السينما لم تعد في خدمة الشرطة والشعب
الخميس، 25 يناير 2018 01:44 م
اليوم تمر الذكرى الثامنة لـ25 يناير، وذلك تزامنا مع احتفالات عيد الشرطة بعيدها الـ66، ومن يشاهد المشهد السينمائى قبل يناير بـ10 أعوام يجد أن السينما والإعلام تسببا في خلق شعور عام ضد الشرطة من خلال تقديم أفلام تظهر رجال الشرطة دائما على أنهم فاسدين مثل فيلم "أبو على" بطولة كريم عبد العزيز وفيلم "الجزيرة" لأحمد السقا وفيلمي "هي فوضى" و"حين ميسرة" والعديد من أفلام خالد يوسف.
وفي نفس الوقت تقريبًا بدأت تظهروتنتشر شخصية البلطجى في أفلام وأعمال قامت بزرع العنف وكراهية الشرطة عند المواطن وفي العديد من الأفلام يأخذ البطل حقه بيده بعيدًا عن القانون، أى هدفت هذه الأعمال على زرع التمرد ضد القوانين وهذا لم يوجد في السينما من قبل، فهناك العديد من الأفلام التي كشفت عن بطولات رجال الشرطة مثل: فيلم «حياة أو موت» إنتاج 1954 بطولة يوسف وهبى وعماد حمدى وإخراج كمال الشيخ، الفيلم قصة بسيطة حول رجل فقير يرسل ابنته لشراء الدواء ويكتشف من صرف الدواء أن به سم، فيسرع على الفور بإبلاغ الشرطة لإنقاذ حياة الرجل الفقير أحمد إبراهيم، وهنا يبرز دور حكمدار العاصمة يوسف وهبى الذي يبذل كامل طاقته لإنقاذ حياة الرجل الفقير بل ويرسل بيانًا للإذاعة حتى ينجح في النهاية في إنقاذ حياة أحمد إبراهيم.
وكذلك فيلم «الرجل الثانى» إنتاج 1958 إخراج عز الدين ذو الفقار، فيلم «كلهم أولادى» إنتاج 1960، وفيلم «إسماعيل يس بوليس سرى» رغم أنه فيلم كوميدى لكنه عكس بوضوح تضحيات العسكري البسيط للدفاع عن كل ما يهدد الوطن، فيلم «كلمة شرف» إنتاج 1971 بطولة فريد شوقى وهند رستم، فيلم «الباطنية» إنتاج 1980 بطولة نادية الجندى وأحمد زكى وإخراج حسام الدين مصطفى، فيلم «أهل القمة» إنتاج 1981 بطولة سعاد حسنى، فيلم «شاويش نص الليل» إنتاج 1985 بطولة فريد شوقى، فيلم «الوحل» إنتاج 1988، فيلم «بطل من ورق» إنتاج 1987، فيلم «الإرهاب والكباب» إنتاج 1992 إخراج شريف عرفة، بطولة عادل إمام ويسرا وكمال الشناوى رغم أن هذا الفيلم انتقد الحكومة بعنف لكنه عكس تضحيات رجال الشرطة حيث تولى وزير الداخلية الذي جسد دوره الفنان الكبير الراحل كمال الشناوى بنفسه مواجهة أحد الأشخاص الذي احتل مجمع التحرير وهدد بقتل كل من فيه، أوضح هذا الفيلم أن الداخلية تتصدى لسلبيات كثيرة بسبب تصرفات الحكومة وسوء الإدارة في بعض الأحيان وكذلك فيلم «الإرهابى» إنتاج 1993 بطولة عادل امام.
وأيضًا فيلم "الهروب" إنتاج 1987 بطولة أحمد زكى وهالة صدقى وأبو بكر عزت وعبد العزيز مخيون. هذا الفيلم كان به أكثر من نموذج لضابط الشرطة الفاسد وللضابط الصالح، ولكننا نتوقف عند الشخصية التي جسدها الفنان القدير عبد العزيز مخيون ضابط الشرطة الصعيدى، الذي يقدم طول الوقت مواقف إنسانية وبطولية حتى يدفع حياته ثمنًًا في النهاية لمواقفه البطولية.
واختفت مع بداية التسعينيات هذه النوعية من الأفلام التي تظهر لنا ظابط الشرطة سواء الفاسد أوالصالح، وهذا أمر طبيعى فنحن لا تعيش في المدينة الفاضلة ومن المؤكد أنه في كل مهنة أو وظيفة هناك الصالح والفاسد ولكن تركيز الأعمال الد رامية والسينمائية في فترة واحدة على إظهار السلبيات فقد يعنى الكثير، ولهذا عندما شاهدت مسلسل "كلبش" العام الماضى وجدته يتحدث عن الواقع، ومؤخرا فيلم «الخلية» بطولة أحمد عز، وأحمد صفوت، وإخراج طارق العريان هو من أقرب وأهم الأفلام التي جسدت تضحيات الشرطة في مواجهة الإرهاب الأسود بشكل أكثر اقترابًا للواقع وربما يكون هو التجسيد الحقيقى لتضحيات ضباط الشرطة الأخيرة، التي يجب أن نظهر تفاصيلها الإنسانية والمخاطر والصعاب التي يواجهها رجال الشرطة في حماية الوطن وكيف يقدمون أرواحهم فداء لها وهذا دور يجب أن تعمل السينما والدراما والاعلام على تقديمه وإظهاره فكلنا واجهنا في حياتنا مواقف تعاملنا فيها مع رجال شرطة قدموا لنا العون.
وفي عيدها تحية أكبار وإجلال لكل رجال الشرطة ودورهم البطولى في حماية أمن الوطن وأمان المواطن، فهم العين الساهرة التي تحرص كل الشعب.