«فورين بوليسى»: 3 أسباب تعجل بانهيار الإقتصاد الإثيوبى

الخميس، 24 ديسمبر 2015 09:13 م
«فورين بوليسى»: 3 أسباب تعجل بانهيار الإقتصاد الإثيوبى

كشفت مجلة « فورين بوليسى» الأمريكية إن الاحتجاجات الإثيوبية تهدد بسحق اقتصاد أديس بابا الذى ينمو بشكل سريع، حيث تعد إثيوبيا واحدة من أسرع الاقتصادات نموا فى العالم، لتتفوق على كثير من جيرانها. ومؤخرا أطلقت نظام للسكك الحديدية هو الأول من نوعه فى أفريقيا.

وقالت المجلة فى تقرير أعدته عن الاحتجاجات الشعبية فى إثيوبيا، التى تقودها قبيلة الأورومو ضد نظام الحكم فى إثيوبيا، إن أديس أبابا ظلت لسنوات تسحق أى شخص يعارض خطتها للتطوير، لكنها تواجه أزمة الأن فتنامى الاستياء العام فى الأورومو يمثل أحدث إشارات التحذير من أن نفس النموذج الاقتصادى الاجتماعى الذى مكن إثيوبيا من الصعود ربما يسبب انهيارها فى النهاية.

وواصلت قبيلة «الأورمو» اليوم الخميس، انتفاضتها ضد النظام الأثيوبى التى بدأت منذ 4 أسابيع، حيث شهد إقليم «بني شنقول» المقام عليه سد النهضة مظاهرات عارمة رفضا للتوسعات التي تريد الحكومة الإثيوبية تنفيذها في العاصمة.

وقالت مصادر، إن مئات من أفراد الجيش والشرطة الإثيوبية وانضموا لصفوف الثوار ضد النظام الإثيوبي الحاكم، بعدما أحرقوا ملابسهم العسكرية. ووفقًا لما نقلته صحيفة «أديس نيوز» الحكومية، استعانت قوات الشرطة بالطائرات المروحية لقمع المحتجين وقطعت الإنترنت عن الأماكن الذي يتواجد فيها الأورومو، خاصة بعد انضمام 5 قبائل جديدة للاحتجاجات.

وبحسب التقرير، تقوم حكومة أديس أبابا، بتنفيذ عدد من مشروعات البنية التحتية والطاقة الكهرومائية التى تمولها الصين لتقليل الاعتماد على الزراعة والإسراع فى معدل النمو.. لكن على الرغم من تلك القشرة الخارجية من التقدم، فالأمور لا تسير على مايرام فى ثانى أكبر الدول الأفريقية من حيث السكان، فقدت شهدت منطقى الأورومو، أكبر جماعة عرقية بالبلاد وأكثرها تهميشا، احتجاجات طلابية على مدار أسابيع وقتل 80 شخص فى قمع عنيف من قبل قوات الأمن، وفقا لما ذكرته أحزاب المعارضة. ففى ظل موجة جفاف شديدة ستجعل 20.3 مليون شخص فى حاجة ماسة للمساعدة بدءا من يناير القادم.

وأضافت المجلة، أن إثيوبيا تتبع نموذجا صارما فى النمو يعرف باسم الدولة التنموية والذى يستمد قوته مما يعرف بالنمور الأسيوية، على العكس من أقرانها الاقتصاديين فى القارة، حيث يؤدى تدخل دولى فى تنظيم الاقتصاد الكلى إلى نمو اقتصادى كبير كما حدث فى شرق آسيا فى السبعينيات.

وأكدت «فورين بوليسى»، أن الاحتجاجات الجارية الآن تعكس تنامى الاستياء العام من هذه التجرية وأيضا الغضب من الروتين والوحشية التى أبدتها قوات الأمن. وحتى وقت قريب، افترض العديد من المراقبين الدوليين،والذين تأثروا بلا شك بالدعاية الإثيوبية الفعالة أن استراتيجية التنمية كانت ناجحة.

ونتيجة لذلك، فإن الدول المانحة الساعية لقصة نجاح فى تقديم المساعدات وأبرزها الولايات المتحدة قد تجاهلت المخاوف المتعلقة بتضيق الحيز الديمقراطى والتوزيع غير المتساو لفوائد النمو، إلا أن تلك الأوهام تبددت خلال الشهر الماضى مع ازدهار الاحتجاجات العامة أوروميا، وخلق أكبر تحد للحزب الحاكم فى إثيوبيا منذ وصوله للسلطة عام 1991، تقول الصحيفة.

وقالت الصحيفة، إن غالبية الأورومو ومثل معظم الجماعات المضطهدة فى إثيوبيا، قد ضاقوا ذرعا من قمع الحزب الحاكم ونموذجه فى الحكم..ولا يجد الشباب منفذا للتعبير عن شكواهم ناهيك عن الحقوق الديمقراطية الاساسية للمطالبة بمنطقة حقيقية يستمع إليهم من خلالها. وبدلا من معالجة مصالحم ومخاوفهم، فإن السلطات الإثيوبية لا تزال ترد بالعنف بعد أن فشلت محاولاتهم لتلقين الشباب.

وتوقعت «فورين بوليسى»، أن تستمر دائرة العنف فى تمزيق نسيج المجتمع الإثيوبى حتى يسمح النظام الحاكم بفيدرالية حقيقية، وفتح البيئة السياسية، وأن تشمل عملية التنمية كل البلاد. أما الاستجابة القاسية للاستياء الواسع الانتشار فقد ولد بالفعل وعيا ذاتيا عرقيا متصاعدا بين الإثيوبيين، وساهم فى عودة ظهور قومية الأورمو التى بدأت فى استعراض عضلاتها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق