سر منديل أم كلثوم.. "حلاوتك يا محلاوي" (تسجيل نادر)
الجمعة، 02 فبراير 2018 04:38 م
طقوس خاصة اشتهرت بها كوكب الشرق وعملاقة الغناء المصري والعربي الفنانة الكبيرة أم كلثوم، خلال حفلاتها لم تسبقها إليها أحد من الفنانات، فعلى مدار عقود طويلة عرفها الجمهور بصوتها البهي الذي يُطل علينا من الراديو أو التلفاز فيطرب مسامعنا، لتصبح أيقونة مستقلة بذاتها، يحمل صوتها كل ألوان الطرب، فتنقلك من الشجن إلى الفرح ومنها المنديل الذي كانت تمسكه في يدها، كما أنها استحدثت وضع الكرسي على المسرح لحين انتهاء الفرقة من مقدمات أغانيها، فهي لم تكن مجرد شكليات والذي اعتقد الجميع أن المنديل الذي كانت تمسكه أم كلثوم في يدها من متطلبات الأناقة التي ابتدعتها، إلا أن حقيقة الأمر غير ذلك تماما.
وعرفها الجمهور بملامحها، وتفاعلاتها على المسرح بتعبيرات وجهها وحركات أيديها التي لم تخل من منديل يصحبها في كل الحفلات، إلا في سنواتها الأولى التي لم تظهر فيها بمنديلها، لكن أحدا لا يعرف بدايات استخدامها لهذا المنديل، وما السر فيه؟ ويتساءلون هل كان مجرد اكسسوارًا تضيفه إلى أناقتها على المسرح؟ أم أن هناك دوافع أخرى جعلتها تستخدمه وتعتبره أساسيًا كما لو كان آلة موسيقية في فرقتها لا يمكن الإستغناء عنها؟
وكشفت "صوت الأمة" عن لقاء إذاعي قديم تم تسجيله مع كوكب الشرق، تطرق خلاله المذيع عن سر المنديل الذي أصبح رفيقها على مدار سنوات عدة، لتؤكد له أنها أبدا لم تفقد شعورها بالرهبة من مواجهة جمهورها على المسرح فى بداية ظهورها كمغنية، وأنها مهما اكتسبت من خبرة، ومهما وصلت لمجد وشهرة، فربما تبدو على المسرح واثقة شامخة، لكن في داخلها يسكن التوتر، وكأنه خصص لنفسه بيتا في قلبها، كلما اقتربت من المواجهة وساعة اللقاء خرج ليلعب دوره ويدفع بدقات قلبها لمستويات أعلى.
وأوضحت أم كلثوم خلال لقاءها الإذاعي ، "كل الواحد ما يكبر كل ما يحس بخوف من الجمهور، يعني أنا حاسة إن أنا بمسك منديلي لأن كل ما تترفع الستارة إيديا تعرق، لأني بخاف من الجمهور".
واستطردت، أنها في بداية مشوارها لم تكن كذلك، أو بمعنى أدق لم تكن بهذه الدرجة من الخوف والقلق "لأن مافيش حاجة، هخاف على إيه!"، لكن شعورها بأنها أصبحت قيمة وقامة كبيرة، وأن الجمهور بات ينتظرها ليطرب مسامعه ويدندن معها أغانيها كحدثٍ عظيمٍ جلل، بدأ يُشعرها بمسئولية كبيرة تجاهه وتجاه تاريخها، مشيرة إلى أن "الخوف ده احترام للجمهور".
وتابع المذيع، "يعني الفترة اللي حضرتك بدأتي تخافي فيها من الجمهور هي اللي بدأتي فيها تمسكي المنديل؟"، لتكون إجابتها حاسمة تمامًا: "أهو كده، ولحد النهاردة أول ما تتفتح الستارة لازم إيديا تعرق، والناس فاهمين إن المنديل ده بقى حاجة يعني"، في إشارة إلى اعتقادها بأن الجمهور يعتبر منديلها مجرد اكسسوارًا كزهرة علقتها فتاة في خصلة شعرها.