احتكار آيات القرآن
الأحد، 11 فبراير 2018 08:28 م
استطاع مَن يسمّونهم شيوخ الإسلام وعلماء الدين والأئمة إقناع الناس بواسطة أتباعهم المسترزقين منهم بأنَّهم الوحيدون القادرون على فهم القرآن وتفسيره لهم، مما يعني أن يحتكروا فهم مقاصد الآيات ليتوقف العقل عن التفكر والتدبر في آيات القرآن الكريم.
علمًا بأنَّ الله تعالى جعل التفكر في القرآن فريضة عين لأنَّ الله سبحانه يخاطب العقل الذي لديه القدرة على قياس الأمور ومعرفة الحق من الباطل حتى لا يستأثر بعضٌ من خلقة باختزال المعرفة وتعطيل الناس عن التفكر فيما خلق الله في كونه حين اعتمد المسلمون على مفاهيم دينية، مقتنعين بأفكار وتفاسير تصدَّر لهم من مختلف الأئمة والدعاة بالرغم من تباين المفاهيم بين العلماء أنفسهم وتناقض المصطلحات عندهم، وتعدد المرجعيات التي يتبعها كل منهم، التي مضت عليها القرون وأحاطت بها الشكوك والظنون، فلم ينصْ على اتباعهم كتاب الله وليسوا أنبياء أو مرسلين فكلنا مؤمنون بأنَّ محمدًا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين وأنزل الله معه النور الذي جاء به، القرآن الكريم، وأمر المسلمين باتباعه وهو الإمام الأوحد للمسلمين فلا نتبع غيره إماما.
ومرجعنا كتاب الله وآياته فقط فسيسأل الانسان يوم القيامة مايلى قوله تعالى (فاستمسك بالذى أوحي اليك انك على صراط مستقيم (43) وانه لذكر لك ولقومك وسوف توسألون) الزخرف (44). السؤال الاول سيتم سؤال الناس جميعا (هل استمسكنا بالقرآن واتبعنا تعاليمه). والسؤال الثانى قوله تعالى ( يوم تقلب وجوههم فى النار ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ) الاحزاب (33).
كما تبين الايات المذكورة سؤالين سيسأل الناس يوم القيامة هلأ اتبعنا القرآن، وسؤال هل أطعنا الله والرسول؟ فليس بينهم سؤال بشأن طاعة البخاري أو مسلم أو ابن تيمية أو ابن عبدالوها أو أي من الأساطير الشخصية الدينية سنسأل عنهم يوم القيامة.
فمن أراد النجاة من العقاب والعذاب عليه أن يتبع أوامر الله فى قرآنه ويتبع رسوله فيما بلغه للناس من آيات كريمة.
كاتب ومفكر، الإمارات العربية المتحدة.