خطيئة فتاة وتوبة شماس.. حكايات من على كرسي الاعتراف
الخميس، 08 فبراير 2018 11:00 صماريان ناجى
الاعتراف فى المسيحية هو إقرار المعترف بخطيئته أمام الله، في حضور أب كاهن شرعي،معترف به من الكنيسة، وبعدها يأخذ المعترف الحل بمغفرة الخطيئة من السيد المسيح علي فم الكاهن حسب المعتقد المسيحى. فى السطور التالية نسرد أسرار 4 قصص أصر أبطالها على الإعتراف للأب الكاهن، بعد أن ضاق بهم الحال، وأصبح لا ملجأ لهم سوى التطهر من آثامهم.
تتقدم بصعوبة، ووسط مخاوف من كشف أمرها، فى محاولة يائسة، تسير مترددة نحو غرفة أحد قساوسة كنيستها وهو «أب الاعتراف»، كى تقوم بطقس يعد من أسرار الكنيسة وهو «الاعتراف لله» فى وجود كاهن معتمد من الكنيسة.
الفتاة ذات العمر 20 عاما، فلم تجد طريق آخر لحل مشكلتها الكبيرة غير الاعتراف بخطيئتها، وهو الزنا، الذى سقطت فيه مع خطيبها تحت مسمى الحب، بحجة اقترب موعد الإكليل «الزواج».
بعد سقوطها فى الخطيئة، تركها خطيبها، بحجة تغير مشاعره نحوها، وأنه لم يعد لحبها مكان فى قلبه، وبدأت علامات اليأس تظهر على وجهها، والاكتئاب طال جسدها النحيل، فنصحتها صديقتها المقربة بالاعتراف والتوبة والصلاة، أملا فى أن يمنحها الله حياة جديدة، وقررت الذهاب بالفعل للاعتراف فلم يعد لها مكان غيره كسبيل للراحة بعد الإثم.
- توبة شماس
هو شماس وخادم بأحد الكنائس، معروف بسيرته الحسنة، لم يتعدى عمره الـ 18 عاما، ولكن الجميع لاحظ قدميه أثناء انتظار دوره، كى يعترف، وقد أخذتا فى الإهتزاز بعصبية، تذكر كيف أن أصدقاء السوء عرضوا عليه مرارا وتكرارا قضاء ليلة ساخنة، يمتزج فيها شرب الحشيش مع رقص بنات ليل، مجموعة بقرع كؤوس الويسكى.
وكان الشماس الشاب دائما يرفض، ما يعرضه عليه أصدقائه، ولكن مع تعرضه لمشكلة كبيرة مع والده، ذهب إليهم، وكان كل شىء معد من أجله، وبالفعل سقط فى الخطيئة، وقضى ليلة حمراء كانت هى الأولى بالنسبة له.
جاء موعد القداس فى اليوم التالى فاستيقظ، ولكنه وجد نفسه فى أحضان إحدى الفتيات، فقام باكيا، وارتدى ملابسه، وخرج مسرعا ألى الكنيسة، ورائحتة مازالت معبقة بعطر فتاة الليل، وجلس ينتظر دروه لمقابلة أبيه الروحى، كى يعترف، مرددا: «اللهم إرحمنى أنا الخاطئ».
- مال اليتيم
هو رجل فى يبلغ من العمر 60 عاما، يشهد الجميع بحسن أخلاقه، وأولاده معروفين بحسن السير والسلوك، ولكن أخيه توفى وهو شاب إثر حادث سيارة أليم، وترك خلفه زوجة وطفلين، وطالبته زوجة أخيه بنصيب زوجها الراحل، كى تستطيع تربيه أولادها، فالزوج كان شريكا لأخيه فى إحدى الشركات، ولكنه رفض أن يمنحها حقها، واضطرت الزوجة للخروج إلى العمل لكى تربى الأيتام.
مرت الأيام، وبعد 20 عاما، فوجىء الرجل بإصابة إبنه بمرض السرطان، وظن أن أموال اليتامى هى من فعلت بابنه ذلك،فخرج مصدوما باحثا عن كاهن كنيسته، لكى يعترف بخطأه أمام الله، لكى يسامحه الله عما فعله منذ زمن بعيد، حتى لا يدفع إبنه ثمن الخطيئة التى ارتكبها فى حق أبناء شقيقه.
- بائعة الهوى
تجلس سيدة فى منتصف الثلاثينات، فى آخر الصف بالكنيسة، ترتدى ملابسها محتشمة يبدو عليها الهدوء، عكس شخصيتها الحقيقية، فهى تعمل كإحدى بائعات الهوى، ودفعها طموحها إلى سوق المتعة، كى تتمكن من الحصول على سيارة أحدث موديل، وشقة بالتجمع الخامس، ولم لا وزبائنها من الطبقة الراقية.
فى إحدى الليالى وأثناء قضاء أحد زبائنها ليلة حمراء فى أحضانها، توفى فجأة، مات وهة يعاشر فتاة ليل مأجورة،ما تسبب فى أتخاذها قرار بالبعد عن هذه الحياة الملوثة.
باعت كل ما تملك، ووضعته فى حقيبة، وذهبت به ألى الكنيسة لمقابلة أب اعترافها، الذى تركته منذ سنين، ولم تعد تعرف حتى موعد قبول الاعترافات، لكنها ذهبت أكثر من مرة لكن تحصل على موعد وها هى حصلت على الموعد وستقابل الشخص الغير متوقع أن تقابله واحدة من بائعات الهوى المأجور.
الجدير بالذكر أن الكنائس البروتستانتية «الإنجيلية» لا تؤمن بهذا السر، لكن تؤمن به كل الكنائس التقليدية مثل كل الكنائس الكاثوليكية في كل العالم، ولا يجوز للأب الكاهن أن يفشي سر الاعتراف لأنه مؤتمن عليه أمام الله، أما عن عقوبة من يفشي سر الاعتراف فهي تقديرية للأب الأسقف ومن الممكن أن تصل إلى الشلح أى الطرد من الخدمة الكنسية.