية. 

قالت مروة لـ"صوت الأمة" إن حلمها أن تصبح دكتورة، جاء ذلك عقب تكريم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لها بالأمس، ووعدتها الوزارة بأنه سيتم توفير كافة سبل الرعاية لها لدعمها وتذليل كافة العقبات أمامها.

التقت "صوت الأمة" بالطالبة اليوم الثلاثاء هي ووالدها، وقالت في بداية حديثها إن حلمها الوحيد أن تصبح دكتورة، وأنها تسكن في منزل نظيف ومتكامل، وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم، استقبلتها أمس أفضل استقبال، وأشارت لـ"صوت الأمة" إلى أن حلمها أيضا أن تتلقي تعليم جيد خلال السنوات القادمة وأن تعوض ما فاتها حيث لم يتيح لها الفرصة أن تلتحق بالمدرسة في عمر الـ 6 سنوات مثل باقي الطلاب ولكنها إلتحقت بالتعليم المجتمعي في عمر الـ 9 سنوات.

قال والد الطالبة إن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بقيادة الدكتور طارق شوقي قد تكفلت بتعليمها وقالت الوزارة لها إنها متكفلة بجميع المصاريف بداية من الجنية حتى المليون جنيه، وأشار والد الطالبة إلى أن نادي طلائع الجيش قد تكفل بالطالبة رياضيا، وأشار "سالم" إلى أنه سوف يفعل كل ما فى وسعه حتي يتحقق حلم ابنته في أن تكون دكتورة.

أكد حسن سالم، أنه نادم جداً بسبب تسرب ابنته من التعليم في بداية عمرها التعليمي، وأن السبب في ذلك هي زوجته الثانية والتى قامت بتعذيبها وأجربتها على العمل في الشارع وبيع "المناديل" وأشار الى أن كل ذلك حدث وهو كان يعمل خارج المحافظة لمدة عاميين ونصف.

 

ناشد والد الطالبة المسئولين أيضا بتوفير سكن له لإقامته مع ابنته فى القاهرة، بعدما قام نادي طلائع الجيش بتبنيها رياضيا، وأشار إلى أنه يتوجه بالشكر لكل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على تبنيهم نماذج الطلاب المشرفة مثل مروة.

وكان قد كشف محمد العمدة مدير مرحلة التعليم المجتمعي بمديرية التربية والتعليم بأسوان، قصة الطالبة، قائلا إنها كانت تقوم ببيع المناديل على أرصفة "أبو سمبل" وقبل بداية الفصل الدراسي الأول قابلتها "سميرة فقير" رئيس قسم التعليم المجتمعي بالإدارة بالصدفة، وعرضت عليها أن تكف عن بيع المناديل وتبدأ حياتها العلمية من خلال التحاقها بالمدرسة.

وأشار العمدة إلى أنه على الفور، استجابت الطالبة وزوجة أبيها وذهبوا إلى الإدارة التعليمية ومعها شهادة الميلاد وكافة الأوراق الرسمية الخاصة بها وبالفعل قدمت بالصف الأول الابتدائي والتحقت بمدرسة الكرور الابتدائية للتعليم المجتمعي بعدما كانت متسربة من التعليم.

 وأشار العمدة لـ"صوت الأمة" إلى أن الطالبة كسرت كل الموانع التى كانت أمامها في تحدي صارخ، حيث في البداية تم منعها من المشاركة فى مارثون مجدي يعقوب بأسوان نظرا لأنها غير مشتركة في أى أندية ولكن قد فؤجي الجميع أن الطالبة حاولت بشدة الدخول وبالفعل خاضت المارثون وحصلت علي المركز الأول، مؤكدًا أن الطالبة متجاوبة بطريقة إيجابية مع التعليم المجتمعي والقراءة والكتابة والأنشطة.