هل تمهد معركة عفرين لـ"ثورة تركية" على نظام أردوغان؟

أهداف خفية يسعى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لتحقيقها من خلال معركته في عفرين، التي لم تحقق أيا من أهدافها بل كبدت تركيا خسائر كبيرة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.

تصريحات عنترية يخرج بها مسئولو النظام التركي، بدءا من رجب طيب أردوغان أو رئيس وزراءه ووزير خارجيته، ليبرروا فيها المعركة غير الإنسانية التي يشنونها في شمال سوريا، بينما يتعمد الرئيس التركي عدم الحديث عن الخسائر التي يتكبدها، والتي يدفع ثمنها الشعب التركي خلال الفترة الحالية.

وفي الوقت الذي يسعى فيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تجاهل تلك الخسائر، وبث مزاعم لأنصاره بأن عمليته العسكرية تحقق نجاحا، بل ويعتقل كل من يعارض خطواته، نجد أن الجنود الأتراك يتساقطون يوميا بعدما فشلت عمليته العسكرية في تحقيق أهدافها حتى الآن.

وحول الخسائر التي يتكبدها النظام التركي من من معركته في عفرين، يقول أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الخسارة متوقعة فى ظل دعم أمريكا للاكراد ولن تكون مهمة سهلة لجيش أردوغان على الإطلاق.

ويشير عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، إلى أن هذه المعركة سيكون لها انعكاسات سلبية على الجانب التركي، حيث سيكون هناك هزة لأردوغان فى الداخل التركى من معارضيه، موضحا أنه من الصعب توقع حدوث ثورة الآن على نظام أردوغان بسبب القبضة الأمنية الحالية، متابعا:" ولكن ممكن فيما بعد أن تحدث ثورة  وإن تمت ستكون من أحزاب المعارضة التركية".

وفي ذات السياق يفسر هشام النجار، الباحث الإسلامي، سبب الخسائر التي تلاحق أردوغان قائلا إن معركة عفرين هي  حرب غير عادلة وموظفة لأهداف إنقاذ نظام أردوغان في الداخل التركي استعدادا لاستحقاقات العام المقبل الانتخابية.

ويضيف الباحث الإسلامي، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن أردوغان يخوض حروبًا لفائدة ترسيخ نفوذه ومواصلة إحكام قبضته على مفاصل الحكم، موضحا أن معركة عفرين التي يقودها قوات الجيش التركي هي عمليات ثأرية بعد أن تحول أردوغان لما يشبه قائد جماعة وتيار أيديولوجي وليس رئيس دولة تضبطها علاقات مرعية مع مختلف دول العالم.

وحول انعكاس الخسائر التي يتكبدها الجيش التركي في عفرين على أنقرة خلال الفترة المقبلة، يوضح الباحث الإسلامي، أن اعكاسات تلك الخسائر خطير جدا فهو يهدد الداخل التركي بسيناريوهات عنف مفتوحة مع حرص الكيانات المستهدفة تركيًا على نقل المعركة للداخل التركي، خاصة بعدما ضربت مدن تركية صواريخ خلال الأيام الماضية.