العقيدة النووية الأمريكية تثير اللعاب الروسي.. وتوقعات بحرب باردة أسخن من الأولى
الأحد، 04 فبراير 2018 10:41 ص
لم تمضي أيام قليلة على تصعيد الرئيس الأمريكي مع روسيا في أزمة "قائمة الكرملين" للعقوبات، والتي وضع فيها 200 شخصية من المقربين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى خرج ترامب بأزمة جديدة.
في البداية أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، عن وثيقة تعرف باسم "مراجعة الموقف النووي" خاصة بالسياسة النووية ذكرت فيها أنها ستقوم بتعزيز قدراتها النووية بسبب قلقها من الأسلحة النووية الروسية الآخذة في النمو، في خطوة يقول بعض المنتقدين إنها قد تزيد من خطر حدوث سوء التقدير بين البلدين.
وفجر ترامب أزمة جديدة، أمس السبت، بإعطائه الإذن بشن هجمات نووية ضد دول تشن هجمات إلكترونية، بحسب صحيفة "ديلي إكسبريس".
واعتبرت الصحيفة أن ما تردد عن استعداد ترامب لانتهاج سياسة "خطرة ومزعزعة للاستقرار" تسمح للولايات المتحدة بإطلاق أسلحة نووية فى هجوم استراتيجى غير نووى استجابة لـ "ظروف قصوى"، بما يعنى أنها قد تنشر تلك الأسلحة ردًا على هجوم إلكترونى أو هجوم إرهابى ضخم أو تهديد استراتيجى آخر.
ونوهت "إكسبريس" عن أنه وبينما تذكر إدارة ترامب أن هذا الموقف النووى ليس إلا توضيح لسياسة سابقة، فإن النقاد يقولون إنه يعتبر بمثابة تحول راديكالي.
وتقول ألكساندرا بيل، فى مركز الحدّ من الأسلحة، وهى مسؤولة سابقة بالخارجية الأمريكية: "أظن أنه تحول خطير عن 40 عاما من الجهود الحزبية الجمهورية والديمقراطية للحدّ من التهديدات النووية حول العالم".
ورأت بيل أنه من الخطورة بمكّان توسيع قاعدة الظروف التى قد تلجأ الولايات المتحدة فى ظلها إلى استخدام أسلحة نووية، قائلة إن "الولايات المتحدة تتخلى عن دورها القيادى على صعيدَى تقليص الترسانات النووية والتشجيع على منع الانتشار النووي" ، لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تصرّ على أن التدابير الجديدة ستؤهل الدبلوماسيين للعمل "من موقف قوة؛ وفى هذا يقول وزير الدفاع الأمريكى جيم ماتيس: هدفنا هو إقناع الخصوم بأنه لا مكسب إلا خسارة كل شيء إذا هم أقدموا على استخدام أسلحة نووية.
روسيا.. الهدف غير المعلن
من جانبها قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية الأسبوعية "إن وزارة الدفاع الأمريكية، ردًا على معاودة روسيا فى الظهور كخصم، سعت فى "استعراضها الأول للموقف النووى الأمريكى منذ عام 2010" إلى توسيع الخيارات النووية أمام الولايات المتحدة".
وأضافت المجلة، فى افتتاحيتها، "إن كل مَن يعتقد أن أمريكا لا تزال بحاجة إلى أسلحة نووية فعّالة بحرًا وبرًا وجوًا فهو يقرّ بأن ترسانة أمريكا القديمة بحاجة إلى استبدال"، مشيرة إلى وجاهة الدعوة إلى تحسين الأنظمة القديمة الخاصة بالقيادة والتحكم فى الأسلحة النووية الأمريكية، لا سيما وأن هذه الأنظمة باتت عُرضة للقرصنة إلكترونية.
ونوهت الإيكونوميست عن أن هذه الخطوة على صعيد تطوير الأسلحة النووية، تعود إلى زمن الحرب الباردة وإدارة الرئيس كنيدي؛ وهى قائمة على أساس فكرة أن أمريكا ينبغى أن تكون قادرة على الرد بالمثل على أى مستوى تصعيدى بدءًا من الهجوم التقليدى ونهاية بالحرب النووية الشاملة.
وقالت المجلة "إن الكابوس الذى يخشاه حلف الناتو يتمثل فى إقدام روسيا على استخدام قواها التقليدية القوية فى انتزاعٍ خاطف لأراضٍ فى منطقة البلطيق ثم التهديد باستخدام أسلحة نووية منخفضة العوائد لإثناء أية محاولة لاستعادة تلك الأراضى من قبضتها".
وأضافت الإيكونوميست، "إن الرد الأمريكى فى تلك الحال لو تمثل فى شن هجوم على روسيا نفسها، والذى من شأنه أن ينذر بـ "هرمجدون نووى" أو نهاية نووية للعالم، فإن روسيا قد تضطر حينئذ فقط إلى التراجع".
وبحسب المجلة، فإن منتقدى السياسة النووية الأمريكية الجديدة، يحتجون بأن توفير أسلحة نووية أيسر استخداما هو كفيل بتسهيل استخدام تلك الأسلحة، فيما يرى المؤيدون لتلك السياسة عكس ذلك: من أن فاعلية الردع النووى تحتاج بالأساس إلى تصديق إمكانية القيام بردّ نووي.
روسيا: عقيدة أمريكا أصبحت خطرة
ووصف رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما "مجلس النواب" الروسي ليونيد سلوتسكي اليوم الأحد العقيدة النووية الجديدة للولايات المتحدة بأنها شديدة الخطورة.
وقال سلوتسكي، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء (تاس) الروسية، "في الواقع، فإن تلك العقيدة الجديدة شديدة الخطورة فيما يتعلق بانتهاك مباديء الردع النووية"، موضحا أنه وفقا للخبراء فإن الأحكام الصادرة التي تسمح باستخدام الأسلحة النووية كوسيلة لمحاربة العدو بدلا من اعتبارها وسيلة للدمار الشامل يمكن أن تثير دوامة في سباق التسلح في العالم".
وأضاف أنه يمكن للدول الأخرى الآن أن تقوم بتعديل عقائدها، مضيفا أن الإستراتيجية الأمريكية لتطوير رؤوس نووية مدمجة ذات قوة تدميرية منخفضة يمكن استخدامها بسهولة، تقلل من عقبات استخدامها وبالتالي، تزيد من التهديد بنشوب حرب نووية بما في ذلك وجود مثل هذه العوامل لدى كوريا الشمالية.