بهذه المستشفيات يجري مرشحو الرئاسة الفحوصات الطبية

أمس السبت حددت المجالس الطبية المتخصصة ثلاثة مستشفيات لتوقيع الكشف الطبي على المرشحين المحتملين للرئاسة، وقالت اللجنة العليا للانتخابات في بيان لها إن المستشفيات هي زايد التخصصي بـ6 أكتوبر والمركز الطبي العالمي بطريق إسماعيلية الصحراوي ومعهد ناصر.

 

لم يكن اختيار مستشفى  معهد ناصر "صدفة"، وإنما كان مدروسا؛ فمعهد ناصر شهد أحداث سياسية كثيرة وكان حاضرا ومُنقذا وقت الأزمات، فخلال الأربعة أعوام الماضية استقبل مئات المصابين في العمليات الإرهابية وداوى جراحهم.

 

تلك المستشفى التي أنشأت في يوليو من عام 1986، تعتبر أكبر المراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة لما بها من تجهيزات طبية حديثة، على  مساحة تقترب من 104 ألف متر مربع تُحيطها الحدائق الخضراء من كل جانب.

لماذا مستشفى معهد ناصر؟
في مستشفى معهد ناصر يتواجد ما يقرب من 850 سريرا بينهم 73 سرير رعاية مركزة، بالإضافة إلى 23 سرير طوارئ و45 سرير غسيل كلى و48 سرير أورام، سنوياً تستقبل مستشفى معهد ناصر 60 ألف مريض.. وذلك حسب بيانات رسمية من وزرة الصحة.

 

عدد العمليات الجراحية التي يُجريها أطباء داخل المستشفى تصل لـ 20 ألف حالة سنوياً، وحسبما  أكد مدير المستشفى  الدكتور هاني راشد في تصريحات صحفية سابقة، فإن عدد تحاليل المعامل داخل المستشفى وصل لـ مليون وخمسمائة ألف فحص معملي سنوياً، ويصل عدد فحوصات الأشعة العادية ٤٠ ألف فحص سنوياً و22  ألف عدد فحوصات الأشعة المقطعية و25 ألف عدد حالات مرضي العلاج الكيماوي للأورام سنويآ، كما أن المعهد يُجري 2300 عملية قسطرة سنوياً و27 ألف جلسة غسيل كلوي.

 

حسبما ذكر لنا أحد الأطباء داخل المستشفى- رفض ذكر اسمه- فإن المستشفى تحتوى على وحدات طبية متخصصة ونادرة مثل وحدة زرع الكلي والنخاع وأمراض الدم وجراحة القلب ووحدة الأكسجين، بالإضافة لمركز متكامل لعلاج الأورام ووحدة جراحة الوجة والفكين ووحدة جراحات العمود الفقري المتطورة، ووحدة المفاصل الصناعية ووحدة جراحة التجميل والجراحات الميكروسكوبية ووحدة علاج العيوب الخلقية للأطفال ووحدة علاج العصب المتناثر ووحدة الفحص الشامل السكر والفحص الشامل للقلب ومركز متميز لصحة المرأة.

 

كل هذه الشواهد جعلت المجالس الطبية المتخصصة تختار مستشفى معهد ناصر ضمن 3 مستشفيات لإجراء الكشف الطبي على المرشحين المحتملين للرئاسة.

 

دخولنا لمستشفى معهد ناصر لم يكن سهلا على الإطلاق فهناك تشديدات أمنية مُكثفة تمنع دخول الصحفيين، حتى إن التصوير داخل هذا الصرح الكبير بات أمراً صعبا للغاية، فمدير المستشفى الدكتور هاني راشد حينما تواصلنا معه هاتفياً رفض إعطاءنا أية معلومات عن عملية الكشف الطبي عن مرشحي الرئاسة، بمجرد علمه بهويتنا الصحفية، قائلاً" كل هذه المعلومات موجودة عند الدكتور عماد كاظم رئيس هيئة المجالس الطبية المتخصصة، أنا مقدرش أقولك معلومات من النوع ده". 

إجراءات الكشف الطبي على المرشحين

حتى الآن أعلن ثلاث فقط نيتهم الترشح لانتخابات الرئاسة، من بينهم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، والمحامي خالد علي ورئيس أركان الجيش المصري الأسبق سامي عنان، لكنه لم يتقدم أياً من المرشحين لتوقيع كشفي طبي في المستشفيات الثلاثة – التي من بينها معهد ناصر-، حتى كتابة هذه السطور، وذلك حسب تصريحات خاصة لـ رئيس هيئة المجالس الطبية المتخصصة الدكتور عماد كاظم لـ صوت الأمة.

 

أحد الأطباء المتخصصين داخل معهد ناصر أكد في تصريحات مقتضبة أنه من المنتظر أن  يخضع مرشحي الرئاسة إلى فحوصات نفسية وأعصاب وجراحة مخ وأعصاب، بالإضافة لكشف باطنة وقلب، وجراحة، ورمد،  لكنهم ينتظروا خطاب مختوم وموثق من هيئة المجالس الطبية المتخصصة يُفيد باجراء فحوصات لازمة للمرشح.

 

الدكتور عماد كاظم رئيس هيئة المجالس الطبية المتخصصة، قال لـ "صوت الأمة" إنه ينبغي على من يترشح لرئاسة الجمهورية، أن يتقدم بطلب إلى المجالس الطبية المتخصصة لتوقيع الكشف الطبي عليه، وإحضار 6 صور شخصية وصورة بطاقة تحقيق الشخصية على الجانبين ويدفع مبلغ 6 آلاف جنيه، بعدها تقوم الهيئة بإرسال جواب مختوم وموثق لأحد المستشفيات التي يختارها المرشح لإجراء هذه الفحوصات.

 

وأضاف أن المرشح يذهب لإجراء الكشف الطبي عليه، وبعدها تضع الجهة كافة الفحوصات والتحاليل والأبحاث في مظروف مغلق ويعود بها للمجالس الطبية المتخصصة، وفي خلال موعد أقصاه 48 ساعة من إجراء الفحوصات، تُحدد المجالس المتخصصة موعد ومكان الكشف ويتم إبلاغه به، وبعدها يتم مناظرته، أمام 4 لجان طبية "نفسية وأعصاب وجراحة مخ وأعصاب، ولجنة باطنة وقلب، ولجنة جراحة، ولجنة رمد". 

 

وأكد أن التقدم لطلب الكشف الطبي متاح للمرشحين حتى الساعة الخامسة مساءاً من يوم 26 يناير، مؤكداً أن اللجنة لابد أن تنهي أعمالها يوم 29 يناير، لأن الكشف والنتيجة، سيستغرقان أسبوع، بما فيها  فترة تظلم المرشح من نتيجة الكشف لو اتضح انه غير لائق، حيث يتم اعادته على لجان أخرى للنظر في تظلمه، وذلك خلال 48 ساعة من نتيجة الكشف الأول.