مفاجأت في حيثيات الحكم التاريخي ببرءاة متهمين وحبس ضابطين (مستندات)
الثلاثاء، 06 فبراير 2018 06:00 م
حصل "صوت الأمة" على حيثيات الحكم التاريخى الصادر من محكمة جنايات الإسماعيلية، ببراءة متهمين من حيازة المخدرات، وحبس ضابطى الواقعة، لاتهامهما بتلفيق الاتهام والتزوير.
صدر الحكم فى القضية المقيدة برقم 3819 جنايات القنطرة غرب، برئاسة المستشار محمد نصرالدين بركات رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين محمد شرف الدين ومحمود الشربينى، بسكرتارية محمد فؤاد ومحمد عبد الستار.
المحكمة فى حيثيات الحكم، قالت أن النيابة العامة ساقت دليلاَ على اتهام كل من سلمان على زايد، الشهير بـ"سلمان العكه"، ونجله فتحى سلمان، بأدلة ثبوت تضمنت مؤدى أقوال ضابطى الواقعة وهما الملازم أول محمد أسعد، والملازم أول محمد ادريس، وما ثبت بتقرير المعمل الجنائى.
بداية الواقعة
الحيثيات كشفت، أن الملازم أول محمد اسعد بدر، معاون مباحث شرطة قنطرة غرب، شهد بأن تحرياته السرية اسفرت عن قيام المتهمين بالإتجار فى المواد المخدرة، فاستصدر اذناَ من النيابة العامة لضبط وتفتيش شخصهما وملحقاته، ونفاذا لذلك الإذن توجه رفقة الشاهد الثانى لمسكنهما وتمكن من ضبطهما، وبتفتيش المتهم الأول عثر معه على قطعة كبيرة من جوهر الحشيش المخدر ومبالغ مالية، وبتفتيش المتهم الثانى عثر بحوزته على قطعة كبيرة الحجم لجوهر الحشيش ومبالغ مالية، وبمواجهتهما اقرا بحيازتهما للمواد المخدرة بقصد الإتجار، كما شهد الثانى الملازم محمد إديس معاون مباحث مركز شرطة القنطرة غب بذات مضمون ما جاء بأقوال الشاهد الأول، وتثبت بتقرير المعمل الجنائى أن المضبوطات لجوهرى الحشيش والبانجو.
ارتباك الضابط أمام المحكمة
المتهمون سؤلا بتحقيقات النيابة العامة، وانكرا ما نسب إليهما، وبجلسة المحاكمة مثلا واعتصما بالإنكار، وبالجلسة مثلا الشاهد الأول الملازم محمد اسعد أمام المحكمة، وناقشته فى معلوماته عن الواقعة، فقرر بأنه يتمسك بأقواله بالتحقيقات، فأطلعته المحكمة على محضر الضبط، ومنحته الوقت الكافى للإطلاع، ثم عاد وقرر أنه غير متذكر الواقعة ومتمسك بأقواله التى اداها أمام النيابة العامة-حسب الحيثيات-.
المحكمة تنتقل لإجراء المعاينة
الدفاع الحاضر عن المتهمين اصر على معاينة المسكن محل الضبط بمعرفة المحكمة، وذلك لقصور تحقيقات النيابة العامة لعدم اجراء المعاينة، وقد قررت المحكمة اخطار السيد مدير الأمن لتجهيز وسيلة انتقال لإجراء المعاينة، وندبت السيد عضو يسار الدائرة لإجراء المعاينة، وحيث انتقل عضو يسار الدائرة ترافقه الحراسة اللأزمة، وشاهدى الإثبات الأول والثانى للإرشاد عن مسكن المتهمين وبالإنتقال إلى مسكن المتهمان بإرشادهما تبين أنه عبارة عن مسكن يتضمن غرفة مستقلة عن المسكنوله باب خارجى محكم بالغلق وعدد من غرف النوم من الداخل وملحقات المسكن وغرفة مستغلة فى تربية الدواجن، ثم باب يؤدى إلى زريبة مواشى، ثم أرض فضاء ملحقه بها محاطه بسور ويوجد باب من الجهة اليسرى يفتح على شارع جانبى.
شاهد يُضيء بصيرة المحكمة
قرر الضابطين شاهدى الإثبات بأن المضبوطات عثر عليها بالغرفة المستقلة خارج المسكن "المضيفة"، إلا أن المحكمة فوجئت بشخص من الأهالى يقرر خلال الجلسة بأن المضبوطات عُثر عليها بمسكن أخر فى الجهة المقابلة لمسكن المتهمين، وقدم بطاقة الرقم القومى، واثر على الإدلاء بشهادته، واستمعت المحكمة بهيئة مكتملة لشهادة صبرى محمد، الذى شاهد رجال من ضباط المباحث يقومون بالقاء القبض على المتهمين، وأنه تم ضبط شيكارة بها مواد مخدرة بمسكن آخر لشخص يدعى البورسعيدى، وهو مسكن بجوار مسكن المتهمين-طبقا للحيثيات-
خطط تلفيق القضية
الدفاع الهام سيد الحاضر عن المتهمين قدمت حافظتى مستندات طويت الحافظة الأولى على صورة ضوئية طالعتها المحكمة، والحافظة الثانية طويت على اقرار بالشهادة لمن تدعى فاتن عبدالله، وصبرى عبد العال، ثابت به أنه لم يضبط مع المتهمين ثمة شيئ ويوجد اقرار لمن يدعى ابراهيم سليمان موثق بالشهر العقارى بالقنطرة غرب، أنه بتاريخ 11 مايو 2016 تم القبض عليه من قبل مباحث شرطة القنطرة غرب من الضابط محمد اسعد ومخبر يدعى فوزى، وتم اصطحابه إلى القسم، وأن المخبر فوزى قام بإصطحابه إلى منزل سليمان على زايد من أجل وضع 3 شكائر مخدرة بمنزل "سليمان"، وعند ذهابه إلى منزل المتهم وجد أشخاص عند المنزل، فقام بوضع تلك الشكائر بمنزل يستأجره هو وترك الأشياء.
شاهد يفضح الضباط
إبراهيم سليمان-حسب الحيثيات- علم بعد ذلك بالقبض على المتهمين وعند سؤال دفاع المتهم على من يدعى "إبراهيم سليمان"، قدمت بطاقته، واصرت على سماع شهادته والمحكمة استمعت إلى الشاهد "إبراهيم سليمان"، فأصر عليه، وسألته فقرر انه بتاريخ 11 مايو 2016 تم القبض عليه وكان بحوزته قطعة صغيرة من الحشيش، وبسؤاله بوحدة المباحث عن محل اقامته، وما إن علم ضباط المباحث أنه من العزبة محل اقامة المتهمين حرصوا على دس شكارة كبيرة تحوى داخلها على مواد مخدرة لنبات البانجو والحشيش، واصطحبه إلى منزل المتهمين مخبر يدعى "فوزى" حتى يقوم بدس المخدر بمنزل المتهمين، إلا أنه أبصر المتهم الأول جالساَ أمام المنزل، فقام بوضع المخدر بمنزل مهجور مملوك لشخص يدعى البورسعيدى.
الدفاع يطلب البراءة
كل هذه الوقائع جعلت الدفاع الحاضر عن المتهمين التماس البراءة تأسيساَ على بطلان الإذن لابتنائه على تحريات غير جديه، وعدم معقولية الواقعة، وانقطاع صلة المتهمين بالمخدرات المضبوطة، وتلفيق الإتهام وكيديته، وانتفاء السيطرة المادية للمتهمين على مكان الضبط والدفاع الحاضر عن المتهمين شرح ظروف الواقعة.
المحكمة تطمئن لشهادة الشهود
وبالفعل اطمأنت المحكمة-طبقا للحيثيات- إلى شهادة صبرى محمد عبد العال، الذى قرر أن المضبوطات لم يتم ضبطها بمسكن المتهمان، إنما بمسكن أخر على مقربة منه، وساند ذلك الإقرار الموثق بالشهر العقارى لكلا من صبرى محمد وفاتن عبدالله، وايده الإقرار الصادر عن من يدعى إبراهيم سليمان، بإقراره بإنه وبتحريض من ضابطى المباحث ومخبر يدعى "فوزى".
حكم مفاجئ
وقضت برئاسة المستشار محمد نصرالدين بركات رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين محمد شرف الدين ومحمود الشربينى، ببراءة كل من سلمان على زايد "العكه"، ونجله فتحى سلمان، وأمرت بإلقاء القبض على إبراهيم سليمان، كما أمرت المحكمة بتكليف السيد مدير المباحث الجنائية بالإسماعيلية بألقاء القبض على كل من الملازم أول محمد اسعد، والملازم محمد إدريس، والمخبر فوزى بوحدة مباحث القنطرة غرب، وإحالة الأوراق للنيابة العامة.