متى تنتهي قصة الأسطورة؟
الخميس، 08 فبراير 2018 12:33 م
كلماتها كانت كالجمر الذي أشعل صدره حقدا وغلا وضيق.. فالطابع المصري الذي يتميز بالشهامة والغيرة، يجعل الرجل يثار أن حاول أحد المساس من عرضه أو يحاول المساس من أميرته، كانت رسالة "شهد"- مي عمر- أميرة "ناصر الدسوقي"- محمد رمضان- وبطل مسلسل (الأسطورة)، الذي أذيع (رمضان 2016) الدافع لثأره من محاول التعدي على زوجته.
نزل مهرولا على سلالم منزله، قابضا في يديه على قطعة ملابس داخلية حمراء- قميص نوم- وتتربص بها أعين الحارة التي يعيش بها- وفي بلكونة منزله- تقف نسائه الأربعة "والدته، وشقيقته، وزوجتيه"- شهد التي كانت تعشقه وتزوجها، وحنان زوجة شقيقه المتوفى والتي أجبر على الزواج منها- يترقبون خطوات ناصر الغاضبة والباحثة عن الثأر.
دخل ناصر الدسوقي على "مرسي" محل الموبايلات الخاص به، وعلق "قميص النوم على المحل"، ثم بدأ جولة من الأكشن، حيث زحف مرسي على جنبات الأرض كافة، من كثرة الضربات التي تلاقها، ثم أمسك ناصر قدمه وسحبه إلى خارج المحل، قائلا: "نفس القميص يا منطقة.. اللي مراتي أتصورت بيه علشان تبعتلي الصورة.. نفس القميص يا مرسي، اللي الناس هتنسى أن مراتي أتصورت بيه بس مش ممكن تنسى أن راجل أتصور بقميص نوم"، ثم نادى بصوت مرتفع "صوروا.. صوروا".
تعالت البسمات في المشهد الأبشع والذي جسد نقلة نوعية في الحياة الطبيعية، وأصبح رد فعل طبيعي من قبل البعض، لم يوصف بالتعدي اللفظ أو الجسدي- وربما على النوايا أيضا- فعلى ما يبدوا أن العديد تناسى أن هناك قانون قادر على رد الحقوق إلى أصحابها.
فمنذ تجسيد النجم محمد رمضان، لدور "ناصر الدسوقي، ورفاعي الدسوقي" في مسلسل الأسطورة، وبالتحديد منذ تجسيده مشهد "قميص النوم"، الذي تخطى وحده 11 مليونا على موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، وأصبح هذا هو الواقع الذي تعيشه البلاد.
لربما أول مرة تم تطبيق نظرية محمد رمضان، في ضرب أحد الرجال، وجعله يرتدي قميص النوم، بدأت في الفيوم، وبالتحديد في نهاية عام (2016)، والغريب أن آل الشخص الذي تم الاعتداء عليه، وجعله يرتدي قميص نوم، ثأروا لنجلهم، وردوها إلى العائلة الأخرى.
ناقوس الخطر يضرب ويهدد المجتمع، بعد محاولة الشباب الحالي تطبيق كل ما تراه عيناه على الشاشة الصغيرة- هل نحن بحاجة إلى الكتابة على الأعمال الفنية برجاء عدم التقليد، تم تنفيذ المشاهد بواسطة مختصين، وهي محض مشاهد تمثيلية لا تتصل بالواقع- وهو ما يلقي على عاتق الدراما المصرية عاتق انتقاء الأعمال المقدمة للشباب، حتى تساهم في خروج جيلا سويا.
كان موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، انتشر عليه مؤخرا مقطع فيديو لشاب، أثناء حبسه في إحدى المنازل بضواحي مصر، من قبل مجموعة من الشباب، وتركه لنساء المنزل حتى يلقنوه درسا.. تعرض الشاب لضرب مبرح، مدة (8 دقائق)، بمختلف الوسائل التي يمكن أن يدرب بها، وفي نهاية المقطع، وبعد أن اكتفت سيدات المنزل من ضرب الشاب، أجبر على خلع ملابسه وارتداء قميص نوم وطرحة، ثم وضع له مساحيق التجميل وأطلق في الطرقات، لتجري خلفه الأطفال وتزفه.
مشهدا قاسيا في مضمونه مهما كانت الأحداث التي دفعت الأهل إلى تلك الخطوة، ولكن الوحشية في الفيديو المصور، تنذر بأن الأمان قد انعدم، لماذا لم تلجئ العائلة صاحبة الحق إلى القانون؟.. هل من الآدمية أن يضرب شخص إلى هذا الحد؟.. وهل يعاقب القانون العائلة التي قامت بهذا الفعل الشنيع على ما قمت به مع الشاب؟.
أسئلة كثيرة، تجول في خاطر الكثيرين من مشاهدي مقطع الفيديو القاتل، خاصة وأن ذلك المشهد تكرر نحو (4 مرات) منذ تصوير محمد رمضان لهذا المقطع في مسلسل الأسطورة، ولكن وعلى الرغم من بشاعة المشهد، إلا أن العديد خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي حملوا الأعمال الدرامية مسئولية تدني الأخلاق التي تعاني منها البلاد.
إنها دعوة لنتوقف ونحدد موقفنا.. ونحاول التغير لمواكبة التطور المتلاحق.. ونتصدى لمن يرغبوا بأن يعيشوا وفقا لقانون الغابة، ومطلب من الجميع بألا يغض بصره على الأخطاء ويلجأ للقانون حتى تندثر وتخطفي من مصرنا الحبيبة.