القارة السمراء من عبدالناصر للسيسي.. مصر تعود لرئاسة الاتحاد الإفريقي مرة أخرى
الإثنين، 29 يناير 2018 04:00 ص
ظلت إفريقيا حتى منتصف القرن العشرين، مسرحاً للتنافس الاستعماري لعدد من الدول الأوروبية، التي سيطرت عليها واستغلت مواردها المختلفة، وشهد بداية عقد الستينات استقلال 15 دولة، ثم ازداد هذا العدد إلى أن استقلت معظم دول أفريقيا، ومنذ استقلال بلاد القارة الأفريقية تعددت محاولات التجمع والوحدة بين هذه الدول، حتى ظهرت منظمة الوحدة الإفريقية كمنظمة إقليمية، والتي تحولت إلى الاتحاد الأفريقي.
تأسس الاتحاد الإفريقي في 9 يوليو 2002 خلفاً لمنظمة الوحدة الأفريقية، تُتّخذ أهم قرارات الاتحاد في اجتماع نصف سنوي لرؤساء الدول وممثلي حكومات الدول الأعضاء من خلال ما يسمى بالجمعية العامة للاتحاد الأفريقي، يقع مقر الأمانة العامة ولجنة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، أثيوبيا.
لعبت مصر دورا رئدا في الكيان الإفريقي الجديد منذ نشأته، حيث ترأسه الرئيس الراحل جمال عبدا لناصر من 17 يوليو 1964 حتى 21 أكتوبر 1965، خاصة وأن مصر كانت قد فتحت ذراعها لكل حركات التحرر الوطني في القارة الأفريقية، بل وقامت بفتح مكاتب لكل هذه الحركات التي نالت استقلالها من الاستعمار بفضل المساعدات التي كانت تقدمها مصر، وهو ما ساهم في ترأس عبدا لناصر للمنظمة عقب الامبراطور الإثيوبي هيلاسلاسي، حيث لعب دورا هاما في تنمية بلدان القارة الأفريقية وهو ما دفع البعض إلى التأكيد علي أن عبدالناصر هو "أبو إفريقيا" بل هناك العديد من الدول الإفريقية أقامت له التماثيل فى أكبر ميادينها اعترافا بدوره ودور مصر فى استقلالها وتحرير شعوبها.
استمرت مصر عضوا فاعلا بالمنظمة الإفريقية واللاعب الأساسي في المنظمة، حيث تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك رئاسة المنظمة في الفترة من 24 يوليو 1989 حتى 9 يوليو 1990، كما تولى مبارك رئاسة المنظمة لفترة ثانية امتدت من 28 يونيو 1993 حني 13 يونيو 1994، إلا أن مبارك لم يكن مهتما بالقارة الإفريقية مثلما اهتم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وهو ما أوجد فجوة غريبة بين القارة الأفريقية وبين مصر التي احتضنتهم طوال الخمسينات والستينات، وهو ما أوجد حالة من الفتور النسبي بين مصر وقارتها الإفريقية، زادت بعد تعرض مبارك لمحاولة اغتيال في أديس أبابا في منتصف التسعينات، حيث ابتعدت مصر قليلا عن القارة والمنظمة الأفريقية، إلي أن حدث تحول للمنظمة الدولية وتحولها إلى الاتحاد الأفريقي في 9 يوليو 2002.
وفور تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم قام بنشاط واسع بالقارة الإفريقية، وأبدى اهتماما كبير بالقارة السمراء حتي أنه خصص 30% من زياراته الخارجية إلى القارة الإفريقية إلى أن استطاع استعادة القارة إلى أحضان مصر مرة أخرى، حيث قام في الفترة من 8 يونيو 2014 – 7 يونيو 2015 ب 7 زيارات، شملت دول " السودان التي قام ب 3 زيارات لها، تلتها أثيوبيا التي زارها مرتين، ثم دولة غينيا الاستوائية والجزائر التي قام بزيارة واحدة لكلا منهما.
كما قام السيسي في الفترة من 8 يونيو 2015 – 7 يونيو 2016 ب 17 زيارة خارجية، كان نصيب القارة الإفريقية منها زيارة واحدة إلى إثيوبيا.
كما قام في الفترة من 8 يونيو 2016 – 7 يونيو 2017 بـ 18 زيارة خارجية، كان نصيب القارة الإفريقية منها ست زيارات تضمنت المشاركة في: القمة الأفريقية في كيجالى، والقمة العربية – الأفريقية في مالابو، والقمة الأفريقية في أديس أبابا، وزيارات ثنائية لكل من السودان وأوغندا وكينيا يضاف إلى ذلك زيارته لأوغندا في 22 يونيو الماضي لحضور قمة دول حوض النيل، كما حضر الرئيس القمة الألمانية – الأفريقية فى 3 يوليو الماضي.
وكان لهذا النشاط أن أعاد مصر للقارة السمراء، ولعل النشاط والاهتمام الكبير من السيسي بالقارة الإفريقية هو ما أدي إلي اجماع رؤساء القارة الإفريقية في اجتماعهم الدائر في أديس أبابا علي تولي مصر رئاسة منظمة الاتحاد الإفريقي.