رأس حربة الإخوان.. كيف تأمرت الجزيرة لإسقاط مصر في 25 يناير؟
الخميس، 25 يناير 2018 03:00 م
إذا كانت قطر، هي سلاح النظام العالمي المتآمر ضد مصر، فإن حروب الجيل الرابع، التي أطلقها النظام القطري، ضد الشعب المصري، اعتمدت على قناة الجزيرة كرأس حربة، لهذا النشاط المشبوه.
على مدار أكثر من 10 سنوات، مارست الجزيرة القطرية، سياسة تعبوية خطيرة ضد مصر، تكشفت أبعادها في أعقاب ثورة 25 يناير، وما تبعها من تداعيات زادت حدتها في ثورة 30 يونيو. وما بين إطلاق الشائعات المثيرة للرأي العام، التي اعتمدت على ثلاثي الفساد، والعذيب، والاختفاء القسري، وبين التعتيم على الجرائم الإرهابية التي ارتكبها الإخوان، ضد الشعب، دارت حرى معركة الجيل الرابع، بقيادة خبيثة وقذرة ومغرضة من قناة الجزيرة، لسان وعين نظام الحمدين الكاره لمصر.
وفي الوقت الذي انتهجت فيه قناة الجزيرة، نهج التعمية على الجرائم الإرهابية التي ارتكبها الإخوان في مصر، فإنها كانت تهلل لأعمالهم الإرهابية، وتستضيف من يروج إلى أنها أعمال مقاومة بطولية، نجدها تتعمد إطلاق الشائعات عن انتشار الفساد، والتعذيب، والاختفاء القسري في مصر، دون أن تقدم أي حالة موثقة لهذه الجرائم، مع إثبات فبركة ما حاولت تقديمه على أنه واقع حقيقي يسيء لمصر وشعبها.
وسعت الجزيرة إلى التكامل مع الدور الذي يلعبه النظام القطري، الذي أنفق المليارات؛ من أجل بث الفوضى في مصر، عبر إلقاء الضوء على الواقع المصري، لكن بالكثير والكثير من التغييرات المتعمدة، التي تظهره واقعا مشتعلا.
وعمدت الجزيرة إلى ممارسة حربها القذرة، بالفبركة مرة، وباختلاق أحداث وهمية مرات عدة، ومن ذلك طغيتها المزرية لتظاهرات الإخوان، في أعقاب الإطاحة بهم خلال ثورة 30 يونيو، وادعائها وجود حشود في الشوارع، على خير الحقيقة، كما أنها كانت الوحيدة المصرح لها بالتجول داخل اعتصام رابعة العدوية، بعد أن مكنها قيادات الجماعة من البث الحي، من داخل الاعتصام، باستخدام سيارة تابعة للتلفزيون المصري، استولى عليها الإخوان، بعد ضرب وتعذيب طاقمها الفني.
وكم كانت جرائم الجيل الرابع من الحروب التي تم شنها على مصر، واضحة عندما كانت الجزيرة، تتمكن من تصوير الأعمال التخريبية للإخوان بالبث الحي، الأمر الذي يؤكد علمها السابق بهذه الجرائم المخالفة للقانون.
وسخرت الجزيرة برامجها الحوارية، لاستضافة كل من هو معاد لمصر وشعبها، ليتولوا تقديم تحليلات مغرضة للأحداث، اعتمادا على معلومات مغلوطة، متجاهلين النفي الرسمي، والواقعي لها.
ومع اشتداد وطأة الأحداث، وسقوط سوريا وليبيا واليمن في براثن الفوضى، بدأت الجزيرة تعمل بمنطق التصنيف، فغضت الطرف عما يجري من جرائم ضد الشعب اليمني بأيدي حلفائها التابعين لإيران، وسعت في المقابل للترويج لأفكار تنظيم داعش الإرهابي، على أنه المقاومة المعتدلة للرئيس السوري بشار الأسد.
ووسط التناقض بين أهداف النظام القطري، الذي سعى لدعم الحوثيين الموالين لإيران في اليمن، ووقفه ضد بشار الأسد في سوريا، بدت الحقيقة واضحة، وهي أن قطر والجزيرة، لا يمارسان دورا مبدئا لتحقيق أهداف سياسية، لكنهما يسعيان فقط إلى الترويج وتبني كل ما من شأنه تدمير أركان الدول القائمة، والتلاعب بمقدراتها.
وزاد الأمر وضوحا، عندما تعمدت الجزيرة التعتيم التام على جرائم النظام التركي في حق شعبه، بزعم التخلص من الانقلابيين، في تلك التمثيلية المزعومة التي لم يصدقها أحد في العالم حتى الآن.
الدكتور سامي عبد العزيز، أستاذ الإعلام، علق على جرائم الجزيرة الإعلامية، بحق مصر، مؤكدا أنها- أي الجزيرة- كانت رأس الحربة، في المعركة الموجهة ضد مصر ضمن خطط حروب الجيل الرابع، المعتمدة على بث الشائعات، الكفيلة بإثارة الغضب، وفقد الثقة بين الدولة ومؤسساتها من جهة، والشعب من جهة أخرى، بما يؤدي في النهاية إلى تفكك أركان هذه الدولة وسقوطها، وهو ما نجح في اليمن وسوريا وليبيا.
وأوضح عبد العزيز، أن الجزيرة مارست دورا مرسوما لها من أصحاب خطة الشرق الأوسط الكبير، التي تعتمد على الفوضى الخلاقة، مؤكدا أن الجزيرة تمارس هذا العمل منذ نشأتها، وغير صحيح أنها تعبر عن سياسة دولتها، أو أنها تتعاطى مع الأحداث السياسية دون أن يكون لها يد في التوجيه إليها، وصناعتها في الكثير من الأحيان، عبر سلسلة طويلة من الأكاذيب البعيدة تماما عن أي معنية إعلامية.