هل حان وقت زواج الطب بالهندسة
الخميس، 08 فبراير 2018 03:42 م
مما لا شك فيه أن الطب على المستوى العالمي يحبو خطواته الأولى مقارنة بالهندسة. و إذا قلنا أن الحروف الأبجدية من الألف إلى الياء فإن الهندسة وصلت إلى حرف الطاء مثلا. بينما الطب لايزال فى حرف الباء أو الجيم على أحسن التقديرات.
فالمتأمل لتاريخ الهندسة على مستوي العالم سيجد أن إكتشاف الهندسة الجينية مثلا للضوء يرجع للقرن السابع عشر، و إكتشاف الهندسة الجينية لعلم الكهرباء يرجع إلى بداية القرن التاسع عشر. و بطبيعة الحال قد يسأل سائل و ما علاقة الجينات بالهندسة. فنقول أن الجينات هي ببساطة أصغر مركبات لشئ ما مثل الخلية البشرية و التى لا يوجد مركبات أصغر منها. و هي فكرة عامة و بسيطة يرجع أصلها إلى الأرقام الأولية (Prime numbers) التى يتكون منها أى عدد فى الكون. تماما مثل إكتشاف نيوتن بأن الضوء هو مزيج من سبع ألوان لا يمكن تكسيرها إلى مركبات لونية أخرى.
ومع بدايات القرن التاسع عشر إكتشف العلماء الفرنسيون الأفذاذ لابلاس و فورير أن كل الدوال (جمع دالة) الهندسية ما هي إلا توليفة معينة من دوال أصغر و هي الدوال المثلثية. و على ضوء هذا الإكتشاف التاريخي تم التوصل إلى أن الكهرباء التى نرى تأثيرها و لم نرها مطلقا هى الأخرى مكونة من وحدات أصغر لا يمكن تكسيرها.
ومن المعلوم أن ثلاث علماء فى أربعينيات القرن العشرين أكتشفوا الجينات المكونة لخلايا الإنسان و كانت ثورة علمية حصلوا بها على جائزة نوبل. و من هنا نرى أن الهندسة الجينية فى الطب متأخرة عن الهندسة الجينية فى علم الضوء بثلاثة قرون و عن الهندسة الجينية لعلم الكهرباء بقرن و نصف.
أضف إلى ذلك أن التكنولجيا الحديثة فى الطب تحديدا معتمدة بنسبة 100% فيما وصلت إليه الهندسة من تطور ساعد الأطباء على رؤية تفاصيل دقيقة لم يكن الأطباء يحلمون برؤيتها. بجانب وسائل التشخيص الفعالة المعتمدة بالأساس على نظرية هندسية.
و من هنا أقول أن القرن الحالى هو قرن الزواج الحتمي بين الطب و الهندسة و أدعو كليات الطب تحديدا أن تفتح قسم مخصوص لإستقبال المهندسين خريجي الهندسة الكهربية لكي يدرسوا مواد طبية لمدة عامين أو ثلاثة بعد التخرج. و ذلك لأن الهندسة ستكون هي مفتاح علاج كل الأمراض فى القرن الحالى. و هناك فرق كبير بين تناول المهندس لموضوع الهندسة الجينية عن الطبيب و الأيام ستثبت ذلك. و القرن الحالى سيكون القرن الذهبى للطب الهندسي إن جاز التعبير.