جزيرة الزمالك.. من عشش للصيادين إلى حي لا يسكنه إلا الأثرياء (صور)
الثلاثاء، 13 فبراير 2018 08:00 مإسراء الشرباصى
لكل منطقة فى نواحى مصر المحروسة، صورة تحمل تاريخيًا بالأبيض والأسود، تطوى بين شوارعها أحداث وذكريات، إلى أن أصبحت بالشكل الذى نراه حاليا.
فإذا بحثنا عن حى الزمالك وهو من أرقى الأحياء فى مصر حاليًا نجده كان عبارة عن جزيرة طينية تطل على نهر النيل، كانت مليئة بعشش الصيادين الذين كانوا يخزنون أدوات الصيد فيها، ولهذا السبب سميت بجزيرة الزمالك، فالكلمة من أصل تركى ومعناها الأكواخ الخشبية أو العشش.
وظلت هذه الجزيرة ملجأ الصيادين والأسر الفقيرة الساكنة فى العشش والأكواخ الخشبية وسط الأراضى الطينية إلى أن حولها الخديوى إسماعيل رأسا على عقب لتسمي بعد ذلك الزمالك.
ويرجع تاريخ إطلاق عليها هذا الاسم إلى عهد الخديوى إسماعيل بعدما أحضر مهندسين من فرنسا وإيطاليا لتخطيط وبناء الحى بجانب "سراى الجزيرة" التى بناها على مساحة 60 فدان، وشهدت احتفالات قناة السويس عام 1869 كما شهدت أيضا أفراح أسرة الخديوى وأصبح الحى منافسا لحى جاردن سيتى، وأقبل على الإقامة به البكوات والهوان وكبار رجال الدولة، بعد أن كان يسكنها الصيادين ويتخذوها مكان لراحتهم من عملهم فى عشش وأكواخ خشبية.
ولم يقتصر الأمر على البكوات والعائلات الكبرى فقط، بل اتخذت العديد من السفارات مقرات لها فى حى الزمالك، لما له من مكان متميز يطل على نهر النيل من كل الجهات، وأطلق عليها فى فترة زمنية حى السفارات.
وانتعشت الجزيرة بعد ذلك بإنشاء عدد من الحدائق، منها الأندلس والزهرية والحرية، حيث أقيم أمام كوبري قصر النيل المعرض الصناعي الزراعي لأول مرة عام 1938، فزاد من تعمير الجزيرة وأقامت فيها وزارة المعارف أول حمام مُغطّى للسباحة، مع إنشاء النادي الأهلي، في حين أقام الملك فاروق استراحة له عند رأس الجزيرة الجنوبي، هى استراحة فاروق التي أصبحت مقرا لمجلس قيادة الثورة ثُم جاء بناء برج القاهرة ليصبح أكبر معلم من معالم جزيرة الزمالك